الأقباط متحدون | إنقلاب إم ثورة أم تغيير وإصلاح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥٠ | الاربعاء ٩ فبراير ٢٠١١ | ٢ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

إنقلاب إم ثورة أم تغيير وإصلاح

الاربعاء ٩ فبراير ٢٠١١ - ٥٧: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس ميلاد مرقس
إن ما حدث ويحدث في مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى الأن، لفاصل تاريخي هام في حياة مصر. فلقد تحولت مصر إلى دولة ديمقراطية أصبح بها مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن الحرية والرأي دون قهر. ولابد من الإشادة بما قام به المتظاهرين السلميين الذين نادوا بشكل متحضر للتغيير والإصلاح.
إلا أن الأمر يحتاج الى وعي وإدراك أن هناك كثيرون قد إنتهزوا الموقف لكي يستغلوا هذه الفرصة ويضعون أنفسهم في المقدمة لكي يظهر أن لهم الفضل فيما حدث من تغيير لتحقيق أغراضهم الشخصية والسياسية أو لتصفية حسابات مع أفراد أومؤسسات. وهذا ما أحدث التحول الخطير في المظاهرات من مظاهرات سلمية مشروعة تطالب بمطالب عادلة ومشروعة إلى تخريب وتكسير وحرق وفوضى وغياب الأمان وتعطيل لمصالح البلد وجوع بسبب توقف الأعمال وهروب البعض بأموال..... الخ.
لذلك لابد من إدراك واعِ لما حدث ويحدث وما سيحدث في مصر لذلك نحتاج الى شبابِ واع مدرك لما يفعله الأمر الذي جعلني أكتب لكي ما نفرق بين كلمات هامة اُستخدمت وتستخدم حتى الأن لكن تحتاج إلى توضيح. وهي (الإنقلاب - الثورة – التغيير والإصلاح ).

 1- الإنقلاب:
هو اليقظة الحقيقية التي لم يعد مجال لانكارها  وهو مرحلة فاصلة من مراحل التاريخ الإنساني وفي حقيقته هو اليقظة، يقظة الروح التي تراكمت عليها اثقال الاوضاع الجامدة الفاسدة، وحالت زمنا طويلا دون ظهورها ودون انبثاقها وإشعاعها هو تمرد على الوضع القائم هدفه إحداث قلب للأوضاع القائمة أو ربما يكون بسبب فساد الوضع القائم. واحيانا لايكون للانقلاب سوف قلب الوضع القائم فقط.

2- الثورة:
هي تمرد على الوضع القائم وعدم الرضى عن ما يحدث. وللثورة أهداف تضعها أمامها وتكون محددة. والثورة الناجحة هي التي تحقق أهدافها التي قامت من أجلها. إلا أن الثورة تتوقف عند تحقيق أهدافها. وهنا نحتاج الى أن ندرك أن تغيير وطن من الداخل لا يحتاج الى ثورة لكن طرد الاستعمار يحتاج الى ثورة. لأن تغيير وطن كبير مثل مصر من الداخل لا يحتاج الى ثورة تغيير أشخاص أو مجرد تغيير شكلي لإرضاء الثائرين بل يحتاج الى اصلاح وتغيير جذري لا تحققه الثورة بل يتحقق بالحوار والتعاون ولصنع الصالح العام قبل الخاص.
ويمكن أن نسمي ما حدث بالثورة المصرية إلا أن هذه الثورة كانت لها أهداف ومطالب وعند تحقيق هذه الأهداف تنتهي الثورة لذلك كان لابد أن يكون ما بعد الثورة وتحقيق مطالبها إلا وهو التغيير والاصلاح.

3- التغيير:
يبدأ برصد الواقع بصورة حقيقية والكشف عن إيجابياته وسلبياته بنظرة علمية وواقعية دون مجاملة أو تجميل. لأن معرفة المشكلة هو نصف الحل ومعرفة الداء يسهل إيجاد الدواء.
لذلك فإن التغيير أمر هام وحتمي بين الحين والأخر، وهذا ما يسمي بالاصلاح فكلما نظرنا وتفحصنا للواقع وقيمناه تقيماً موضوعياً يسهل علينا اكتشاف الأمور التي تحتاج الى تغيير وإصلاح.
وقد يكون التغيير أيضا تغييراً شاملاً أو تغييراً جزئياً. ويشمل التغيير على اصلاح، والاصلاح أمر ضروري وحيوي في حياة الفرد والشعوب بين الحين والأخر لأنه يصحح المسار ويقود في الطريق الصحيح. وليس الخطأ هو اكتشاف العيوب بل الخطأ كل الخطأ هو عند إدراك العيوب وتجاهلها والظن أن كل شيء على ما يرام (كله تمام)
لذلك فإن ما حدث في مصر أقرب الى التغيير والإصلاح عنه من الثورة والانقلاب وهذا ما يحتاج الى ادراكه شعبنا الكريم لكي لا ينزلق وراء تيارات تهدف الى انقلاب وفوضي. 
فالتغيير قد حدث ويحدث مادام هناك شعبا واع ومدرك للمستقبل.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :