الأقباط متحدون | من قاتل الأقباط؟ ومن قائد الثورة؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٣٧ | السبت ١٢ فبراير ٢٠١١ | ٥ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من قاتل الأقباط؟ ومن قائد الثورة؟

السبت ١٢ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: رمسيس رؤوف النجار
منذ أحداث عيد الميلاد فجر 7 يناير لسنة 2010، وظهرت الشرطة المخلوعة تفرز عن أنيابها الشرسة ضد الأقباط، ليس من أجل أنهم تظاهروا أو تمرَّدوا أو طالبوا بحقوقهم، ولكن طالبوا بجزء من حقوقهم. فقد حدث خلاف بين أسقف "نجع حمادي" ومباحث أمن الدولة بـ"قنا" على تعويضات للأقباط الذين خربت بيوتهم بمعرفة الشرطة إثر حادث اغتصاب مشكوك فيه، وحتى لو ثبت، فما هو إلا حادث فردي بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة في قرى "نجع حمادي"، قامت الشرطة بتحفيز الأهالي على الاعتداء على كل الأقباط في تلك القرية حتى إنهم كانوا يشعلون بيوت الأقباط بكور من النيران.. دون أن يكون رد الفعل مواز للفعل أو دون أن يكون هناك عدالة فيما بين جناحي الوطن، حيث أن المسلمين يوميًا يهتكون أعراض الفتيات المسيحيات، ثم بعد ذلك يؤسلمونهم! هل هذا منطق عدل؟!

وارتفع صوت أسقف "نجع حمادي"، فما كان من الجهاز الأمني الباطش إلا أن يستدعي المتَّهم "حمام الكموني"، ويحفِّزه على قتل الأقباط، ويسلِّمه سلاحًا آليًا حتى يقوم بتنفيذ مخطط الداخلية تحت سمع وبصر جهاز أمن الدولة بـ"نجع حمادي". فالجريمة اُقترفت تحت المبنى، وبتصريح من المبنى، وفي يوم عيد الأقباط حتى يعرف أقباط "نجع حمادي" أن هذا رد فعل لكل من يرفع صوته، ولكن الأقباط كعادتهم فوَّضوا أمرهم لله الذي لا يغفل ولا ينام.


ثم تأتي أحداث كنيسة "العمرانية"، وتخرج الشرطة كأنها في حالة حرب لتتعدى على الأقباط لتسقط منهم ثلاث شباب في مقتبل العمر أردياء، جثث هامدة دون حراك، وسط بركة من الدماء! وكم وكم المصابون؟ ولم تكتف الداخلية بذلك، بل قامت باعتقال (153) فردًا من أفراد الكنيسة، وكأنها تقول للأقباط: آن الآوان للحصاد، بل إسكاتهم عن حادثة "نجع حمادي"، وراح المقتولون بسلاح الشرطة، وراح المصابون، وحُبس من حُبس، وكان ذلك له أثر في نفس رمز الكنيسـة "البابا شنودة الثالث"، فردَّد الآيـة التي تقول "صمت لا أفتح فمي لأنك أنت فعلت" ( مز 39 : 9 ). وراح إلى مكانه الأصلي يصرخ إلى الله قائلاً: "ارحمنا يا الله مخلصنا"، واستكن في ديره لكى يرى عمل الله.

وتوجهت إلى النائب العام في مقابلة خاصة للإفراج عن المحبوسين ظلمًا (153)، وبذا تكون الكارثة أن (153) أسرة لن ترى بهجة عيد الميلاد لسنة 2011، وكأن الشرطة تهنىء الكنيسة كل عام بحادث حتى يعرف العالم أن معايدة الشرطة للأقباط مستمرة كل عام! ولكن لم يرتض رمز الأقباط بهذا، فأثار ذعر الشرطة، حتى إنني فُوجئت برموز الشرطة في مكتب النائب العام للإفراج عن المحبوسين حتى لا تتفاقم المشكلة، وحتى لا يعتكف البابا في ديره في يوم العيد، وحتى يوئد صوت الأقباط، وحتى يعرف العالم أن الأقباط اعتادوا أن يُضَربوا برصاص الشرطة دون أن يكون لهم رد! ولكن الشرطة تتوعَّد للأقباط أن تُحدث فيهم حدثًا يكون عبرة لهم؛ حتى لا يكون لهم صوت بعد ذلك! يا ترى ما هذا الحدث؟ يا ترى هل يُحتمَل؟ يا ترى ما هو ميعاده؟ كل هذه التساؤلات أجابت عليها الشرطة برئاسة مدبِّرها المخلوع في حادث كنيسة القديسين بـ"الإسكندرية" حتى يعرف الأقباط ضحيتها- أصبح فيها الأقباط أشلاء تُجمع في أكياس- ولماذا كنيسة القديسين؟ لأنها منذ أربعة سنوات أنتجت مسرحية أزعجت الداخلية، ولكن الشرطة التي تضرب بيمينها وتربت بيسارها، سمحت للأقباط بأن يقوموا بمظاهرة للأقباط، ولكن كانت المظاهرة مظاهرة شعب "مصر" مسلمين وأقباط. فما خلت مظاهرة من الحجاب، وما خلت مظاهرة من اللحية المسلمة إلى جانب اللحية المسيحية. وها هي بداية الانتقاضة، وها هي بداية الثورة. فالكل ثار على أشلاء الشعب، والكل راح يبكي على أشلاء الشعب، وبدأت الوطنية تعلو فوق صوت الأديان، وخرج الشباب يقول: "المدنية المدنية نحن نرفض العبودية"، وخرجت الشعوب المؤمنة بالحرية من تحت نير اللعبة السياسية- ده قبطي وده مسلم- ويا قبطي خاف من المسلم، ويا مسلم تمسك بالسلطة– رفض الشعب شعارات الداخلية، ولجأ إلى شعارات المدنية "يا مشيخة ويا كاتدرائية إحنا بقينا في دولة مدنية". مبروك للمدنية، كفاية عبودية.. إلى اللقاء.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :