4- سلسلة إصلاح الكنيسة الأرثوذكسية
أوليفر
الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٧
البعض فارقهم روح الله
Oliver كتبها
حين نتكلم عن إصلاح الكنيسة فلا يعني هذا أبداً أنها فاسدة و لكنه يعني أننا نريدها كما يريد لنا رب المجد أن نكون أفضل. كنيستناالأرثوذكسية لها مواقف تاريخية مجيدة في مواجهة المنحرفين اى الهراطقة.و لها أمجاد في تقديم الشهداء للمسيح دون أن تصاب بكسرفي الداخل أو تنحني نفسها قدام الأحزان.في كل ما أصاب الكنيسة من الخارج كانت مواقفها صلبة صلدة ما تراجعت بل صارت إلى قدام بثباتها فى المسيح رغم كل الأعداء الذين إندحروا.
بقى ما يحدث داخل الكنيسة.و هو خفى عن الكثيرين.المآسى أيضاً تاريخية فيما حدث في أزمنة كثيرة.لكن حديثنا عما هو حادث الآن. كل أيبارشية لها مشاكلها الداخلية الخاصةالتي لا يدريها غير ضحايا تلك المشاكل.نعم نفتخر بكنيستنا الأرثوذكسية و بالإنتساب لكرسيها المارمرقسي التليد لكننا نعتز بكنيستنا بحكمة.نفتخر بمسيحها دون تردد أما حين يجىء الحديث عن اشخاص فيجب ألا يسوقنا المدح العشوائي إلى مدح حتي للأخطاء و تبجيل من يرتكبونها بينما الحق أن ننبه من يفعل ذلك بحق البنوة دون تجاوز.لا نمتدح ما يستذنبه الله و لا نبرر خطأَ يدينه الروح القدس.حتى لا ينحرف الضمير العام للكنيسة.ينحرف في خفية فلا نلحظه. ويضعف الإيمان ويصبح التعليم ضحلاً من هؤلاءو تميل الكنائس التى لا يرعونها إلى أن تكون جهة إجتماعية تربوية غير منساقة بالروح القدس.ثم يجذبنا إنحراف الضمير العام إلى سطحية الصلاة و إحتقار السرائر المقدسة.لا تندهشوا فهذا يحدث حالياً في أماكن متفرقة لكنائس أرثوذكسية.لكنه بسبب نعمة الله وحدها لم يصبح أمراً عاماً بعد و لا نريده أن يكون بل نصلى أن ينمحي من كنيستنا.
كيف ينحرف الضمير العام
لا تندهشوا إذا قلت أن أساس إنحراف الضمير العام هو تغطرس اسقف المكان.حين يتصرف كإله.لا رقيب و لا من يراجعه.لا يجرؤ أحد على شكواه و إن حدث فلا يوجد من يتصدي له. لغته سلطوية.يتكلم بغير محبة بل بالأوامر . يحرم هذا و يوقف ذاك و يمنع هؤلاء و يوقف كل شيء و الجميع يظن أنه بروح الله يسترشد و بروح الله ينقاد لذلك ينتظرون نتائج أفعاله فإذا هي كوارث و يتوقعون الثمر فإذا هو حنضل مثقل بالمرارة .و لا يجد الناس غير الصدام لكن عواقب الصدام بين المجمع و بين أي اسقف مؤسفة و لها نتائج على الكنيسة ككل.تخلق العثرات و ما نسميه السجس.أي إرتباك الفكر و عدم تمييز الصائب من الخاطئ.لذلك هي تبقي الخطوة الأخيرة بعد كثير من المحاولات في وقت يريد قداسة البابا تواضروس أن يصحح إنطباعاً ساد الشعب فترة عن محاكمات متعجلة و صورية و نتائجها لا زالت علقماً في إيبارشيات كثيرة.لذلك يصبر البابا لعل المتغطرسين يستردون العمل بروح الله الذى يبدو أنه فارق البعض.
لا تندهشوا إن قلت لكم أن لدينا أساقفة متغطرسين.ليس بسبب خضوع الشعب لهم لكن لأنهم لم يكونوا أهلاً لهذه الرتبة العظيمة.فغلبتهم عظمة الرتبة و نسبوا العظمة الزائفة لأنفسهم.مثل هؤلاء الأساقفة تجد حولهم جماعة المهلليناصحاب المنافع المقربين.ذلك لأن غطرسة هؤلاء لا تمس المقربين فيرونهم كملائكة الله و يدورون يدافعون عن إتهامات الآخرين ضدهم.مستعجيبين كيف يجرؤ أحد من الشعب أن يتهم ملاك الإيبارشية العامرة؟ للطرفين الحق.فهؤلاء لم يرون من الأسقف ملامة و أولئك لم يجدون من الأسقف سلامة.فيطيح المتغطرس في إنفعالاته بالنفوس التي يضمن أنها لن تفضح غطرسته.المسالمين دائما فريسة المتغطرسين.سواء أكانوا كهنة مغضوب عليهم من اسقف متغطرس أم خدام مغضوب عليهم من كاهن متغطرس .لكن الرأس المريض ينقل عدواه إلي الجسد شئنا أم أبينا.لذلك و لهؤلاء المتغطرسين أكتب.أقول لكم لن تجدوا رحمة في يوم الرحمة لأنكم لا ترحمون.أقول لكم ليس لكم في المسيح نصيب لأنه للودعاء و المتواضعين القلوب وحدهم.لا تدهسوا الضعفاء بسلطتكم مطمئنين أنه ليس من يراجعكم.فتوبوا و إلا سيأتي و يزحزح منارتكم يقول الرب بذاته له المجد.
إن اسماءكم معروفة و اشخاصكم مكشوفة لكن ستر الله حنون.و هو بالستر يحمينا كلنا لكي نعود و نسترضيه.إنما الضحايا يدعون الله من غطرستكم.المعثرون يئنون إلى الله في خجل قائلين إلى متى؟ فلا تظنوا أنكم غير معروفين عند الله أو الناس أو الكنيسة بقيادتها الهادئة.
لما ينحرف الضمير العام يرى الصغار التجاوزات الفجة من الكبار .يقلدون تجاوزاتهم و ييبررونأية أخطاء يفعلونها .و يسرى المرض في الجسد.و كل متغطرس يدوس من يقدر عليه من المساكين .متغافلين أن الرب إله الأصاغر.و سيأتي و أجرته معه و من فمهتخرج نار آكلة و يطلق حكمه المهلك ليكسر شوكة الظالمين اساقفة كانوا أم كهنة أم أفراداً في أي كنيسة.
علاج إنحراف الضمير الكنسي
1- ليس قداسة البابا وحده يحمل هذا العبء.يجب أن توجد لجنة لمتابعة و رقابة عمل الأساقفة و الكهنة .مالياً و إدارياً و رعوياً.فإستقلال الأسقف التام هو مفسدة تامة.تقوم على إفتراض وهمي أنه رجل يملأ الحب قلبه و الأمانة فيه غير ملتبسة و كأنه يلتهب لهيباً من أجل الرعية بينما قد يكون لا ير الرعية اصلاً إلا كل سنوات متقطعة.فالبعض منهمك في سفريات أكثر مما يبقي في إيبارشيته .هل يستأذن الأسقف أحداً حين يسافر؟ أليس هو عامل بالكنيسة و قائداً فكيف لا يوجد من يأذن له في سفره كي لا تبقي إيبارشيته يتيمة وهو حى. قد لا يعرف أسماء كهنته أو كنائس إيبارشيته فكم بالأحرى لا يعرف رعيته.و البعض منشغل في أعمال تجارية يظنها خدمة.و ينهمك فيها فتتوه محبته الأولى و وظيفته الرئيسية و يصبح خلاص النفوس شعاراً تذكارياً معلقاَ فوق مكتبه الفخم. فأين في وصية تجليس الأساقفة ما يسمح للأسقف بإنشاء أعمال تجارية؟؟ كل هذا إنحراف.يجب تصحيحه في جميع الإيبارشيات بإسناده لخدام إداريين ماليين شمامسة كما فعل الآباء الرسل فهذا ليس إختراع بل حق الإنجيل الذي إنتزعه بعض الأساقفة إنتزاعاً زاعماً كل منهم أنه الأمين الوحيد في الإيبارشية و أنه يبني لمستقبل الإيبارشية بينما هو يتبختر في سفرياته لا يحاسبه أحد ماذا أنفق و لماذا يسافر أصلا و يترك رعيته ربما معظم أوقات السنة؟ و يصبح الكاهن وكيل المطرانية اسقفاً بلا سلطة أو يحابى اصدقاءه الكهنة مستغلاً غياب الأسقف الطائر.هذه إيبارشية مخوخة من الداخل بفعل الإهمال الروحي و كل أموال الدنيا لن تصلح ما فسد من الروحيات فيها.يجب أن تتضمن وصية تجليس الأسقف حرمانه من مزاولة الأنشطة التجارية و لو لصالح الإيبارشية فهذا ليس عمل الأسقف كما علمه الوحى في الرسالة إلي تيموثاؤس الأسقف أو تيطس الرسول.كذلك تقنين سفره .
2- بعض كنائس المهجر جزراً منعزلة.تفتقر التواصل بمحبة. الشعب في بعض كنائسنا يأكل بعضه بعضاً ثم يقف ليصلي قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدسة.نتكلم عن إتحاد بين كنائس العالم بينما في كنائس كثيرة يتصارع الشعب و يتصارع الكهنة و تتغرب المحبة بين الكنائس المتقاربة.فليتنا نبدأ الإتحاد من ههنا.بين بعضنا بعضاً.بين كهنتنا معاً .بين اساقفة لا يحتقرون الأساقفة زملائهم أو أخوتهم الكهنة.بين كنائس تتحد بمحبة سخية.مثل عطاء الكنائس الأولي التي كانت ترسل مع بولس الرسول عطاياها للكنائس الأخري المحتاجة.الآن كنائسنا أنانية.تفكر في نفسها .فنجد كنيسة مرفهة ذات إمكانيات و كنيسة مطحونة بجوارها تئن.ثم نتكلم عن إتحاد كنائس العالم؟ لما تتحد هاتين الكنيستين أولاً.ساعتها نتجرأ و نصلي قدام الله أن يجمعنا مع من لا يعرفونا أو نعرفهم.إذا كنا لا نشفق على أخوتنا في الكنائس المجاورة فكيف سنتحد مع البعيدين؟ نحن واهمون أو كاذبون أو نخدع أنفسنا.
3-كثير من الكنائس الآن تنبثق عنها مؤسسات خيرية.تقوم بأعمال عامة و هي مؤهلة بحكم تكوينها القانوني أن تحصل على منح دولية و محلية و حكومية من جهات متعددة و من أفراد.بعض هذه المؤسسات ناجح للغاية و بعضها لا وجود له إلا في أوراق الترخيص.المؤسسات الناجحة في صراع مع الأسقف أو الكاهن فهو يريد أن يستولي علي دخلها.و المؤسسة بحكم الرقابة عليها لا تستطيع ذلك.فيتحول الصراع إلى أمر شخصي و يعتبر الأسقف ما تفعله إدارة المؤسسات عصيانا لجبروته.فيهاجمها و يتعمد إفشالها و كم من المآسي تصل لقداسة البابا الذى يحتاج صلوات الجميع لكي يجتاز كل هذه العراقيل و يعيد ترتيب العلاقة بين الأساقفة و الكهنة و بين المؤسسات المنبثقة منها.فتكون إدارتها مستقلة فعلياً و ليس شكلياً.و لتفرح الكنيسة بالدور الذى تنجح فيه أي مؤسسة و ترفع يدها عن الخدمات الشبيهة لها فيكون تقسيم أدوار و ليس تقسيم أموال بين الكنيسة و المؤسسة.أما المؤسسات الفاشلة فيجب إما البحث عن خدام مؤهلين نشيطين ذوى خبرة و علاقات تسمح بإنعاش تلك المؤسسات الخيرية و إلا فليعلقوها إلي حين أن يأتي من يعيد نشاطها لمجد خدمة المسيح و شعبه أو المجتمع كله فالمحبة للكل.
4- نريد أن نبحث في تاريخ الكنيسة و مجامعها أمراً خطيرا.نحن نعرف أن الأساقفة في عصر الرسل لم يكونوا مستقلين.لم يتنصلوا من الرسل بل أن أحدهم (ديوتريفس) لما أراد أن يستقل بذاته تم لومه – على الأقل- و لم تعد خدمته محسوبة بين الرسل.
الآن سؤالى للباحثين و الدارسين وحدهم.هل في اصل سلطان الأسقف أن يمتنع عن تعيين اسقف مساعد له بينما هو مشتت بين أطراف أسقفيته و لا يغطيها بالكامل؟ هل يحق له أن يرفض و لو رسامة خورى إيبسكوبوس ليتولى الأماكن التي لا يستطيع زيارته و خدمتها إلا مرة كل عامين ؟؟؟ هل هذه سلطة الأسقف أم سلطة المجمع؟ و كيف سيعرف المجمع هذا التقصير إلا لو وجدت لجنة مجمعية رقابية تأتي لكل إيبارشية ليست للإحتفالات و التبركات بل لمقابلة الشعب فرداَ فرداَ أو أسرة أسرة و تتقصي الواقع الأليم و تتخذ ما يجب عمله بعد دراسة متأنية.لماذا يتحكم الاسقف في اسقفيته و يمنع الرعية من الخدمة لأنه يرفض أن يكون له مساعد إنها بقية الغطرسة.نعم نعلم أنه لا يحق رسامة اسقف في إيبارشية اسقف لكننا نعرف أنه يمكن رسامة خورى إيبسكوبوس.أي مساعد اسقف .لعله يكون اسقفاً إذا تنيح الأسقف و تم تقسيم إيبارشيته.فكم من إيبارشية إتسعت و صارت أكبر مما بدأت و خرجت عن نطاق إمكانيات الأسقف .لذلك تجد نسبة الطلاق و الخلافات و الصراعات في تلك المناطق المهملة كارثية.فهل يدرك الأسقف المتشبث بالتركة أنها صارت ديناً عليه لن يستطع سداده يوم المحاكمة.الرب يفتح أعين الكل و يرشد قادة الكنيسة بروحه القدوس لكي يجذبوا البعض الذين فارقهم روح الله و نعود فنر فيهم المحبة الأولى و نتوب نحن و هم و تفرح السماء بالجميع.
لأجل المتروكين أصلي
سأقف في الطريق.أنا أتسول إبن داود.أعمتني الخطية.يزجرني تلاميذك كلما رأونني.من يعطف على العميان غيرك.سأبق هنا و أصرخ.بصوتى و صوت بقية الأصاغر.سأصرخ بصوت المجروحين و المداسين بأقدام المتغطرسين.سأصرخ للمتروكين بغير لمسة حب.سأقف في الطريق لأني عارف أنك آتٍ إلي هنا.أنا متيقن أن طريق الأصاغر طريقك.و طريق الخروف الشارد طريقك.و الدرهم المفقود في يدك.أنا أصرخ لك أصرخ إرحمنى.إرحم إخوتى التعابى.إرحم المهملين من الجميع.إرحم من لم يفتقدهم اسقف أو كاهن أو خادم.لو دخلت مخابئهم المقفرة ستجد عجباً يا إبن دواد.لن تجد أبهة و لا أثاث فبيوتهم كمزود.لكنك ستجد قلوبهم أعظم من القصور.ستجد هنا بين هؤلاء الأصاغر إيماناً بك ليس مثله مع أنهم معدمين .أنا سأصرخ بصوت روحك القدوس كي يصل صوتي .أنا أتخفي وسط هؤلاء و أعيش على بركاتهم التي تغدقها عليهم. أريد أن أترك الدنيا بأكملها و أنتظرك معهم حين تمر علينا.سيكون يوماً مشهوداً يوم تأتِ.فتأخذني مع العسم و الجدع و العمى و تضعني على مائدتك و تبدأ الوليمة.فمن هو جوعاناً إلى الوليمة مثلى.من هو عطشان إلى ماءك مثلى.لقد شربت من أعذب مياه الأرض و بقيت عطشاناً .الآن أتلذذ بماء الحياة و أشرب بنهم من طول عطشي.إسق أخوتى معي.هؤلاء مثلى لا يبصرون.أطعمهم بيدك.إننا لم نعد نرغب في الشفاء بل في وجودنا فيك حينها سترفرف أجنحة الشفاء إلى الأبد.سنراك عياناً .طوبى لمن إليك يتسول .يطلب بلهفة المحتاج و صدق المعدم.طوبى لمن تحتسبه من الأصاغر لأنه سيتمجد و ينسى كل أعوازه.لهذا أنا على نفس الطريق اصرخ إرحمنى يا بن داود.