مصر في الصحافة الأمريكية.. فورين بوليسي تنصح «ترامب»: زعزعة استقرار القاهرة يساعد داعش.. والسيسي يرفع شعار «الأمان قبل الكمال».. ونيويورك تايمز تهدد الرئيس الأمريكي بالكونجرس
أخبار مصرية | فيتو
الاربعاء ١ مارس ٢٠١٧
ركزت الصحف الأمريكية وخبراء من الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة على تحليل الوضع في مصر وتقديم رؤية للاقتصاد المصري، واستغل بعضهم بعض الهفوات، وانتقدوا حقوق الإنسان في مصر لتوتير العلاقات بين البلدين.
شريك مهم
وكانت البداية من مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية التي حثت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على التفكير في أفضل السبل لصياغة العلاقات الثنائية مع مصر، مشيرة إلى أن حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يمكن أن تكون مشكلة كبرى أو شريكًا مهمًا.
وأشارت إلى أن مهمة إدارة ترامب تتمحور في صياغة سياسة المنفعة المتبادلة التي تدفع العلاقة والشرق الأوسط في اتجاه مثمر.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن الوقت الراهن هو من الأوقات الصعبة بالنسبة لمصر، بعد الأحداث السياسية التي جرت في ميدان التحرير والربيع العربي، لافتة في الوقت ذاته إلى أن حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي حققت مستوى من الاستقرار للبلاد على حساب حقوق الإنسان، على حد قولها.
وذكرت أن زعزعة الاستقرار في مصر سيصبح نقطة جذب بالنسبة لتنظيم "داعش"، وسيكون مصدرا غنيا لتوظيف الموارد اللازمة للجماعة الإرهابية.
شعار الحكومة
وقالت: إنه خلال الآونة الأخيرة، تمت سلسلة من المناقشات بين خبراء الدفاع الأمريكي والحكومة المصرية، أظهرت عدة موضوعات رئيسية تشغل تفكيرها تتمثل في أن مصر ترى نفسها عامل استقرار للأمن في الشرق الأوسط، موضحة أن شعار الحكومة المصرية هو "الأمان قبل الكمال"، وهذا يعني أنه سوف يكون هناك محاولة لتحسين حقوق الإنسان ولكن الأولوية الأولى هي ضمان السلامة في الشوارع والقضاء على الإرهاب.
كما أضافت أن الحكومة تسعى لدفع عجلة النمو الاقتصادي، من خلال العمل على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، والشراكة مع إسرائيل في مشاريع مشتركة والتكنولوجيا، وإعادة الروح والحيوية في مجال السياحة، فضلًا عن ضمان حماية قناة السويس، التي تعد مصدرا مهما للدخل بالنسبة للأمة، مشيرة إلى أن مصر ملتزمة للغاية لعلاقتها مع إسرائيل والولايات المتحدة.
رؤية مستقبلية
وأعدّت لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس والبيت الأبيض تقريرًا عن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر ورؤية مستقبلية للاقتصاد المصري، وأشار التقرير إلى أن اجتماع ترامب الأول كرئيس للولايات المتحدة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يقدم فرصة كبيرة ولكن أيضا يسلط الضوء على بعض المخاطر بالنسبة للمصالح الأمنية الأمريكية والقيم.
وخلص التقرير إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر تراجعت في السنوات القليلة الماضية بعد دخول الشرق الأوسط الكبير في حالة من التشرذم العنيف الذي يهدد مصالح كل من الولايات المتحدة والنظام العالمي، مؤكدًا أن المنطقة تواجه خطر الشبكات الإرهابية العالمية، الحروب الأهلية، انهيار الدول، الهجرة الجماعية، معارك بالوكالة بين القوى الإقليمية والعالمية، والتوترات بين الدول الاستبدادية والشباب.
وزعم التقرير أن مصر يفصلها خيط رفيع لتجنب أسوأ مصير لجيرانها، ومع ذلك لا يزال النظام السياسي والاقتصادي الجديد في القاهرة غير مكتمل وهش، ويفتقر إلى خطة ملموسة لهزيمة شبكات الإرهاب، ودفع عجلة خلق فرص العمل على نطاق واسع، محذرا من أن الاقتصاد المصري يمكن أن يذهب من أزمة إلى أخرى.
وأشرف على هذا البحث مختار عوض، باحث مساعد بفريق الأمن القومي والسياسة الدولية في "أمريكان بروجرس"، ودانيال بنجامين، المسئول السابق عن مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، وبريان كاتوليس وهو زميل بارز في مركز التقدم الأمريكي في واشنطن.
سجل كئيب
فيما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن تصريحات جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية حول استئناف التدريبات العسكرية جاءت بعد فترة وجيزة من لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار مسئولي وزارة الدفاع، كما جاءت وسط العلاقات الجيدة بين السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وزعمت أن ترامب يحاول عزل سجل مصر الكئيب في مجال حقوق الإنسان عن العلاقات الأمنية بين البلدين، مشيرة إلى زيارة مرتقبة من قبل وزراء مصريين إلى البيت الأبيض في الأشهر المقبلة.
ومارست الصحيفة في نهاية تقريرها لهجة تحريضية ضد مصر؛ حيث قالت: إن أي تنازل للسيسي من جانب ترامب يمكن أن يجد مقاومة من الكونجرس، لافتة إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي جراهام، وجها انتقادات حادة بشأن استمرار حملة مصر على المجتمع المدني، حسب زعم الصحيفة، ولا سيما القانون المقترح الذي من شأنه أن يجعل من المستحيل بالنسبة لكثير من منظمات الإغاثة الأجنبية العمل في مصر.
وتتبنى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية موقفًا متشددًا ضد مصر كما أنها تنتقد دائمًا سياسة ونهج ترامب الداخلي والخارجي، فضلًا عن ذلك، تأييدها الواضح للإخوان وخاصة بعد تحذيرها من تصنيف الجماعة في قوائم الإرهاب.