الأقباط متحدون - مصر فوق الجميع
أخر تحديث ١٠:٤٨ | السبت ٥ فبراير ٢٠١١ | ٢٨ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٤ السنة السادسة
إغلاق تصغير

مصر فوق الجميع


بقلم: القس. نصيف هارون
لا يوجد مصري وطني مخلص سواء مسيحي أو مسلم يرضى لما يحدث في مصر ألان م ن عنف وقتل وسفك دماء الأبرياء. أن أعمال السلب والنهب التي قام بها الخارجون عن القانون مهما كانت انتمائهم وهويتهم ومن يقف خلفهم "من الداخل أو الخارج". لكن الجميع يتفق على أن المرحلة الراهنة والقادمة تحتاج الي لحظة
تعقل وتغليب لمصلحة الوطن على المصالح الفردية.

كم شعرت بالحزن والاسي العميق إزاء الأحداث الأخيرة ولاسيما بعد أن استمعت الي خطاب الرئيس محمد حسني مبارك الذي ألقاه بالأمس الأول من فبراير 2011 والذي جاء فيه انه لا ينتوي للترشح لفترة رئاسية قادمة، وانه يطلب مجلسي الشعب والسوري بمناقشة تعديل المادتين 76 و 77 حتى تتيح للكثير إمكانية الترشح في الفترة القادمة. وأيضا دعوة لتصحيح لعضوية مجلس الشعب بعد النظر في الطعون المقدمة ...الي أخر ما اشار إليه الخطاب الذي استمع له جموع المصريين كما أنا أيضا.

ولكني أريد أن أوجه نداء ودعاء.

نداء
ندائي لكل وطني مخلص بان يعطي لدور العقل مساحة للتروي. فالعنف لا ينفع شيئا والتدمير لا يفيد القضية بل يزيدها تعقيدا. إني أرى رغبة جادة وحقيقية في خطاب الرئيس نحو الإصلاح والتغيير ونلمح جميعا خطوات غير مسبوقة نحو الإصلاح والتغيير.

كما إني لا أفضل اختزال الفساد والتقصير في شخص الرئيس أو بضعة أشخاص في النظام، فهذا غير مبرر على الإطلاق. وان كان هذا لا ينفي مسئوليتهم عما يحدث في هذا البلد. لكني اعتقد ان المسئولية جماعية أيضا في قبول الظلم والصمت هذه السنوات الطوال.

الانجازات التي قدمها الرئيس للوطن يجب أن لا تنتهي في لحظة أو أيام "الغضب".نعم الانجازات لا تختفي وراء الأصوات العالية في ميدان التحرير أو غيره من الأماكن في مدن مصر المختلفة شمالها وجنوبها. فسيظل صوت الانجازات  أعلى بكثير من صوت  التقصير والغاضبين في ميدان التحرير.

مبارك رجل وبطل قومي لا ينبغي أن يضيع منا جنب مصر في كثير من المواقف المحن وويلات الحروب. نعم بهدوئه أو حكمته في كثير من المواقف، هذا جنبا الي جنب مع اعتراف الرئيس بأخطائه ورغبته في الإصلاح، فلنعطيه فرصة للتصحيح والتغيير وان لم يكن فالميدان باق والمتظاهرون سيكون لهم من الخبرة ما يؤهلهم للقيام بذلك.

إني أوجه نداء لكل المتظاهرين والمنتفعين أن ينظروا الي مصلحة الوطن العامة. فلننقذ مصر هذا الوطن الذي هو فوق الجميع. كفا ما حصلنا عليه من مطالب ولنترك الميدان ألان للشهور القليلة القادمة أن تقول كلمتها. ولنمضي سويا في طريق الإصلاح والتغيير نحو الحرية والديمقراطية.

دعاء
 أوجه صلاتي ودعائي الي الله القادر ان يحفظ امن وسلامة هذا الوطن. وان يجنب الوطن ويلات الانقسام والعنف بين مؤيدين ومعارضين للنظام الذي سيؤدي الي مزيد من الدماء والقتل والتخريب. يارب أحفظ هذا الوطن أمنا.  واختم حديثي بكلمات هذه الترنيمة
 محبة الأوطان، حتم على الإنسان ........... في كل آن
                         يا أيها المنان
يا مصدر الإحسان، بارك لنا البلدان       طول الزمان

بدد الشرور،  ووفق الأمور......... أنت السميع
                      ودرّبَ الحكام
للعدل في الأحكام.. ليملك السلام .... بين الجميع


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع