الأقباط متحدون - ما الذي ورثناه من الفراعنة؟
  • ٠٢:٢٤
  • الاربعاء , ١ فبراير ٢٠١٧
English version

ما الذي ورثناه من الفراعنة؟

ليديا يؤأنس

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ١ فبراير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: ليديا يؤانس
الفراعنة كانوا يمتازون بأنهم مُتدينين وآخرويين أي يعتقدون في الآخرة.

الفراعنة بنوا الأهرامات والمعابد والمقابر،  التي تحكي الكثير عن حياتهم وتاريخهم ومُعتقداتهم وأفكارهم وخاصة فيما يخُص الآخرة.

الفراعنة ليسوا وثنيين أو كُفارًا،  كما يعتقد البعض،  ولكنهم مُتدينين،  وإن اختلف مفهومهم عن الإله،  ولكنهُم كانوا يؤمنون بأنه لابد أن يكون هناك إلهًا واحدًا،  بل لابد أن يكون إلهًا قويًا،  ولذا كان عندهم علي سبيل المثال إلهًا للشمس.

أنهم شعب عظيم يُفكر، وبداخلهم كان يوجد إيمان،  بوجود إله يجب عبادته ومخافته،  ولكن الأعظم من ذلك، أنهم في الوقت الذي كانوا يؤمنون فيه بوجود إله، وكانوا يبحثون عنه في الكون من حولهم، لم يخبرهم عنه أحد!

ولكن الشئ العجيب، أن الله ذاته في ذلك الوقت،  لم يكن قد أعلن ذاته للبشرية،  ليقول لهم أنه إله هذا العالم، وهو الذي خلقهم وخلق لهم هذا الكون العظيم ليستمتعوا به!

الله بدأ في إعلان ذاته للعالم في مرحلة متقدمة،   فيما نُطلق عليها العهد القديم، كان ذلك حينما بدأ يتكلم مع أبونا ابراهيم،   ثم بعد ذلك مع موسي النبي،  الذي أعطاه الشريعة وطلب منه أن يُخبر الشعب عن وجود الله،  إله العالم وخالق كل خليقة.   

الفراعنة تركوا لنا ميراثًا عظيمًا،  في الجيزة والأقصر والكرنك وأسوان وأماكن مُتفرقة من مصر.
الفراعنة تركوا لنا ميراثًا حضاريًا،  جعل مصر مُميزة بين دول العالم بهذا الميراث الحضاري التاريخي،  الذي لا يستطيع عُظماء العالم أن يصنعوا مثله،  فالمعماريين العالميين لم يستطيعوا للآن بناء هرم مثل أهرامات الجيزة،  لم يستطع العلماء والكيميائيين التوصل للتحنيط الذي استخدمه الفراعنة للإحتفاظ بجثث موتاهم،  كما فعل الفراعنة للإحتفاظ بجثث موتاهم لألآف السنين.

الفراعنة مازالوا يدفعون لمصر، للآن هُمْ مصدر رزق لمصر،  بسبب السائحين الذي يحضرون لمصرخصيصًا لأجل مُشاهدة الآثار،  التي للآن لم يتوصل العالم للأسرار المُستخدمة في البناء والفن والتحنيط والطب.

من المؤسف له أن نجد البعض الذين تعوزهم الثقافة والفهم والمعرفة يطلعون علينا بفتاوي،  بثها في عقولهم الذين يريدون الإضرار بمصر،  بالفتك بهذه الآثار وتدميرها،  التي هي من المُمكن،  أن تكون االفرخة التي تبيض ذهبًا لمصر لو أحسن استخدامها وتسويقها.

مطلوب من الدولة أن توفر الحماية لهذه الآثار من السرقة أو تدميرها أو العبث بها.

مطلوب من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والأجهزة الإعلامية أن يقوموا بإعداد برامج  لتوعية الناس للمحافظة علي هذه الثروة التي تركها لنا أجدادنا الفراعنة المصريين.

مطلوب أن تقوم هذه البرامج بشرح قيمة هذه الثروة التي تُدر الدولارات والين الياباني والإسترليني واليورو وغيرها من العملات الأجنبية التي تُنعش الإقتصاد المصري.

مطلوب توضيح أن هذه الثروة سوف تفتح مجال العمل لأعداد وفيرة من الشعب وخاصة من أهالي المناطق التي توجد بها هذه الثروات الفرعونية.
مطلوب توضيح أن هذة الثروة سوف لا تحتاج لأى أماكن لتخزينها أو مصاريف لتشغيلها أو حفظها.

في النهاية نستطيع القول أن هذه الثروة، بيضة مقشرة جاهزة علي الأكل، ولكن فقط علينا أن نعرف كيف نأكلها!