الأوكازيون بعد التعويم.. المانيكان ينادي ولا أحد يجيب (تقرير مصور)
منوعات | فيتو
الأحد ٥ فبراير ٢٠١٧
يتخذ ملامح وجه إنسانية لحد كبير، عينان مفتوحتان دائمًا، جسد متكامل، رشيق دائمًا، يظل واقفًا، أو يهوى مالكه أن يُجلسه فيضع له كرسي داخل "بيته الأبدي" الصندوق الزجاجي، كان قديمًا مجرد دُمية "لعبة على شكل إنسان"، تحمل اسمًا إنجليزيًا "المانيكان" أو ما يقصد به تماثيل عرض الملابس بالمحال التجارية.
في مصر أصبحت الدمية تتخذ طابعًا إنسانيًا لا في الملامح فقط، ولكن في بعض تفاصيل ومواقف الحياة اليومية، فطبيعي الآن وبعد جموح الأسعار لحد لا يتوقف، تجد سيدة تحسد "المانيكان" على ارتداء معطفًا شتويًا لا تستطيع هي شراءه إلا إذا اقتطعت أكثر من نصف راتبها أو راتب زوجها.
كادت "المانيكانات" أو تنطق وتروي لنا ما تشاهده يوميًا من أحاديث بين رجل وزوجته حول هذا القميص أو ذاك وكم يبلغ ثمنه بعد شراء "الجاكيت" والبنطلون، سيدة وابنتها وهي تنهرها ألا تصر على هذا الطقم تحديدًا فهم "على قد حالهم"، تريد أن تلتقط طرف الحديث منهم أن خذوا ما أرتديه، ليُلبسني صاحب المحل ملابس جديدة أشتهيها، فـ"للمانيكان" أحيانًا أمنيات.
نمد أيدينا إليكم ونناديكم انتظروا، لا تولوا وجوهكم عنا نعلم جيدًا أننا بموسم الشتاء والقابض فيه على معطف أو "بلوفر" منذ العام الماضي، كالقابض على كنز ثمين، الأرقام التي تُلصق على أطراف أثوابنا أول مرة نعرفها أو تمر علينا، أما نحن الصغار فكل يوم نرى أطفالًا يأتون إلى هنا يعجبون كثيرًا بما نرتديه، يصرخون في وجوه آبائهم "أريد هذا مثل هذا الطفل الذي بالداخل"، فالبعض يستجيب والآخر يتركهم يبكون قليلًا.. حقًا نشفق عليهم وعليكم.