الأقباط متحدون - إبراهيم وعيسي ..... وجهان لنقد الواحد ..!!
  • ٠٩:٣٧
  • الاربعاء , ٨ مارس ٢٠١٧
English version

إبراهيم وعيسي ..... وجهان لنقد الواحد ..!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٤٣: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٨ مارس ٢٠١٧

إبراهيم عيسي
إبراهيم عيسي

نبيل المقدس
      أثار رفع قضية ضد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي , لغطا كثيرا بين الشعب المصري وخصوصا المثقفين منهم , وما أذهلنا أن هذه التهمة أقامها رئيس مجلس النواب , والمفروض أن يكون متحليا بصفة الإحتواء وليس العداء ضد اي مواطن , لأن لولا الشعب لا كان رئيس النواب هذا في هذا المركز الرفيع .. أنا ضد ان يقيم شخص تهمة علي إعلامي نقد مؤسسة أو وزيرا أو رئيسا للحكومة ,أو حتي رئيس الجمهورية نفسه , طالما يكون هذا النقد في حدود الأصول المتفق عليها بتعريف و مفهوم أصول علم النقد .. كذلك من واجب الصحفي أو مقدم البرنامج عندما ينقد شخصا في أحد الأمور أن يأتي بخبير في الأمر الذي ينتقده , ولا يكتفي بأن يستضيف خبيرا فقط , بل من واجبه ايضا بقدر الإمكان أن يستضيف الوزير نفسه , أو أحد مساعديه لكي نتعرف نحن الشعب علي حقيقة الأمر الشنيع الذي جعلت الصحفي أو مقدم البرنامج  ينتفض من علي كرسيه كالثور الهائج , ويلقي جزافا بكلمات لا تليق , وربما يصل إلي سب والإستهزاء بالمؤسسات و برئيس البلاد.

      كثيرون من الإعلاميين وغير الإعلاميين أصبحوا عالمين ببواطن الأمور الحياتية من جميع جوانبها السياسية والإقتصادية والزراعية والصناعية  والتعليمية والخدمية والصحية والقضائية والرياضية وأخيرا الدينية وخصوصا  مِنْ بعد هذه الثورة التي هبطت علينا كالصاعقة في يوم 25 يناير لسنة 2011.. مما أتاحت للأمي والعالم والطفل والشيخ أن يتدخلوا في تسيير شئون الدولة .. حتي تعويم الجنيه الذي لا نفهم معناه حتي هذه اللحظة , كان لهم رأي في كيفية تغطيسه وإنتشاله من الغرق  .

      من المعروف أن أوَّل إستخدام لكلمةُ "النقد" كانت تعنى فَرز الدَّراهم والدنانير, لبيان الصحيح والزَّائف منها، وتلك بمهارةٌ يختصُّ بها الصيارفة، ثم انتقلَت إلى نقد أخلاق الناس وعاداتهم وتصرفاتهم ، وبيان ما يتحلَّون به من حُسن الصفات، ثم اتسع اللفظ حتى شمل مجالاتٍ عديدة مثل الإقتصاد ..... إلخ والتي ذكرناها من قبل . والناقد في جميع المجالات له شروط خاصة يتميز بها , منها الثقافة والخبرة والعدالة والإنصاف , فلا بد للناقد أن يبتعد عن التحيُّز والتعصب والمجاملة ، وأن يعطي تعلِّيلا لأحكامه  فيبين الأسباب التي جعلَته يحكم بالجودة أو الرَّداءة، وعليه أن يحترس من أن تدفعَه عاطفتُه أو ميوله الشخصية أو إلى الإطراء الكاذب أو تقليل من حقِّ المجتهد.

       في فترة الدعاية الإنتخابية الرئاسية الأخيرة , إستضافت القنوات المرشحين لعدد من الساعات المتساوية لهم , وكان من نصيب السيسي حلقة خاصة مع الأستاذة لميس الحديدي والأستاذ إبراهيم عيسي .. انا عن نفسي لاحظت ان هناك نظرات تحدي تنبعث من الصحفي والكاتب إبراهيم عيسي علي المرشح السيسي , لأنه يؤمن تماما أن مَنْ يترأس البلاد يجب ان لا يكون من خلفية عسكرية .. وكانت أفكاره تنعكس علي بعض من اللماحين من المشاهدين , بأن الأستاذ ابراهبم عيسي خلال لقائه مع المرشح السيسي غير مقتنع تماما بأن يصير شخصية عسكرية رئيسا لمصر , من   منطلق أن جميع الرؤساء السابقين كانوا من خلفية عسكرية , ولم نري منهم أي تقدم او حضارة إلا الحروب أو الإهمال وعدم العمل في نهضة مصر وخصوصا في عهد أخر رئيس سابق ذات الخلفية العسكرية . 

      ربما كانت صدمة كبيرة للأستاذ إبراهيم عيسي ان ينجح السيسي في تبوء سدة الحكم بأغلبية ساحقة .. وبالرغم أن اول كلمة قالها الرئيس أنه أتي لكي يحاول أن يعيد مكانة مصر إلي ما كانت عليها من قبل , كما ذكر بصراحة وبل وبوضوح أن فترة رئاسته سوف تكون من اصعب الأيام , لأن البرنامج الذي أتي به السيسي عبارة عن عملية جراحية كبيرة تحتاج الصبر والتضحية , وان نتاج هذه العملية ليست موجهة لنا , بل هي موجهة لأبناء المستقبل لكي يرثوا مصر علي أكمل وجه.

    من أول يوم من رئاسة الرئيس السيسي , كان الأستاذ إبراهيم أول مَنْ نقدهُ , وخصوصا عند إعلانه بحفر قناة جديدة موازيا لجزء كبير من قناة السويس , وهاج أيضا الأستاذ عيسي علي فكرة تحصيل أموال من الشعب لتنفيذ هذا المشروع الضخم , الذي سيظهر فوائده في المستقبل بعد الإنتهاء من تنمية محور القناة بشركات أجنبية ومحلية , كما إنزعج الأستاذ عيسي عندما إفتتج السيد الرئيس السيسي هذه القناة .. ولم يجد الناقد الأستاذ إبراهيم أي سبوبة   يتخذها لكي يمارس هوايته النقدية , إلاّ لون السجادة الحمراء التي كانت مفروشة امام منصة الإحتفال ., فقد نقدها نقدا عجيبا ونقد لونها الأحمر .. وإلي الأن لم أعرف سبب نقده للون الأحمر.

      انا لست ضد الأستاذ عيسي في أن ينقد الرئيس او أي مؤسسة أخري .. فهذه ظاهرة صحية تماما .. ولا يستطيع أحد أن يلومه .. لكن كان في حلقاته يأتينا بخبراء مجندين خصيصا لبرنامجه ... وجوه في جميع التخصصات ولم تتغير , وهم اصلا لهم موقف  ضد الحكومة ,باسباب كثيرة تخصهم . فعندما ينقد الأستاذ عيسي امرا ما تخص الزراعة مثلا يأتينا بالدكتور فلان الفلاني المتخصص في الزراعة , ويصبح هذا الضيف يأتينا بإستمرار ليكون سنيدا او مساعدا في  أن ينقد الأستاذ عيسي هذه المشكلة الزراعية متخذا رأي هذا الضيف والخبير الوحيد في مصر في علم الزراعة شاهدا .. وهكذا في جميع المشاكل الأخري , "فلكل مشكلة لها خبيرها", يتفق معه في فكره ورأيه , ويعزز ما يريده الأستاذ ابراهيم قوله في نقد الأمر الذي إتخذته الحكومة أو الرئيس أو مجلس النواب, 

    أنا لست ضد اومع أي إعلامي كان ضد النظام أو معه .. لأنني أعرف تماما أن ما يصنعه ويفعله الرئيس فيه الكثير من الصحة , وإن تجاوزت أوحادت عن مسارها  .. فهي نتيجة اسلوب التنفيذ غير الجيد او قلة حيلة الشعب نفسه ..  أو عدم صبر الشعب وعدم تحمله الصعوبات كما فعلنا نحن الكبار ايام حرب 67 وحرب الإستنزاف وحرب 73 . أي 6 سنوات كانت سنوات العجاف ولم نتفوه بهمسات ضيق أو تأفف .. و كان محظورا لأي إعلامي ان يكتب أو يتفوه عن الحياة القاسية التي كان الشعب يعيشها في فترات الحروب ..
     أخيرا أنا مع النقد البناء .. و لست مع النقد الهدام والمُحرض .. وأتمني من كل النقاد من أول ألأساتذة  إبراهيم أو عيسي أو أنور أو حلمي أو عبد التواب .. إلخ ايا كانت الأسماء أن يلبسوا ويتحلوا بالأصول العلمية للنقد .. لكي لا يضع نفسه تحت المساءلة ..
  الناقد الجيد والفعال هو الذي يجعل المخالفين معه في النقد أو الموالين له يحبونه .. !!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد