الأقباط متحدون - رسالة إلي النفس الهاربة
  • ١٨:٥٥
  • الجمعة , ١٠ فبراير ٢٠١٧
English version

رسالة إلي النفس الهاربة

أوليفر

مساحة رأي

٢٥: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

Oliver كتبها
يحدث أحياناً أن تجوز على النفس أثقال كثيرة.تتمحور الأفكار في الضيقات.تصغر الدنيا كأن لا منفذ فيها.يتحول الأصدقاء إلى غرباء.و الأحباء كمن لا يعرفونك.تنظر هنا و هناك فلا معين.تبهت في ذاكرتك كلمات الإيمان و الصبر و الرجاء.تصير عندك القدوة خيالات واهية و أشباح.و ترقد فوق بحر من الدموع.لا أحد يبال لا أحد يسأل.تمني النفس بالموت فيبعد الموت أكثر.لا يبق فيك قوة أو إرادة.تزهد الطعام ليس لأنك تصوم و تزهد الشراب ليس لأنك لست عطشانة.أنت نفس قد رسم إبليس حولها كل الدوائر.كي تنحصر فيها و لا تخرج .يغزل من اليأس شرنقة.لا تتحركين إلا فيها.يبحر بك دون أن يكون هناك هدفاً.تأخذك مجاديفه حتي للتجديف .تبكين شقاءك تبكين على نفسك و تظنين ليس من يسمع ليس من يهتم.

أهذا ما أصابك؟ أليس هذا شعورك الآن.أما يعني هذا أنك لا زلت تشعرين.لا زلت تصرخين.لا زلت تبكين.لا زلت تتنفسين.أما يقول هذا أنك لم تموتى بعد.و أن الروح فيك لا زالت تسرى و تحلق و تحملق فى مستقبل ليس بخاطرك الآن.

أيتها النفس الهاربة من نفسها.لن أقول لك تعالى لأنك تظنين أنك ذهبت إلى اللا عودة. لكنني أقول لك سيأتيك اليوم حبيب لا تحسبينه غريباً.سيأتيك و يخترق الدوائر و يفك الشرنقة.لن يستطيع اليأس أن يقف قدامه.لن يستطيع القلب الكئيب أن يقاومه.سيمسح الدموع و يأخذك في حضنه.فتعرفين أنه ما أثمنك عنده.يا كل نفس ذاقت مرارات كثيرة سيأتيكم من يحول مرارتكم إلى شهد.سيأتيكم مخترقاً كل ظلمة داخلكم أو خارجكم.إنتظروه.قد لا يقرع الباب كالمعتاد لكنه سيقتحم كمن يخلص أسيراً من يد العدو.و سيأخذك في حضنه.سيرفعك فوق مخاصميك.سيبهرك بجمال يسكبه عليك فترين كم أنت جميلة و يناديك يا حبيبتي.كم مضى من الوقت لم تسمعى هذا النداء يا حبيبتي.كم من الزمان عبر و القبح يترصدك.الآن سيأتى .ربما يخطو آخر خطواته نحوك.ها هو يقترب.يتأهب.يرفع راية القيامة.يقتحم و يحررك.يا كل نفس بائسة ستسمعين صوته المعزى يطمئنك.لست وحدك.إنه يمشى قبلك كل تجربة تخطو قدماك إليها.إنه يسبقك و لو ذهبت للأتون.إنه جبار لا يخشى الأسود و لا عتاة الإجرام.إنه يجعل كل خصومك كالقشة في فم العصفور.

سيأتى صدقيني و ربما قد أتى.ربما يحملك الآن.يجفف مقلتيك.لا بكاء بعد إلا للتوبة مصحوباً بالرجاء.لا حزن بعد إلا الذى يقودك للمصالحة.لا يأس بعد لأنه قدامك بجبروته فكيف تيأسين و الجبار يسندك.كيف تتحطمين و الحبيب أصلاً خزاف يلملم حطامك و يصنعك آنية للمجد.إنصتى صوته ها هو يقول أنا آت سريعاً.و معه أجرة لك.مكافآته كثيرة.تعالى بسرعة لتنعمي به و بهداياه.

الذى يحبك إله.ليس إنساناً فيندم على وعوده معك.و لا مثل الإنسان يحنث.إنه أمين.هو الذى من الجيفة يصنع شهدأً.هو الذى من الماء يصنع خمراً.هو الذى من الخمر يصنع دمه و يسكبه لك مهر زواج أبدى.هل يعجبك المهر.إنه يقدم حياته لك.بدلاً من الموت الذي في يأسك تمنيتينه و لم يأت.هل تعرفين من منعه من القدوم؟ هو حبيبك لأنه ينوي خلاصك و ليس هلاكك.

ايتها النفس هذه رسالته.هو كتبها.ووضع ختمه عليها.و أدمج الكلمات سراً حتي يستر على ضعفك.و كتب وعوده جهراً ليكشف عن حبه.يا إبنة المسيح تعالى.يا جوهرة السماء تعالى.يا أغلى من عنده تعالى.أحضانه مفتوحة.و هو يسبقك في الطريق للقاءك.ما أجمل لقاء النفس الهاربة حين تعود و تهرب إلى حضن الرب القدوس الذي يعوض عن كل شيء.و ينسى ما فات و يحممنا بدمه فنتغسل .

أيتها الهاربة إليه هو أيضاً قادم لأنك عنده أغلى من الملائكة.أهم من السماء.هو لا يبالى بمجده مثلما يبال بخلاصك.أنظرى كم يتنازل ليسترضيك و هو ليس محتاجاً.أنظرى كيف يلاطفك و لا يدينك.أنظرى كيف يهبك سلاماً و أنت عارية من كل بر.قولى معي يا صانع النفوس رد نفسى إليك.شاركيني هذه الطلبة: أنا لك مهما بعدت عنك فلا تيأس مني و لو يأست منك.خذنى في حضنك فأسترد وجودى.أنا لا أتخيل أي تغيير يمكن أن يحدث لى لكنني أثق أنك ستجددنى.حتي لو كنت أثق بلساني من غير قلبى.أنت تسرب الثقة إلي القلب و إلي الفكر لأكون بالحقيقة لك بكل ما أملك.قولى معى أنا أنتظر حبك أنا المحرومة.أشبعني بك.و ستسمعين ما لا تستطيع الكلمات أن تكتبه.و ستشعرين ما لن يمكنك وصفه.و ستنسين ما مضى كما سينسى لك.و تعودين ملكة جميلة متوجة.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد