المولود من الآب قبل كل الدهور

عرض/ سامية عياد
قبل كل الدهور وقبل كل الخليقة وقبل الزمن نفسه كانت ولادة الابن من الآب بنفس جوهره وطبيعته الإلهية ، فهو الأزلى وهو الكائن على الدوام ..

نيافة الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ فى مقاله "من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك" حدثنا عن ولادة الابن من الآب التى هى مثل ولادة الشعاع من النور الذى بلا بداية ، حيث نقول فى قانون الإيمان "المولود من الآب قبل كل الدهور" ونقول فى القداس الغريغورى عن السيد المسيح : "غير الزمنى" أى الابن موجود قبل كل الدهور وقبل الزمن ، فالزمن نفسه جاء مع الخليقة ، لذلك يقول الآب فى المزمور مخاطبا الابن "من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك".

أنها حقيقة مستمرة وليست حدثا تاريخيا ، يقول المزمور أيضا "الرب قال لى : أنت ابنى أنا اليوم ولدتك" ، أى أن ولادة الابن من الآب هى ولادة مستمرة وليست حدثا فى الماضى ، ولادة مستمرة فى كل يوم وكل زمان ، فالابن هو كلمة الله ولا يمكن أن يتوقف الله الآب عن ولادة الكلمة ، وكما ورد فى رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية الى تلميذه تيموثاوس "بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية".

أن الله لا بداية له وهو أصل كل المخلوقات "بكلمة الرب صنعت السماوات وبنسمة فمه كل جنودها" فالآب السماوى خلق العالم بكلمته وبروحه القدوس ، والكتاب المقدس به العديد من الآيات التى تكشف لنا الحقائق الإلهية الخاصة بأقانيم الثالوث القدوس وهكذا تتجمع معرفتنا عن الله وأعماله من آيات الكتاب المقدس .