شهداء العريس و شعب العريش
أوليفر
السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٧
Oliver كتبها
من سيناء و العريش و الفرما مرت العائلة المقدسة في هروبها من إسرائيل إلى مصر .لم يستطع جند هيرودس قتل المسيح حينئذ و لا إستطاع قطاع الطرق النيل من هذه العائلة المقدسة المسالمة .لكن الشيطان لا زال يتحسر على تلك الفرصة الضائعة التي أطاحت بسلطانه من كل الأرض.لذلك أرسل إبليس رسله القتلة في نفس المسار في نفس الطريق بين نفس الشعاب و الجبال ينتقمون من بنى العلى أولاد المسيح في مصريذبحون يقتلون يطلقون الرصاص عليهم ثم ينهبون و يحرقون الأرض خلفهم و لا يدركون أن تاريخ شهداءنا قد إتخم من كثرة الشهداء و الشهيدات و أن الكأس قد قارب على الإكتمال و بقدر إمتلاء كأس الدم يمتلأ فوق في يد المسيح كأس غضبه على هؤلاء الذين نعرفهم و الذين لا نعرفهم الذين جعلوا المسيحيين هدفاً لأنهم فشلوا في الإنتصار على المسيح.
شهداء العريش
سبق الجميع في العريش إستشهاد الأنبا مكارى أسقف شمال سيناء على يد داعش ثم تلاه القس روفائيل موسى ثم الكاهن مينا عبود .كانت هناك داعش تعترف ببيان و تتفاخر بعد كل إغتيال لأولئك الشهداء.ثم تسارعت الوتيرة بدلاً من حادثة سنوية تستهدف القادة الروحيين صار كافياً لداعش أن تغتال الرجال مسيحيي العريش فإغتالت قرابة العشرين شخصاً خلال عام 2015 و في 2017 صارت الوتيرة أسرع فتم إغتيال سبعة أشخاص مسيحيين إستشهدوا في أقل من شهرين .
كانت داعش تعمل بأعضاءها في حوادث الإغتيال 2014حتي أواخر 2015 و من بعدها صارت تعمل بأفكارها من خلال أياً ممن يعتنق الفكر أو حتي يدعى ذلك و ينفذ الجريمة ثم يتصل بأى عضو من داعش ليتسلم المكافأة مع تكليفات جديدة.فالقتلة في العريش الآن هم من أهل العريش.و الشهداء في العريش كانوا بينهم متجاورين.و لا زالت 400 أسرة تعيش في العريش .تسير مهددة و تذهب إلى أعمالها و جامعاتها مهددة و تصلي في كنيسة مهددة و رائحة الدم لا زالت تفوح من تحت المذبح.كما من فوقه.
الشرطة تذهب إلى هناك متخاذلة و خائفة فهي أيضاً مستهدفة و بعضهم متواطئ و يقبض نصيبه من داعش من خلال شيوخ القبائل بما يكفى للتشجيع على مزيد من الحوادث.و الذين يكذبون وجود منشورات تحث على قتل المسيحيين لا يعرفون أو يعرفون و يكذبون.لأن المنشورات لا توزع على المسيحيين بل هي تكليفات للخلايا النائمة مثل بيانهم المذاع الأخير يهدد أقباط مصر و يمتدح المرابضين على حدود سيناء .فالإستهداف والتكليف والهدف واضح و ما أسهل قتل الأقباط في وطن لا يعتبر الأقباط مواطنيه.
الآن ماذا يفعل 400 أسرة
هل يبقون هناك حتي نحتفل بذكرى إستشهادهم و ننشر صورهم على الفيس بوك و نطلب شفاعتهم؟
هل ننصحهم أن يهجروا وطناً هم جذوره.و أرضاً هي ممتلكاتهم؟ هل عندنا لهم بديل كي يغادروا أرض الموت؟ أم نظل نفكر و نفكر و نفكر ثم ننتهى إلا لا شيء حتي تلهينا عنهم أحداثاً ساخنة أو مباراة كرة أو تصريح أو حادث مستفز؟
أقول لهم رأياً شخصياً يفكر فيه من يشاء و ينفذه من يشاء.إذهبوا قدام السفارات الأمريكية و الفنلندية و السويدية و الهولندية و تظاهروا.أرفعوا لافتات تكتبون فيها نحن في أرض الموت بلا نصير.نحن نقتل لأننا مسيحيون و ليس من يهتم.نحن لا نخش الموت و لكننا أيضاً نحب الحياة.نحن لا نقبل التهجير القسرى الذى تفرضه علينا داعش.
إن لم ترفعوا مثل هذه اللافتات أكتبوها في رسائل ألكترونية و ارسلوها إلي مواقع تلك السفارات.و أما أقباط المهجر فعليهم أن يفعلوا المثل قدام الأمم المتحدة.و يكتبوا لنا مناشدة نوقع عليها جميعاً و نرسلها إلي جميع السفارات الأوروبية و إلي أمريكا و الولايات المتحدة.وقتها ستتحرك الدولة المصرية.سنر الشرطة و الجيش قادمون إلى العريش يلاطفون الأقباط و يطمئنونهم.هذه طريقتهم و هذه طريقتنا و نحن نفهم بعضنا البعض جيداً.ساعتها ستبقون في أرضكم و سوف تمتد إليكم دروع الجيش.
من طبيعة الخلايا النائمة أنها تظل نائمة إلى ما لا نهاية إذا طوقها الخطر.لذلك وقتما يصل الجيش إلى العريش ستموت الخلايا النائمة و ينقطع التمويل فالقتلة لا يقتلون مجاناً في العريش و لا لأي سبب فكري أو عقيدي إنهم قطاع طرق منذ سنوات عاشوا مهربين للبشر و للسلع و للبضائع و المخدرات و الأسلحة.ليس عندهم ولاء إلا لمن يدفع و داعش تدفع لهم بسخاء و لا يهمها أن تستميلوهم فكرياً فهؤلاء لا يفكرون أصلاً.في اللحظة التي يقف فيها التمويل سيبحثون عن شيء يسرقونه أو مخدر يبيعونه أو أفريقي يهربونه و يعودون إلى وظائفهم القديمة.فحاصروا العريش و ضعوا رؤساء القبائل جميعهم تحت المراقبة إفصلوا الإنترنت ستجدون هؤلاء خارجون من جحورهم كالثعابين إذا جاعت.
تصريحات لا داع لها
لا أحد يشك في وطنية الكنيسة القبطية لكنهم يشكون جميعاً في وطنية الأقباط هل تر الإنفصام في الرؤية؟ إذا صرحت الكنيسة أن الإعتداء يستهدف مصر و ليس الأقباط فسيأخذون التصريح بأن الأقباط غير مستهدفين لأننا نعلم أنهم يتلقفون الكلمات بالطريقة التي تخدمهم فلا تعطونهم تلك التصريحات.قولوا و لو سراً للمسئولين أن الأقباط في خطر.قولوا و لو بينكم و بينهم أننا نحن المستهدفين و أن كنائسنا مستهدفة و بناتنا مستهدفة و أهلنا في العريش و في المنيا مستهدفين و أننا نقتل ليس لأننا مصريون لكن لأننا مسيحيون.
قولوا شهادة نثق أنكم أهل لها و تملكونها و تمارسونها لكن النتائج على أرض الواقع لا تحمل جديداً حتى الآن.فالدولة تتجمل بتصريحاتكم النابعة من قلب صادق يضع المصلحة العامة أولا لكننا نرجو أيضاً أن تعرفوا يا قادتنا الأحباء أن هناك مسئولية خاصة جداً عن كل مسيحي يجب أن تظهروا للشعب المسيحي أن هناك قادة تشعر بما يهددهم و تشاركهم التصرف و لا تنتظر ردود الأفعال بل تبدأ مستغلة مكانتها السامية في الكنيسة و في المجتمع و لدى كل المسئولين.تكلموا و طمئنوا الرعية بأى طريقة ملائمة مفادها أنكم لستم صامتين بل بنعمة الروح تتكلمون قدام الولاة و الملوك و الرؤساء هذا وعد الروح لكم.
يا آباءنا الأساقفة الأجلاء إذا لم تستطيعوا أن تصرحوا بأننا مضطهدين و مطاردين و مهددين فعلى الأقل أصمتوا لكن لا تقولوا عكس ذلك.فالإنجيل لم يقل لنا عكس ذلك بل قال طوبي لكم إذا إضطهدوكم و عيروكم و قالوا فيكم كل شر من أجل إسمي كاذبين.الإنجيل يشهد بالإضطهاد و التعيير أو التقليل من الحقوق و يشهد بالإدعاءات الكاذبة ضد المسيحيين التي بسببها يسجنون و بسببها يعدمون و بسببها يهجرون و بسببها يفصلون من أعمالهم و دائرة الأكاذيب لا تنقطع فقولوا كالإنجيل كلمة الحق.حتي و لو لم يستجب لنا و لكم أحد فعلي الأقل أظهرتم أنكم آباء تشعرون بأبناءكم و تعيشون ما يعانونه.لكن إحذروا التصريحات حمالة الأوجه.
أيها المصلوب في مصر
لم تكن مصر سلاماً لك يوم هربت إليها كما لم تكن سلام لشعبك حين صرخ إسرائيل فسمعته.لم يتركك قطاع الطرق تجوز دون أن يتلصصوا على هدايا المجوس التي إصطحبتها معك.هل أخذوا منك الذهب في سيناء هل نهبوا اللبان في العريش هل إنتزعوا المر من قنينتك في الفرما أم أن هيبتك وقعت عليهم فإنسحبوا.لكننا ندرك أن مصر لم تكن سلاماً لأنك لم تستقر في مكان أكثر من اسابيع أو شهور قليلة.كنت منذ مولدك ليس لك أين تسند راسك.لأنه حين كنت تحل في موضع تنحنى قدامك الأوثان متهدمة فيهاجمك كهنة المعابد و يطردونك لذلك مصر لم تكن لك سلاماً.لم تجد فيها بيتاً بل حتى الأقمطة كانت أمك العذراء العظيمة تغسلها في نيل مصر ليتبارك من أقمطتك ففى مصر لم يكن لك بيتاً.كنت تمض عن المناطق السكنية و تصنع لعائلتك عين ماء يرتون منه حتي يأتى من يطمع حتي في الماء فتترك العائلة المقدسة مكانها لهم دون مشاجرة لقد جربت التهجير القسرى في مصر .جربت النهب و المطاردة.جربت كهان الأوثان و معابد الشيطان.لذلك قيل عنك أنك صلبت في مصر فلم تكن مصر سلاماً لهذا بمجرد أن مات هيرودس ظهر الملاك يبشر يوسف بالعودة فلم تكن مصر موطنا لك بل كنت فيها غريباً فجربت الإغتراب فيها قبل أن نتغرب مثلك.
الآن نحن في رعاية من جرب تجاربنا.من سبق و عاش آلامنا و أكثر منها.من ظل مسالماً رغم التهديدات و المطاردات.الآن نحن ضمن نفس العائلة المقدسة في مصر و معنا نفس الإله لكنه الآن ليس هارباً إليها بل نحن هاربون إليه نرتجى.
من ذا الذى قلت أنه يسكن مطمئناً.من ذا الذى قلت له من يقدر أن يمسكم.من ذا الذى له كل وعد فلا يخاف حتي في وادى ظل الموت.من هذا الذي قلت له أنا معكم كل الأيام و إلى إنقضاء الدهر.أليس لجميع من قبلوك تلك الوعود فالآن عليها نتكل .
ايها المصلوب في مصر نحن نختبر الآن شركة آلامك و نترجى أن نعيش بالحقيقة أيضاً شركة قيامتك.