2- آحادالصوم الكبير من جبل العظةإلى جبل الصعود
أوليفر
الاثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٧
أحد الكنوز –كنوز المسيحيين
Oliver كتبها
كنزك هو ما يخرج من ملكيتك و ليس ما يدخل إليها.هكذا بدل الرب يسوع مقاييسنا.كنزك يتضخم حين لا يكن في حوزتك.حين تنفقه يصل ليد المسيح.يسبقك و يستوطن السماء. ما نكنزه هنا هو سبب فقرنا و ليس سبب غنانا.ما نكنزه هو للسارقين و الفساد.لكن ما نعطه ليس قابلاً للسرقة أو الإتلاف.ما نعطه يبقي و ما نتمسك به يفني .هكذا صارت العظة من فم الرب تغير ما يعتقده الناس ها هو رب المجد يرتقى بالغني من الأرضي إلي السماوى و بالكنوز من التي تفسد إلى غير الفاسدة .المسيح يصعد بنا على جبل العظة بأدوات أعطاها لنا.عرفناها من كلماته المقدسة لكي لا نظن أنه من الصعب الصعود إلى فوق رغم أن هذاضد الطبيعة الترابية.على الجبل تتصحح لنا مفاهيم الغنى و تنكشف اسباب الفقر و سيطرة اللصوص و الفساد.
ينقب السارقون في الإنسان العتيق
كان في القديم بيوت الناس من طين .و كان اللصوص يجدون سهولة في ثقب الجدار.لعلنا نتذكر أصحاب المفلوج الذين نقبوا السقف بسهولة لكي ينزلوا بصديقهم قدام المسيح.مر 2 :1-12. ما هو البيت الذى من الطين الذي يسهل علي السارقين أن ينقبوه و يتسربوا داخله و يسرقون منه أغلى ملكياتنا.البيت الطيني هو أنا و أنت و كل إنسان .ألسنا من الطين قد جُبلنا؟ البيت الطيني هو الإنسان الترابي و ليس المولود من فوق. و ما الذي ينقب البيت.هو أن يبقي طيناً دون أن يتغطي بحماية تمنع الناقبون عن نقبه. لذلك أمر الرب في القديم أن يتغطي المذبح الخشبى بالذهب. و مع أنه مذبح من خشب خر 30 إلا أن الله يدعوه مذبح الذهب خر 39 نعم لأن الإنسان الترابى إذا إكتسي بالمسيح ينسى ما كان قديماً و ينسب إلى ما صار إليه جديداً .فلا يعود ترابى بل سماوى لأنه قد ولد من السماء بالروح القدس و لبس المسيح السماوى..هذا السماوى لا ينقبه السارقون لأنه ليس من طين بل من الروح القدس قد وُلد. .هكذا يتوقف الناقبون و السارقون قدامنا عاجزين .و لا يعد ظاهراً للناس طين أو تراب بل مسيح و إنجيل حى.و هل هذان يفسدان؟ إنه غير الفاسد.مع أن البيت فى الأصل طين و الإناء الخزفى في الأصل للهوانلكن وقتما نكتسي بالمسيح يصير الطين إنساناً جديداً ويصير الإناء للمجد 2 كو 4 : 7.وقتها حتى الثعالب الصغيرة لن تجد منفذاً .الإنسان الجديد غير قابل للنهب أما الإنسان العتيق الترابى فينقبه السارقون و يتسللون بغنيمتهم بكل يسر.
حيث كنزك هناك قلبك
في مثل الغني لو 16 مع أن الرجل كان غنياً لكنه كان خائفاً من المستقبل و كان يطمئن نفسه بنفسه كل يوممتكلاَ على كنوزه الوفيرة في مخازنه .لم يكن يدرى أن لا مستقبل له سوى بضع ساعات حتي الليل.حينها مات و ذهب الغني و ذهب غناه كلاهما إلى الضياع فلا علمنا مَن هذا الغني المجهول لكننا علمنا مَن هو لعازر الذى حملته الملائكة.ليس لأنه كان فقيراً لكن لأنه كان على المسيح متكلاً.لذلك إدخر كنزه في قلبه .حيث ذهب الغني ذهب كنزه معه. و حيث إتكل لعازر ذهب أيضاً.فالغني هو كل من أغلق قلبه عن إخوته و عاش لنفسه . الآن أنت حى بعد.أخوتك يحومون حولك في كل لحظة هؤلاء ضعهم في شبكة محبتك.إقتنص الفرص لتحويل العملة التي تملكها من أرضية إلي سماوية.ففى السماء لا يتداولون سوى الحب.حول كل شيء إلي حب.المال و الصحة و المواهب و النفوذ و السلطة و الفقر و الغني والمعرفة و اللغة .كل ما يصير حباً يصير كنزاً سماوياً.هذا رصيدك الوحيد المتداول سمائياً المحبة .إلي السماء تسبقك.تسبق صلاتك أيضاً فتصعد لمصدر الحب فالحب صلاة..الحب وحده كنزك.متى ملأ الحب قلبك صرت أغنى الناس.أنت غني بمقدار ما تحب و ليس بمقدار ما تجمع.أنت سماوي بقدر ما تتاجر و تربح محبة و نفوس للمسيح .بحب المسيح تتاجر و تستثمر حب الناس للمسيح فيصير لك أكاليلاً و نعمة.مشكلة الغني الغبى لم تكن في كثرة غناه بل في إنعدام محبته.فالفقر فقر محبة و الغني غني محبة.
الكنز و العين
ماهى العين البسيطة إلاعين المسيح . لإنه إذا كانت عينكم سيحاً فجسدك كله يملأه الروح القدس. ما هو القلب المستنير إلا الذى يسكنه الروح القدس. لايوجد قلب مستنير بغير عين بسيطة لأنه لايوجد روح بدون مسيح . .إذا أخذت الكنز السماوى أى الروح تأخذ معه عيناً سمائية أى المسيح .تنظر للناس كالمسيح.ترى الأحداث بعينيه. تكون عين المسيح وسيلة إتصالك بالناس لذلك لا يصيبك إنذهال أو صدمة و لا زهو أو غرور.فليس في عين المسيح خوف أو تباهى.إذا سمعت المسيح يتكلم عن الجسد النير فهو يتكلم عن عودتنا للإنسان الجديد الذى إقتنيناه من المعمودية.و إذا سمعته يتكلم عن الظلام فهو يقصد الإنسان الطيني الذى لم يلبس المسيح و لم يسكنه روح الله فبقى على هوانه و ظلامه.
الإنسان العتيق يخدم التراب و ينشغل بالأرضيات التي منها أتى و إليها ينتمى.أما الإنسان الجديد فهو منشغل بالله و يتبحر في وصاياه بعشق لمعشوق.العتيق يحب الأخذ ولايكتف بشيء مهما أضناه الطمع .الجديد يعط بتلذذ لأنه يقلد سيده. لا يمكن أنتكون الإثنين معاً العتيق و الجديد لأنه ليس لك قلبين بل قلب واحد و هو يحركك..فالإنسان الجديد ينتمي للمسيح و يخدمه أما العتيق فينتمى للترابيات و يخدمها .لذلك يقول السيد الرب أنه لا يمكن لأحد أن يخدم سيدين..يلزمنا أن ننتبه و نسأل أنفسنا.من نحن؟هل نعيش العتيق أم الجديد؟ و من ثمارهم تعرفونهم.فالعتيق يظلم القلب و العقل و يصد عنك الفضائل و يقسى القلب كالخزف.بينما الجديد يعيش المسيح و مع المسيح كل لحظة لذلك فالحب طبيعته, اللين فطرته,الرحمة منهجه و البر في لغته.تَعرف من أنت إذا عرفت مَن يشغلك.أعتيق أنت أم جديد؟
لا تهتموا بشيء
الأكل و الشرب و اللبس هو للعتيق.الهم هم العتيق.إنه مأخوذ من دنيا أصابها الضيق في كل شيء.الشكوى لغة العتيق.التذمر سلوك العتيق.كل هذه هموماً يحملها العتيق و يريدك أن تحملها له.أما المسيح فيحرر من كل هَم.لأنه صنع فينا إنساناً منتسباً إليه هو إنسان المسيح الكامل. يصير المسيح له متفرغاً.حاملاً لأثقاله.متكفلاً بإحتياجاته.تماما كما تفعل النباتات و الطيور و بقية الخليقة.إنها مرتمية بالكمال إتكالاً على خالقها.أنت مولود المسيح المدلل.يحمل كل ما تحتاجه و ما ستحتاجه على عاتقه.يجعلك لا تستصعب الإتكال عليه لأنك إنسانه الجديد.فالذى يُحَملك الهم عدو بداخلك ينبغي طرده.الذى ينشر فيك الكآبة خصمٌ لا يسعده سلامك فإنتصر عليه بسلام المسيح و رجاء الروح القدس.لا تهتم بما للعتيق بل بما للجديد و الرب سيتولى تجديدك يوما فيوم حتي تصل إلي الكمال.إن للثالوث خطة لتطهيرك و تنقيتك و ترقيتك حتي تتحد به بغير عائق.فأترك ذاتك خارجاً فهى أكثر العوائق تعطيلاً لخطة الثالوث.إنتمى في تصرفاتك لإنجيل المسيح لأنه يصبغك بصبغة السمائيين.آه لو تعلم كم أنت غال على قلبه ؟لكنت لا تتردد لحظة في التمسك به حتي يلوح فجر الأبدية و تكون بركة.
طيور السماء لا تكف عن الصعود و لا تسكن الأرض فكن مثلها.زنابق الحقل لا تباهى أحد بجمالها فكن مثلها.عشب الأرض لا يكف عن النمو فكن مثله.بهذا تصير لك صفات المسيح.سمو و جمال مع إتضاع و كمال دائم هذا كله يصير لنا بالنمو في المحبة.
أنا لحبيبي و حبيبي لى
يا غِناى و يا غُناى أيها الحبيب الذى حبه لم يدعني معوزاً لأحد غيره.أنت كنزى أنا الفقير لكنني لم أعد فقيراً بعدك.حين وهبتي روحك صار الجود كله يسكنني.و غمرة الإحسانات تشملني. حين صرت لى صارت كل العطايا ملكاً لى.أنا إبن الثالوث.أنا صناعة الله كثير الغني و الكرم.أنا إبن الخزاف الذى يعرف كيف يصنع من الطين أوان للمجد.و يجعل المنازل السمائية تتزين بأولاده .
أنا طير ضعيف الأجنحة فإحملني علي منكبيك أيها النسر العظيم و علمني السباحة نحو العلو.أنا زنبقة قد تنمو اليوم و تدهس غداً لكنني في يدك أحيا مجدداً و لا يتشوه الجمال الذى راح لأنه يعود فيصير على صورتك و جمالك.أنا عشب للدوس .اصير غذاءاً لمن صارت طبيعتهم حيوانية.لكن هذا العشب المأكول يتحول إلى شعب كثير بيدك.و أنت تأكل الذين يأكلونهم .تسترد الحقوق كاملة .و هذا العشب قصير العمر يترنم بالأبدية.فأنا لست عشباً للهلاك .يدوسنى الناس لأجلك و لأجلك أنا أصمت و اشكر و أغفر و أحب.لكن رجاءى فيك لا يخبو يا مانح العشب الضعيف عمراً أبدياً.
جدد فيً قلب كقلبك.لغةً كلغتك.ألبسنى من جديد فأكون جاهزاً بثوب العرس.و حين لا أجد كنوزا تسبقني إليك أجد دمك يفوق كل الكنوز.و تتصدر بشخصك الشفيع محاكمتى قدام الآب و تعلن له أنني مبارك بسببك.و أنني مختار بروحك.و أنني مستحق بغفرانك.و أن الفرح ينتظرنى من جودك و فداءك السخى.لا تتركني وحدى و لا بعد أن اسكن السماء لأني سأبقى مشتاق إلى حب لا أعرفه الآن.و ستتملكني إشتياقات لا أدركها هنا.يا حبيبي ستبقى حبيبي .حتي و أنا في حضنك سأشتاق إليك و لا أشبع.