حرق المركز الإسلامي في تكساس والإسلاموفوبيا
مجدي جورج
السبت ١١ فبراير ٢٠١٧
مجدي جورج
خرج علينا مرصد الإسلاموفوبيا التابع لوزارة الاوقاف مستنكرا حرق المركز الإسلامي في تكساس ومحذرا من تنامي الاسلاموفربيا في الغرب ومحذرا ايضا كما جاء في جريدة اليوم السابع اليوم الجمعه ١٠ فبراير ٢٠١٧
من زيادة مثل هذه الاعمال في الغرب
وأنها لا تؤثر فقط علي المسلمين بل تؤثر علي الحضارة الغربية نفسها وعلي تماسك هذه المجتمعات وأنها قد تؤدي الي صدامات طائفية كما قال هذا المرصد .
ونحن بداية لا نستطيع الا استنكار هذا العمل العنصري فحرق مركز إسلامي لا يمكن للمرء الا تسميته باسمه فهو تطرف وعنصرية غير مقبولة ومالانرصاه علي انفسنا لن نرضاه لغيرنا .
ولكن تأملوا معي الفرق بين تعاملهم في هذه الحادثة النادرة وتعاملنا مع عشرات بل مئات الحوادث المماثلة من حرق وتدمير لكنائس المسيحيين ولممتلكاتهم ولبيوتهم في مصر وفِي سوريا والعراق وغيرها من الدول العربية والإسلامية ، تأملوا الفرق بين الحضارة والبداوة بين المجتمعات الراقية المتقدمة الديمقراطية التي تقبل الجميع وبين مجتمعنا الذي يرفض ويكفر الاخر ولا يقبل الاختلاف .
اولا علي المستوي الحكومي هناك تم حرق المركز الاسلامي وهي حادثة نادرة لم يخرج علينا حاكم الولاية سريعا نافيا انه حريق متعمد وان السبب الرئيسي مجرد ماس كهربائي ، بينما لدينا هنا وفِي مثل هذه الأحداث والتي تقع كثيراً في بلادنا فان المسئول قبل اجراء اي تحقيقات وربما قبل ان يخرج من مكتبه متفقدا مكان الحريق تجده يسرع مطلقا التصريحات النافية لتعمد حرق المكان وان السبب هو مجرد ماس كهربائي او سيجارة القاها احدهم وهي مشتعلة دون قصد او اي شي من هذا القبيل .
عندهم تم اجراء تحقيق وتوصلوا الي ان هناك تعمد لإحراق المكان وان هناك جاني يجب القاء القبض عليه بل وحددوا مكافأة كبيرة لمن يساعد في القاء القبض عليه .
لدينا عندما تحدث حادثة مماثلة يحدث التواطي من الجميع مع الجاني بداية من تركه يهرب بجريمته حتي مع وجود الشرطة المتواجدة امام كل كنيسة ومرورا بتزوير المحاضر واللعب في التحقيقات وتغيير أقوال الشهود ونهاية بالقول ان الجاني مختل عقليا ( هذا ان قاموا بالقبض عليه اصلا) .
هناك تتم محاكمة الجاني محاكمة سريعة وعادلة وناجزة وإيقاع أقصي درجات العقاب عليه .
وعندنا يتم التلاعب في كل شي حتي يتمكن الجاني من الهروب بجريمته .
ثانيا علي المستوي الشعبي
هناك استنكر الجميع هذه الجريمة واعتبرها عمل طائفي وقام اليهود ( احفاد القردة والخنازير كما يطلقون عليهم ) بفتح معابدهم لكي يصلي فيها المسلمون ، وقام المسيحيون ( الضالون كما يطلقون عليهم ايضا ) بفتح كنائسهم للغرض نفسه ووقف آلاثنان في امريكا وكندا وغيرها خارج المساجد لحمايتها والدفاع عنها .
في بلادي عندما يخرج احدهم لحرق كنيسة او مهاجمة بيوت الاقباط ونهبها فان الغالبية تشاركه في غزوته المباركة تلك ويقوم الآخرين بالاشتباك مع الشرطة لمنعها من التدخل ( لو أظهرت اي نية للتدخل ) ويقوم اخرين بمنع سيارات المطافئ من التدخل او بمنع المياه عنها ، وتجد الصغير والكبير مكبرا مهللا فرحا جزلا لتدمير كنيسة النصاري ، ليس هذا فحسب ولكن بعد الحادثة تجدهم يحلفون باليمين والقسم بان اعادة بناء هذه الكنيسة لن تتم ولو علي جثثهم حدث هذا في الإسماعيلية وفِي كوم اللوفي بالمنيا وفي بني سويف وفي المريناب بأسوان وفِي اطفيح وفِي غيرها، ولو تدخلت الدولة بقوتها خوفا علي صورتها الخارجية فان هؤلاء يفرضون عليها تصوراتهم لشكل وحجم الكنيسة التي سيسمحون بها .
والمهتمون بالحرق اما ان تجدهم معززين مكرمين لا يجرؤ احد علي الاقتراب منهم او انهم جالسين في الجلسات العرفية فارضين شروطهم علي الكنيسة وعلي الاقباط ، وان تم القبض علي بعضهم ذرا للرماد في العيون فان الامن يقوم بإلقاء القبض علي بعض الاقباط المجني عليهم في المقابل كي يتم الضغط بهم والأفراج عن المتهمين مقابل الافراج عن الاقباط الغلابة .
في النهاية فان بيان المرصد الاسلامي الذي يهدد الغرب بالحروب الطائفية لو استمرت هذه الأفعال ليس له محل من الاعراب فالغرب الذي يعالج بالديمقراطية كل اموره يهتم بعلاج مشاكله بطريقة ديمقراطية سليمة وليس في حاجة الي تحذيراتكم وتهديداتكم وهذا الغرب حريص علي اقلياته أكثر منكم بكثير فاهتموا انتم بمشاكلكم وعالجوا تطرفكم وتطرف مجتماعاتكم واهتموا باقلياتكم وقبل ان تطالبوا الغرب بنزع القذي الذي في عينه انزعوا الخشب الموجود في عيونكم .
وقبل ان تتهموا الغرب بالخوف من الاسلام وتنشئوا مرصد للإسلاموفوبيا لمراقبة هذا الامر ، انظروا لمدي رعبكم من المسيحية التي يجب ان ينشئ في بلادكم مرصد لمعالجة ومراقبة الخوف منها نطلق عليه مرصد المسيحية فوبيا .
Magdigeorge2005@hotmail.com