- بعد عودة الأمن للجيزة.. قوات تقتحم كنيسة العمرانية وتطرد كهنتها!
- مطالبات مليونية بحذف المادة الثانية من الدستور ورفض لصعود الإخوان للسُلطة
- مطالب برحيل الرئيس "مبارك"، و"شادي طلعت": إلى أين ستتجه "مصر" إذا رحل "مبارك" الآن؟
- وزير المالية يقرِّر تثبيت العقود المؤقتة لمن استوفوا الشروط
- التعدي بالضرب على أحمد السقا بميدان التحرير
ظهر الثورة
بقلم: مينا ملاك عازر
أبرز ما يميز رجال ثورة يناير، أو اللوتس، أو الورد البلدي، أو النيل- وآخرها أجملها في وجهة نظري- أنهم واجهوا بوجوههم، وفتحوا صدورهم، فتلقوا الصفعات وطلقات النار، فمات منهم من مات وحسبناه شهيدًا، وأُهين منهم من أُهين وخرج بإرادة حديد، ولم يعطونا ظهرهم فبقوا في المواجهة حتى دان لهم الجميع.
قد أعتبر أن بقائهم في الميدان خطأ بعندهم المستمر، لكن أعذرهم في أنهم لا يثقوا بنظام، أنا شخصياً لا أثق به كثيرًا، ولكن خطأهم هذا أدى إلى أن كثيرين جروا وتفاوضوا بدلاً منهم. منهم من ادعى أنه يتفاوض باسمهم، ومنهم من اغتنم الفرصة وتفاوض لنفسه، ومنهم من لا يستحق أن يتفاوض باسم أي مصري، لكنه يتفاوض لأنها هوجة التفاوض، أما من صنع الثورة ارتضى أن يبقى في الميدان، فذهب شباب لم يكونوا صوتهم، ولم يكونوا يمثلوهم، هذا خطأ، فعليهم أن ينظموا صفوفهم ويختاروا ممثلين جادين، وليتفاوضوا مع عدم الخروج من الميدان، -فليبقوا في الميدان كما شاءوا- لكن يقدموا مطالبهم، ويتابعوا تنفيذها، وإلا بقوا هم في الميدان وخُطفت ثورتهم منهم.
فالثوار الذين أعطوا النظام وجوههم وثاروا في وجهه، أعطوا للمعارضة الخائبة ظهورهم ليعتلوها، ويتفاوضوا من فوقها وأنا هنا لا أعيب على المعارضة، بقدر ما أعيب على الثوار، فما ركب ظهري أحد ،إلا وأكون قد انحنيت له، أو تركت الفرصة له، فهبوا يا ثوار النيل، وارفضوا أولئك الواقفين على ظهوركم، فهم انتهازيون، نعم فمنهم من اشترى الدستور قبل شهور، واليوم، يقف للتفاوض على تعديل الدستور، ومنهم من لو طلبتم من حزبه تنظيم مظاهرة من عشرة أفراد سيعجز، ومنهم المزور، والكذاب، ومنهم تجار الدين، ومنهم من لا نعرف لأحزابهم اسم، ومنهم من هم صنيعة الحزب الوطني، وغالبيتهم خرج برضا لجنة الأحزاب، "إللي هي الحزب الوطني". فكيف يتفاوض اليوم أصدقاء الأمس على أنهم خصوم اليوم؟ فيا ثوار يناير لا تنحنوا وارفعوا ظهوركم ليسقط كراتين النظام من فوق الظهور، وتفاوضوا بعد أن تنظموا صفوفكم، فمن المتفاوضين اليوم من لا يستحقوا أن يجنوا ثمار ثورتكم.
وصدقوني، كم من ثورات قام بها رجال ولم يستطيعوا جني ثمارها، وثوار الثورة الفرنسية مثال، وثورات كثيرة قام بها رجال وضعوا صدورهم في المواجهة، ولم يهتموا بظهر الثورة، فقفز عليه الأقزام، واستطاعوا أن يصلوا للشجرة فقطفوا الثمار، ونسى الناس مشعليها، وتواروا بخجل الثوار، ولذا عليكم أن تضعوا فريق يُكلف بأن يرصد مطالبكم بشكل منهجي، موضوع على أساس خطة مستقبلية أي يجب أن يكون لكم رؤية في ماذا ستكون عليه الأمور بعد تنفيذ المطالب، وكيف ستجري الأمور، أنتم تطلبون الآن الهدم، لكن عليكم وضع خطة للبناء باختيار أشخاص قادرين على ذلك، وإلا ستكونون كمن أراد إصلاح منزله، فهدمه ليعيد بناؤه، وفجأة اكتشف أنه لا يعرف مهندس يخطط له البناء الجديد، فسُرِق منزله منه، وهو خرابة وبناه آخرون على مزاجهم دون الاعتبار لمزاج صاحب المنزل الذي رغب في التغيير.
المختصر المفيد كلمة قالها جيفارا الثائر الأمريكي اللاتيني أهمس بها لرجال الثورة فأقول تذكروا يا أبطال أن "الثورات يقوم بها الشرفاء ويرثها الأوغاد".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :