مصر تطالب الأمم المتحدة باحترام سيادة القانون والابتعاد عن التسييس والاستهداف الانتقائي لدول بعينها
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ١ مارس ٢٠١٧
كتب – محرر الأقباط متحدون
شارك سامح شكري، وزير الخارجية، اليوم الأربعاء، في أعمال الشق رفيع مستوى للدورة الرابعة الثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع لأمم المتحدة، وهي الدورة الأولى التي تشارك فيها مصر بعد انتخابها لعضوية المجلس في أكتوبر الماضي.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية، بأن سامح شكري ألقى كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان، حيث أكد علي أهمية الارتقاء بعمل المجلس بما يتناسب مع الآمال العريضة والطموحات المشروعة التي اقترنت بتأسيسه كمحفل عالمي للتعاون الدولي والحوار البناء بين الدول في مجال تعزيز حقوق الإنسان، وذلك في إطار من احترام سيادة القانون، والتنوع والتباين بين مختلف المجتمعات الثقافية، وبعيدا عن أسلوب التسييس والاستعلاء الثقافي والاستهداف الانتقائي لدول بعينها في ازدواجية واضحة.
وأكد وزير الخارجية خلال كلمته على التزام مصر بالارتقاء بكافة مبادئ ومعايير حقوق الإنسان وتعزيز الحريات الأساسية، منوهاً إلى القفزات الهامة التي حققتها مصر على مسار التحول الديمقراطي رغم تصاعد التحديات الأمنية وانتشار خطر الإرهاب في المنطقة والعالم، فضلا عن الواقع الإقليمي المضطرب في الشرق الأوسط. واستعرض شكري التطورات الإيجابية والبناءة التي شهدتها مصر في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك تعديل قانون التظاهر والعفو الرئاسي عن مئات الشباب، فضلاً عن الاهتمام الذي توليه مصر لحق الشباب في العمل، وهو ما يتجسد في القرار الذي تطرحه مصر كل عام أمام مجلس حقوق الإنسان حول حق الشباب في العمل، ويعززه الاهتمام الخاص الذي يوليه الرئيس المصري لهذا الموضوع تجسيدًا في المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي تم تنظيمه تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وشارك سيادته في كافة جلساته الحوارية، ويضاف إلي ذلك التصاعد الملحوظ في وضعية المرأة بمصر على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وذلك في إطار مناخ صحي من حرية الرأي والإعلام وتعزيز المواطنة، وتزايد نشاط ما يناهز الخمسين ألف منظمة غير حكومية في تنمية المجتمع المصري وفقا للقانون.
وأضاف المستشار أبو زيد، بأن وزير الخارجية نوه إلى أهمية التعامل مع موضوعات حقوق الإنسان من منظور شامل لا يقتصر على الحقوق السياسية والمدنية فحسب، بل يمتد ليشمل كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، منوها في هذا السياق إلى الجهود والمبادرات المصرية المقدمة لتعزيز الحق في التنمية وفي العمل وحماية الأسرة، فضلاً عن الاهتمام المتزايد الذي تبديه الدولة والقيادة السياسية لتمكين الشباب.
وحول رؤية مصر تجاه القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وعلاقتها بأوضاع حقوق الإنسان، أوضح وزير الخارجية في كلمته إن مصر حرصت على طرح قرار داخل المجلس حول تفشي ظاهرة الإرهاب وما تمثله من تهديد صارخ لحقوق الإنسان والحريات الأساسية كالحق في الحياة والحق في السلامة الشخصية، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون الدولي للوقوف بحزم أمام هذا الخطر وتجفيف منابع تمويله وتسليحه ومواجهة كافة الأطراف الداعمة والمتواطئة معه.
كما تناول الوزير ملف الهجرة واستضافة لمصر لملايين اللاجئين واندماجهم الكامل داخل المجتمع دون عزلة أو تفريق، وذلك انطلاقا من مسئوليتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية. وحذر شكري في هذا السياق من تغليب المنطق الأمني وسياسة إغلاق الحدود في مواجهة تدفقات المهاجرين، مشيرًا إلى أهمية معالجة الأسباب الجذرية الاقتصادية والاجتماعية والتوصل إلى تسوية للصراعات المسلحة من أجل القضاء على هذه الظاهرة.
وأكد وزير الخارجية في ختام كلمته على حرص مصر على الإسهام بشكل فعال في دفع الجهود الدولية داخل المجلس من أجل تعزيز مختلف مجالات حقوق الإنسان والانتصار لمبادئ ومقاصد الأمم المتحدة، والتعبير عن شواغل وأولويات القاعدة الواسعة من الدول العربية والأفريقية والإسلامية وغيرها من الدول النامية.