الأقباط متحدون - ثورة 25 يناير وانسحاب الرئيس...ماذا بعد؟
أخر تحديث ١٧:١٥ | السبت ١٢ فبراير ٢٠١١ | ٥ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٢ السنة السادسة
إغلاق تصغير

ثورة 25 يناير وانسحاب الرئيس...ماذا بعد؟


بقلم:القس. نصيف هارون
منذ أن دخلت الثورة يومها السابع عشر في 10 فبراير 2011 وبدأت الأنباء عن إمكانية تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم، وهذا هو المطلب الأساسي والأول للثورة والمتظاهرين في ميدان التحرير. ومسالة تنحي الرئيس مبارك من الحكم الذي دام 30 عام لمصر منذ1981 الي ألان شهدت فيها البلاد انجازات وإخفاقات كثيرة. وزادت الإخفاقات في السنوات الأخيرة ولاسيما مع زيادة البطالة وتدني الأجور للعاملين وانتشار أفقر والمرض بل حالة عامة من الفساد على كل الأصعدة في مجالات التعليم والصحة والأمن والعلاقات الخارجية...الخ.

ولكن بانسحاب الرئيس (الرأس الفاسد) هل سيصلح الجسد الفاسد أم إننا في بداية الطريق نحو الإصلاح والنمو. فكلنا يعرف إن الثورة هي نقطة الانطلاق وليس نهاية المطاف. فالسؤال ألان ماذا بعد الثورة؟ لا أسال عن الأسئلة الدستورية من مسألة من الذي سيتولى مقاليد الحكم هل نائب الرئيس السيد عمر سليمان المعين منذ أيام لا تزيد عن خمسة عشر يوما. أم مجلس مشكل من القيادات القادرة عن الإصلاح أم الجيش والأحكام العرفية أم رئيس مجلس الشعب...الخ

إني أقول ليست النهاية في تنحي الرئيس وتركه للسلطة بل الذي سيأتي بعد من مطالب الشعب. فاني اعتقد أن تنحي الرئيس ليس قمة المطالب بل الحد الادنى لهذه الثورة. فماذا عن محاكمة النظام الفاسد وكل ما ارتكبه من جرائم أو ما سببه في جرائم وأخرها دماء الشهداء التي راحت ثمن الثورة والحرية؟ هل سيرضى الشعب فقط بان يرحل الرئيس مع كل البيانات والأقاويل حول ثروة الرئيس والوزراء المقالين.

ماذا عن مطالب الثورة المهنية والعمالية في كثير من البلاد والمصالح الحكومية؟ هل سيرضى هؤلاء فقط بتنحي الرئيس وسيغضون الطرف عن باقي المطالب التي رفعها الشعب؟ ماذا عن تغيير الدستور والمواد التي تحول دون ممارسة المواطنة والديمقراطية الحقيقية وتحول مصر الي بلد علماني ودولة مدنية وليست دينية وعلى رأس هذه المواد المادة الثانية في الدستور المصري والتي تحدد إن دين الدولة هو الإسلام ومع إن الدولة شخصية اعتبارية لكن هذه المادة تغفل حق الكثيرين من غير المسلمين في ممارسة حقوقهم وحريتهم في هذا الوطن.

الكثير من الأسئلة والمخاوف التي تترد في ظل هذه الاحتمالات من تنحي الرئيس وأهمها ماذا عم مصير المنتفعين والطامحين من الثورة؟ نعم فثورة 25 يناير كانت سلمية نقية خالية من الدماء والعنف ولاسيما من قبل المتظاهرين الذين كانوا يرددون "سلمية سلمية" ولولا المنتفعين والطامحين لتسلق الثورات والاستفادة من نتائجها وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين والذين راحوا يعلنون عن بيانات ومطالب وأعلنوا بكل صراحة ولأول مرة نرى التليفزيون يتحدث عنهم بدون وصفهم "بالمحظورة" كما اعتادنا في السنوات السابقة. فالبعض يتساءل عن مستقبل البلاد في ظل التطلعات التي تملأ صدور ونفوس الإخوان من جانب والأحزاب من جانب والأقليات والشباب....كيف سنصل الي عمل جماعي وخاصة الخيار الوحيد أمامنا هو العمل الجماعي ونبذ المصالح الفردية وتغليب مصالح الوطن واستقراره بصفة عامة.

أقول أخيرا تنحي الرئيس مكسب للثورة ولكنه مكسب هش المكاسب الحقيقية هي التي ستأتي بعد والتي تشمل تغيير جذري للدستور وإعلاء قيمة المواطنة وممارسة الديمقراطية بكل ما تعنيه معاني الكلمة وملاحقة الفساد بكل أشكاله في كافة الأماكن والمؤسسات، وان ننادي بالدولة المدنية وليست الدينية. فانتقال السلطة من مبارك  الي آخرين نقطة البداية ولكل منا دوره الهام في مكانه لمقاومة الفساد وإعلان الحق ونبذ الخوف والمحسوبيات وكل أشكال الظلم التي طالت هذا الوطن.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع