الأقباط متحدون - الأزهر في مؤتمره: جميع الأديان تورطت بالإرهاب.. البابا: نحتاج خطاب ديني تنويري وليس إنشائي
  • ٠٥:٤٠
  • الاربعاء , ١ مارس ٢٠١٧
English version

الأزهر في مؤتمره: جميع الأديان تورطت بالإرهاب.. البابا: نحتاج خطاب ديني تنويري وليس إنشائي

محرر الأقباط متحدون

تقارير الأقباط متحدون

٣٧: ٠٤ م +02:00 EET

الاربعاء ١ مارس ٢٠١٧

مؤتمر الأزهر
مؤتمر الأزهر

كتب – محرر الأقباط متحدون
تتواصل لليوم الثاني، فعاليات جلسات الحوار بمؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، الذي ينعقد برعاية
الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعاصمة القاهرة، بمشاركة 50 دولة وحضور عدد كبير من العلماء ورموز الدين الإسلامي والمسيحي والمثقفين والمفكرين.. نورد بالسطور المقبلة أبرز النقاط التي أثيرت بالمؤتمر

الطيب يؤكد أن الإرهاب شاب جميع الأديان ولا يجوز حبس الإسلام وحده بقفص الاتهام
افتتح الطيب كلمته بالمؤتمر، قائلاً: "من المحزن والمؤلم، تصويرُ الدِّين وكأنه أداة سحقت بها أجساد الأبرياء، مؤكدًا على أن داعش هم شرذمة شاردة عن نهج الدين، وأنها أوشكت على تجييش العالَم كلَه ضد الإسلام.

ثم استفاض في الحديث عن ظاهرة الإسلاموفوبيا، وبأنه تتم محاكمة عالمية للإسلام لم تحدث مثيلتها للمسيحية واليهودية على الرغم من اشتراك جميعهم في عريضة اتهام واحدة وهي الإرهاب الديني، واصفًا هذا بـ التفرقة اللا منطقية.

وتابع الطيب في كلمته: "البعض يصور على أن الإسلام هو أداة التدمير التي انقضت بها جدران مركز التجارة العالمي، وفُجِّر به مسرح الباتاكلان ومحطات المترو، وسُحِقَت بتعاليمه أجساد الأبرياء في مدينة نيس وغيرها من مدن الغرب والشرق".

مستطردًا، فبينما مرَّ التطرُّف المسيحي واليهودي بردًا وسلامًا على الغرب دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهين؛ إذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام، وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة، مشددًا بقوله، نعم! لقد مرت بسلام أبشع صور العنف المسيحي واليهودي في فصل تام بين الدِّين والإرهاب.

وطالب الطيب من الحضور بتبرئة الأديان من الإرهاب، مؤكدًا على أن الإسلام حفظ الحق في حرية الدين والاعتقاد والتمذهب.

البابا: المواجهة الفكرية مع الإرهاب هي الحل وإرساء خطاب ديني مستنير وليس إنشائي
من جانبه قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن مصر والمنطقة العربية كلها عانت من الفكر المتطرف والمتشدد، الذي يشكل أخطر تحديات العيش المشترك، مستطردًا، ما أحوج العالم الآن للمحبة الحقيقية والسلام الحقيقي، حيث عانت مصر والمنطقة العربية من الفكر المتطرف الناتج عن الفهم الخاطئ للدين، والذي أدى إلى ما نواجهه اليوم من عنف وإجرام وإرهاب، والذي يعد من أخطر تحديات العيش المشترك.

وطرح البابا، ثلاث محاور للحل، قائلاً: هناك إرهاب ديني وإرهاب بدني متمثل في حوادث قتل وتفجيرات تستهدف حياة الأبرياء، وهناك إرهاب فكري يتمثل في تكفير الآخر ومحاولة فرض فكر ديني معين، أما الإرهاب المعنوي وهو حالة التطرف الفكري وإلغاء الآخر المختلف والتمييز على أساس الدين والعقيدة في المعاملات اليومية.

مشيرًا إلى غياب ثقافة احترام الآخر، الذي بات بمثابة شخص ينظر إلى المرآة فلا يرى إلا نفسه، وإلى غياب المعرفة بالآخر، مما يسهم في خلق أدمغة مصنوع لها أعداء من وحي الخيال.

وطرح البابا حلوله، وأولهم هو المواجهة الفكرية، وإرساء خطاب بنائي مستنير وليس خطاب إنشائي.

كما أكد في كلمته على أن المسيحية ديانة محبة وسلام في مصر، موضحًا بمثال: عقب أحداث فض اعتصامي رابعة، وقف شباب الأقباط يكتبون على جدران الكنائس المحترقة بعبارات "نحن نحبكم.. نحن نغفر لكم".

مشددًا، نحن كرجال دين علينا مسؤولية كبيرة في إرساء هذا الخطاب الديني المستنير، لافتًا إلى أن الاختلاف والتنوع هو غنى الإنسانية، قد نختلف في الهوية الدينية، لكن لا نختلف أبدًا في الهوية الوطنية، مستطردًا: أن منهج الصراع دائمًا هو الاختلاف ينشئ خلاف ثم صراع ثم استبداد ثم انقسام، أما المنهج الحضاري العصري يقول أن التنوع ينشئ الحوار والحوار يدور في دائرة التعارف والتسامح والعيش المشترك.


وكيل الأزهر يذكر بالحروب الصليبية
أكد د. عباس شومان، وكيل الأزهر، أن جوهر الرسالات السماوية الدعوة إلى المحبة والتسامح والسلام، وبأن مؤسسة الأزهر وقفت على مدار تاريخها العريق سدًّا منيعًا أمام محاولات النيل من شباب الأمة.

وتابع، أن المنصف المتجرد يدركُ أن جرائم داعش لا تمت للإسلام بصلة.

وأضاف، أنه باستقراء تاريخ البشر منذ عرفوا الرسالات السماوية لا نجد دينًا إلا وقد استخدمه بعض أتباعه استخدامًا خاطئًا، فجعلوه سببًا لنشوب النزاعات أو وقودًا لإشعالها وتعقيدها، وعلى الرغم من أن الدين الذي أنتمي إليه هو آخرها تاريخيًّا، فإنني سأبدأ به نفيًا لتهمة التحيز أو التحامل على أتباع الديانات الأخرى، ذاكرًا حادثة الخوارج مع الإمام علي، فيما يعرف باسم حادثة التحكيم.

مشيرًا إلى الحروب الصليبية، بقوله: "وإذا كان الزج بالدين في النزاعات قد أحدث ما أحدث في صدر الإسلام؛ فلم يسلم عصر من العصور من خوارجه، ففي أواخر القرن الخامس إلى أواخر القرن السابع الهجري كانت البشرية على موعد مع خوارجَ من نوع آخر؛ حيث خرج الصليبيون على تعاليم المسيحية ورفعوا الصليب شعارًا واتخذوا من الدين مطيةً لتحقيق مآربهم الخاصة، فدمَّروا وخرَّبوا وقتَّلوا وشرَّدوا وعاثوا في الحرث والنسل فسادًا باسم المسيحية، وهي من أفعالهم براء".

وفي بدايات القرن العشرين كنا على موعد آخر مع خوارجَ جُدد، هؤلاء الذين جاءوا من كل حدب وصوب بتأثير نبوءة يهودية تزعم أن الوطن الذي استباحوه وشردوا أهله وانتهكوا مقدساتِه هو أرض الميعاد! ولا شك أن اليهودية من أقوالهم وأفعالهم وادعاءاتهم وجرائمهم التي يرتكبونها إلى يومنا هذا براء، فجوهر الرسالات السماوية جميعًا الدعوة إلى المحبة والتسامح والسلام.

وخوارج عصرنا الحاضر هم جماعات وتنظيمات قلَّ في الدين فهمُهم وعَظُمَ في الناس شرُّهم؛ حيث ضلوا في استنباط الأدلة الشرعية من نصوص الأديان، وراحوا يلوون عنقها ليبرروا مواقفهم وأفعالهم الدموية، فلم يتورعوا عن التجرؤ على الدماء والأعراض والأموال بغير حق، واستصدروا فتاوى شاذة تخدم مصالحهم وأغراضهم الخبيثة، فحرفوا الكلم عن مواضعه، وحمَّلوا النصوص ما لا تحتمل، ونسبوا أحكامها جهلًا وزورًا إلى الأديان، وهي منها براء.

وأكد أن الشريعة الإسلامية السمحة حرّمت قتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان والمدنيين في حالة الحرب التي لا تكون في الإسلام إلا للدفاع وصد العدوان، كما حرمت الظلم والجور، وتخريب العمران، وقطع الأشجار، بل حرمت قتل الدواب كذلك، فمن أين أتى هؤلاء الأدعياء الجهلاء بما يقومون به من قتل للرجال والنساء والأطفال، وترويع للآمنين، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، وتهجير الديار من ساكنيها؟! أين هؤلاء الذين شوهوا صورة الإسلام النقية، وصوروه على أنه دينُ عنفٍ وقتلٍ وإرهابٍ, من قول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).


الأنبا أرميا: المسيحيون المصريون وقفوا ضد الحملات الصليبية
قال الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي، أن الدين يستخدم كستار لتنفيذ أغراض شخصية معينة، وحدث في المسيحية تحت اسم الحملات الصليبية، والبابا شنودة كان يسميها حملات الفرنجة لأن المسيحيين في مصر كانوا ضدها، أي ضد استخدام الدين في التحريض على القتل أو الفساد في الأرض".

وأضاف أرميا، في كلمته بجلسة "مبادرات الأزهر" بمؤتمر الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" الذي ينظمه الأزهر: "نشكر الله على وجود القيادات الدينية التي تسعى للعيش في سلام، مؤكدًا أن الأزهر الشريف وعلى رأسه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يمثل الاعتدال الإسلامي. وأشار إلى أن هناك لجانًا ومبادرات لمراجعة المناهج الدراسية، لكنها لم تتطرق للمناهج الأزهرية.


رئيس الطائفة الإنجيلية: مبادئ الإسلام والمسيحية تدعو للتعددية والمواطنة والعيش المشترك
قال الدكتور أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، إن هذا المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل" يطرح موضوعًا يشغل فكر كل باحث عن مستقبل أفضل لشعوب العالم، فمبادئ الدين في الإسلام والمسيحية على حد سواء تدعو للعيش المشترك وتؤكد على أهمية التنوع، مشيرًا إلى أن التوجه لإقصاء الآخر، أو القضاء عليه في بعض الأحيان، يتعارض تعارضًا تامًّا مع سماحة الدين، كما يتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

وأضاف الدكتور زكي، أن التعددية أساس مهم للعيش المشترك وأساس للبقاء والتنوع، فلا سلام ولا تقدم ولا عيش مشترك بدونها، كما أنَّ التعددية التي تتم ممارستها في سياق من الشمولية تخلق تماسكًا، وتتجاوز الانقسامات التقليدية وتشجع تنمية المجتمع المدني والديمقراطية. ومن ثم يتحقق التماسك بين جماعات المجتمع المختلفة.