الأقباط متحدون - ألأمم المتحدة المطالبة بمحاكمة سوريا على جريمة حرب، تتناسى عشرات جرائم الحرب الموثقة الباقية بدون محاكمة وعقاب
  • ٢١:٣٦
  • الجمعة , ٣ مارس ٢٠١٧
English version

ألأمم المتحدة المطالبة بمحاكمة سوريا على جريمة حرب، تتناسى عشرات جرائم الحرب الموثقة الباقية بدون محاكمة وعقاب

ميشيل حنا حاج

مساحة رأي

٢٨: ٠٧ م +02:00 EET

الجمعة ٣ مارس ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ميشيل حنا الحاج
 جرائم الحرب كثيرة منذ تأسيس الأمم المتحدة ، واجهزتها تصر على ملاحقة سورية على جريمة حرب ما. فقبل يومين، طالب "باولو بنيهرو"، المعني بقضايا جرائم الحرب، بمحاكمة سوريا  لقصفها، كما ادعى، قافلة مساعدات انسانية، متسببة بمقتل عشرة عاملين  بالاغاثة.

 خطوات الأمم المتحدة واجبة الاحترام عندما تمارس بشمولية وبدون تمييز وتسييس. لن أناقش صحة  الاتهام، فسوريا  ربما أخطأت، ولكنها أخطاء في معرض رد هجمة تعرضت لها البلاد، وليست في  اعتداء على آخرين. وأود تذكير الأمم المتحدة ببعض جرائم الحرب الواضحة اتي وقعت، ولم يلق اي منها محاكمة دولية.

هذا الجدول فيه بعض من فيض. ويشمل بعض الحالات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقضية السورية، دون التطرق  لما ارتكبته فرنسا خلال استعمارها للجزائر، ولا لما ارتكبته اميركا بغزوها غير المبرر للعراق عام 2003 باعذار ملفقة  واعترف بوش الابن بارتكابه خطأ في تنفيذ الغزو، ومع ذلك لم يقدم لمحاكمة دولية حتى الآن رغم آلاف القتلى  اضافة للمعذبين في سجن ابو غريب وغيره.

أ) بعض الجرائم بحق الفلسطينييين والقضية الفلسطينية:
1) في 22 يوليو 1946، قامت عصابات اليرغون الاسرائيلية  بتفجير فندق الملك داوود بالقدس، حيث الادارة المدنية والعسكرية للانتداب البريطاني على فلسطين. حصد التفجير 91 ضحية، ولم يحاكم مرتكبو الجريمة أمام محكمة جنايات دولية.

2) مذبجة دير ياسين عندما هاجمت عصابات شتيرن (بيغن رئيسها) في ابريل 1948 قرية دير ياسين اثناء تواجد  رجالها في القدس لتشييع عبد القادر الحسيني الذي استشهد قبل يوم في معركة القسطل.  ومارست ابشع الأعمال، فبقرت بطون الحبالى وهتكت اعراض العذارى مثيرة الرعب بالمجتمع الفلسطيني غير المسلح حول كيفية حماية نسائهم، مما أدى للهجرة السريعة الى دول الجوار حماية لأسرهم. ولم تجر محاكمة ايا من هؤلاء، بل تم  دمجهم  بالهاجناه  الذي بات جيش الدفاع الاسرائيلي الذي ارتكب لاحقا  مذبحة كفر قاسم وغيرها .

3) في 17 سبتمبر 1948  قامت عصابة شتيرن باغتيال الكونت السويدي"فولك برنادوت" اثناء تواجده في القدس لأداء مهمة الوساطة السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.  وطوى النسيان قضية اغتياله  بمحاكمة شكلية لمرتكبي الجريمة "يالين مور" و"ميتاهو شوليتز" في شباط، بتهمة الانتماء لمنطمة ارهابية، وليس لاغتيالهما برنادوت. وحكما بالسجن ليقضيا أسبوعين فيه، ثم يطلق بعدها سراحهما رغم ارتكابهما جريمة بحق الأمم المتحدة ذاتها  باغتيال وسيطها. فمن اغتيل ليس برنادوت فحسب، بل الأمم المتحدة وهيبتها.

 4) في نوفومبر 1967، اصدر مجلس الأمن بالاجماع القرار 242 الذي يلزم اسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة والعودة لحدود 1967. وماطلت اسرائيل بتفسيرها حدود الانسحاب رغم تفسير صائغه اللورد كارادون بأن المقصود الانسحاب من كل الأراضي.. ولم تقدم  اسرائيل لمحكمة دولية لامتناعها عن تنفيذ قرار اممي. بل شرعت تقضم أجزاء من الأراضي المحتلة وتحولها لمستوطنات. وصدرت قرارات لاحقة عن مجلس الأمن تدين تصرفاتها ، آخرها القرار 2334 الذي يلزمها بالتوقف عن بناء المستوطنات. لكن اسرائيل لم تحترم القرارات الأممية مما يستوجب تقديمها لمحكمة دولية، بل ولفرض عقوبات قاسية عليها.

5) الجريمة الأكثر وضوحا ولم تتم محاكمة دولية لمرتكبيها. هي مذبحة صبرا  وشاتيلا في سبتمبر 1982 والتي حصدت 3000 ضحية. فرغم محاكمة اسرائيل لآريال شارون وزير الدفاع الذي اشرف من بناية مرتفعة على تنفيذ القوات اللبنانية للعملية البشعة، وادانته وتحميله المسؤولية، قد شكل أساسا لتقديمه مع قادة القوات اللبنانية لمحكمة دولية، فان شيئا كهذا لم يحصل، بل حصل العكس وأصبح شارون رئيسا لوزراء اسرائيل.

6) في عام2009، قصفت اسرائيل غزة بغاز الكلور المحظور دوليا. وارتفعت أصوات تدينها، لكنها لم تطالب  بمحاكمتها دوليا.

ب) لا شك أن الحكومة السورية  تسببت بمقتل البعض بغلرلتها الجوية التي أصابت أحيانا أهدافا مدنية. ولكن ضحاياهم لا تقارن بما ارتكتبه المعارضة السورية من جرائم بقيت بعيدة عن محاكم الجنايات الدولية.  وهذه بعض النماذج :

1)  اغتصاب الفتاة القاصر ماريا عام 2013  بمدينة القصير من قبل 15 مسلحا من النصرة. وقد أكد رواية ا لاغتصاب راهبان في دير مار الياس بالقصير، كم اكدها كتاب وصحفيون منهم ديفيد جيبسون وكاسيوس ميكي، وكلاي كيلبورن وصحيفة مودرن طوكيو تايمز. وتقول ممثلة الأمم المتحدة "زينب بنغورا" في تقريرها لل UN، أن الاغتصاب بات يستخدم كالسلاح الناري والكيماوي. وقد ساد شعور بأن النساء الشيعيات والعلويات والمسيحيات بكل طوائفهن، اضافة الى الأزيديات والمنتميات لطائفة الموحدين، بتنا معرضات للاغتصاب دون رحمة أو شفقة.

2) وفي 2013 شنت داعش والنصرة قبل افترافهما، هجمة باتجاه مدينة اللاذقية. وفي طريقهما ضمن ما سمي بعملية عائشة البكار، وقبل أن تردهما القوات السورية، قطعا رؤؤس عدد كبير من عائلات علوية كثيرة. وشمل قطع الرؤوس شيوخا ونساء وأطفالا.   هنا مامن مطالبة بمحاكمة دولية.

3) وفي عام 2014، لدى اجتياح المعارضة لمعامل عدره،  قطعوا رؤوس 160 عاملا من غير المنتميين للسنة.

4 ) انتهكت المعارضة المسلحة بأطيافها المواثيق الدولية الصادرة منذ 1949    حول التعامل مع الأسرى، فقتلت المئات منهم، ناهيك عن 1700 من الجنود غير السنة تم اعدامهم  بمعسكر سبايكر في العراق.  وفي سوريا، وثقت BBC قطع رؤوس ثلاثة موظفين حكوميين امام الكاميرا.  وفي سبتمبر 2013 نشرت التايم مقالا "لسي جي شيفرز" وصف فيه اعدام 17 جنديا سوريا أسيرا. وفي خان العسل نفذ في 2013 اعدام عشرين جنديا سوريا معصوبي العينين. وهناك شريط UTUBE يعرض 51 جثة جندي ومدني نفذ فيهم الاعدام رميا بالرصاص. وفي 13 مايو 2013 اعدم في دير الزور11 جنديا سوريا. كما قطع رأس الأب الايطالي باولو واختفى مطرانان، واغتيل طعنا راهب في حمص، بينما أكل مسلح قلب فتى أمام أعين والديه.

5) توالت تفجيرات السيارات المفخخة والأعمال الانتحارية الأكثر بشاعة من القصف الجوي السوري. وهناك العديد منها آخرها في نهايات 2016 عندما فجرت سيارة على جسر قرب اللاذقية وقتلت أربعين شخصا.  وقبل أيام، ثلاثة تفجيرات بحمص قتلت خمسين ضحية، وغيرها كثير. فهل يقدم اي من مرتكبي هذه الجرائم لمحاكم دولية؟
 فهل من نقاش بعد ذلك، أم لعل الذين اختشوا ماتوا؟