الصوم .. غذاء للروح وفرصة للتوبة
سامية عياد
السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
الصوم فترة جيدة للنمو الروحى واقتناء الفضائل المتعددة ومن خلاله يرتقى الإنسان الى حالة النقاوة الداخلية فى الفكر والقلب واللسان ..
المتنيح الأنبا شنودة الثالث حدثنا عن كيفية الاستفادة الروحية من الصوم ، فوضع لنا عدة أمور يجب التدريب عليها أولا الانقطاع عن الطعام ، لقد قيل عن السيد المسيح إنه "جاع أخيرا" فهل تختبر الجوع فى صومك؟ عندما تجوع تشعر بضعفك ، فلا تغتر بقوتك ، بل تلجأ الى قوة الله لتسندك ، عندما تجوع تشعر بألم الفقراء فتشفق عليهم وتعطيهم ، من خلال احتمال الجوع تكتسب فضيلة الاحتمال وضبط النفس ، ثانيا الابتعاد عما تشتهيه لأن كثيرين يأكلون مشتهيات كثيرة من الطعام النباتى ويلتذون بها ، لذا عليك أن تدرب نفسك على المنع من تلك المشتهيات من الاطعمة حتى يصل جسدك الى مرحلة الزهد ليس فقط عن الطعام بل عن شهوات الجسد المتعددة حينئذ يرتفع مستواك الروحى ومنها يتدرج الى منع لسانك عن الكلام البطال وعن الافكار الباطلة والخاطئة وعن كل الشهوات والعواطف غير النقية ، وتتدرج هكذا من صوم الفم الى صوم اللسان الى صوم الفكر الى صوم القلب .
ثالثا يجب امتزاج الصوم بالفضائل التى تناسب الصوم وتتماشى معه ، فالصوم لابد أن تصحبه الصلاة لأننا نصوم ليس فقط لكى نقهر الجسد ونستعبده بل لكى نعطى للروح أيضا فرصة تتغذى فيها بكل الأغذية الروحية النافعة لها والصوم المصحوب بعشرة الله يتحول الى متعة روحية ، لابد أن يرتبط الصوم بالتوبة والقلب النقى لكى يقبل الله صومنا ، أيضا يرتبط الصوم بالتذلل أمام الله وهكذا قال داود النبى "أذللت بالصوم نفسى" وفى هذا التذلل تطلب النفس من الله الرحمة لها ولغيرها وأيضا تعترف بخطاياها وتطلب مغفرة .
والإنسان الذى يتخذ الصوم كواسطة روحية هو الإنسان الذى يحتفظ فى قلبه وفى نفسه وفى إرادته ، بكل ما قد اقتناه أثناء الصوم فتستمر الفائدة معه وإن كان الصوم قد ساعده على التخلص من عادة رديئة أو من عادة معينة لا يعود الى ذلك مرة أخرى حينما يفطر .