الأقباط متحدون | مصر تترقب "جمعة الرحيل": الإخوان يضعون حزمة شروط للحوار مع النظام.. ومسئول أميركي يتوقع تردي الأوضاع خلال الساعات المقبلة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٣٠ | الجمعة ٤ فبراير ٢٠١١ | ٢٧ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر تترقب "جمعة الرحيل": الإخوان يضعون حزمة شروط للحوار مع النظام.. ومسئول أميركي يتوقع تردي الأوضاع خلال الساعات المقبلة

كتب: نبيل شرف الدين-الأزمة | الجمعة ٤ فبراير ٢٠١١ - ١٨: ٠٧ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

في الوقت الذي دخلت فيه الاحتجاجات المصرية يومها العاشر، فقد توقع مسؤول أميركي مطلع على تطور الأحداث في مصر أن تسوء الأوضاع في هذا البلد خلال الفترة المقبلة كثيراً معتبراً أن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين في تحديد مسار الوضع هناك. وفي خطوة رامية لتهدئة المخاوف قال نائب الرئيس المصري عمر سليمان إن جماعة الإخوان المسلمين تلقت دعوة للاجتماع مع الحكومة الجديدة في اطار الحوار الوطني مع كل الاحزاب، لكن الجماعة رفضت المفاوضات قبل رحيل مبارك وكل رموز نظامه.
وعلمت "الأزمة" من مصادر رسمية وأخرى وثيقة الصلة بجماعة "الإخوان المسلمين" إنها وضعت حزمة شروط قبل التفاوض أبرزها أن يكون لها حصة في أي تشكيل حكومي، وأنها في حال عدم الاستجابة لشروطها ستشكل مع أحزاب المعارضة الأخرى حكومة موقتة، بعد إرغام الرئيس حسني مبارك على التنحي، ينبغي عليها تضطلع في إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل.
ولم تُنكر الجماعة ذلك الأمر، فقد صرح نائب مرشدها العام رشاد البيومي، في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن الجماعة تشارك في التظاهرات المناهضة للحكومة منذ قيامها، مؤكدًا أن "الإخوان المسلمين" يعارضون معاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل لأنها تمس بكرامة العرب وتقوض مصالح مصر وباقي الدول العربية، وفي حال تشكيل حكومة موقتة فإنه ينبغي عليها إلغاء هذه المعاهدة.
كما أعرب البيومي صراحة عن عدائه للحكومة الأميركية لدعمها إسرائيل وقال إن مصر لا تحتاج للمساعدة الاقتصادية من أميركا.
من جانبه قال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي لـشبكة CNN الأميركية الإخبارية إن الجماعة ترفض تأجيل مبارك لتسليم السلطة وتطالب بالتغيير حالاً، مضيفاً "نحن بحاجة لحقبة جديدة ولنظام جديد"، كما قالت الجماعة أيضًا في بيان لها "نطالب بالاطاحة بالنظام وتشكيل حكومة وطنية لكافة القوى".
يرى الكاتب عيد حسين في مقالة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز أنه بالإمكان استيعاب الإخوان المسلمين في مصر ضمن مرحلة التغيير التي تشهدها البلاد حاليا دون أن يعني ذلك الخوف من هذه الجماعة وتأثيرها في المسار الديمقراطي أو المعادلة الإقليمية في البلاد.
ويبدأ حسين -وهو بنغالي مسلم ولد في بريطانيا عام 1975 وله كتاب بعنوان «الإسلاميون» مقالته بالقول ان المواطن العادي في مصر من يقود الاحتجاجات في الوقت الراهن فيما تقف جماعة الإخوان المسلمين في الخلفية كقوة لا يمكن تجاهلها في المشهد السياسي والعام في البلاد عبر شبكة من النقابات المهنية والمساجد والمصالح التجارية والجامعات ومؤسسات أخرى فاعلة"، على حد تعبيره.
غير أن الكاتب يعيب على الإخوان المسلمين تردديهم الدائم لمقولة «القرآن دستورنا» في الوقت الذي يرى العديد من المسلمين أن القرآن كتاب مقدس وليس وثيقة سياسية.

وقرر النائب العام المصري عبد المجيد محمود منع أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز ووزراء السياحة والإسكان والداخلية زهير جرانة وأحمد المغربي وحبيب العادلي وعدد آخر من المسؤولين فى بعض المؤسسات العامة من السفر.
وقال في بيان "إنه في ضوء الأحداث الجارية وملاحقة المتسببين فيما شهدته البلاد من أعمال التخريب والنهب والسرقة للممتلكات العامة والخاصة وإشعال الحرائق والقتل والإنفلات الأمني والأضرار بالاقتصاد القومي فقد صدر عدة قرارات تشمل إضافة لمنع السفر تجميد حسابات المشمولين بالقرار فى البنوك لحين عودة الاستقرار الأمنى وقيام سلطات التحقيق والسلطات الرقابية بإجراءات التحري والتحقيق لتحديد المسؤوليات الجنائية والإدارية في كافة تلك الوقائع".
وقال مصدر قضائي إن نيابة الأموال العامة العليا بدأت التحقيق مع جرانة والمغربي، وأضاف أن «المكتب الفني بنيابة الأموال العامة العليا سيقوم خلال ساعات بالتحقيق مع أحمد عز ووزير الداخلية المقال حبيب العادلي.

الموقف الرسمي
وأعلن الرئيس المصري حسني مبارك مساء أمس “أنه يود الاستقالة ومغادرة السلطة لكنه لا يستطيع خشية أن تغرق مصر في الفوضى”، وقال في حديث لشبكة ABC التلفزيونية الأميركية "نفد صبري وأرغب بمغادرة منصبي الآن..بعد 62 عاماً في الخدمة العامة فاض بي الكيل..أريد أن أرحل".
واستبقت السلطات المصرية مسيرة الجمعة التي يزمع المعارضون تنظيمها عقب صلاة الجمعة، جاءت على لساني نائب الرئيس المصري اللواء عمر سليمان، ورئيس الوزراء أحمد شفيق، وتمثلت في محاور عدة أهمها:
1- الحوار الذي بدأه سليمان مع بعض القوى، ودعوات أخرى إليه أهمها لجماعة الإخوان المسلمين .
2- الإعراب عن أسف السلطات للأحداث الدامية التي شهدها ميدان التحرير، وسقوط ضحايا، وتقديم اعتذار رسمي عن ذلك .
3- توسيع آفاق تعديل الدستور، بدءاً بالمادتين 76 و77 الخاصتين بشروط الترشح للرئاسة، والمادة 88 .
4- التعهد بإجراء تحقيق في الأحداث وعمليات القتل والترويع التي جرت في الأيام الأخيرة .
5- تأكيد عدم ترشح جمال نجل الرئيس حسني مبارك للرئاسة، إضافة إلى مبارك نفسه .
6- بيان النائب العام الذي أمر بتجميد أموال مسؤولين سابقين ومنعهم من السفر، وعلى رأسهم أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز ووزراء السياحة زهير جرانة والإسكان أحمد المغربي والداخلية حبيب العادلي .

توقعات أميركية
وفي واشنطن نقلت شبكة (سي ان ان) الأميركية عن المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته إنه يتوقع أن تصبح الأوضاع "سيئة جداً" في الشارع المصري خلال الفترة المقبلة، مضيفاً إن اليوم أو اليومين المقبلين سيكون لهما الدور الحاسم في تحديد مسار الأوضاع في البلاد.
وتساءل "هل سيواصل الجيش المصري التصرف بشكل مسؤول أم أنه سينقسم؟ هل سيدرك الرئيس المصري حسني مبارك أن المطالب الحقيقية للناس هي أن يقوم بنقل سريع للسلطة؟ لا أدري ما إذا كان لدى أحد إجابة واضحة على هذه الأسئلة"

من جهة أخرى قال مسؤول عسكري للشبكة إن الاتصالات الأميركية تزايدت مع الحكومة المصرية خلال الساعات الماضية، وأعرب عن أمله في أن يحافظ الجيش على حياده في الفترة المقبلة، ولكنه أبدى قلقه من أن تكون المواجهات الجارية في ميدان التحرير بوسط القاهرة بين متظاهرين موالين للنظام وآخرين معارضين "خيارا جديدا" اتخذه الأخير.
وأعرب المسئول عن أمله بأن يقوم الجيش بالضغط على مبارك لدفعه لمغادرة السلطة، وأضاف إنه مع مرور الوقت سيتضح الموقف الحقيقي للجيش بشكل أفضل.

المشهد الميداني
وشهدت القاهرة يوم الخميس مواجهات تحولت أحيانًا الى اشتباكات دامية بعد ان تبادل محتجون ومؤيدون للنظام الحاكم، مما أسفر عن مقتل ستة واصابة أكثر من 800 ، ويدعو المحتجون في ميدان التحرير الذين وصل عددهم مساء الخميس الى بضعة الاف إلى مظاهرات حاشدة فيما أسموه"جمعة الرحيل".
وهاجم مؤيدون للرئيس المصري يحملون العصي المتظاهرين القابعين في ميدان التحرير لليوم العاشر مطالبين بالتنحي الفوري للرئيس حسني مبارك (82 عاما) الذي يشغل السلطة منذ 30 عاما.
وعلى مرمى حجر من المتحف المصري الذي يحوي كنوز حضارة عمرها 7000 عام في اكبر الدول العربية من حيث تعداد السكان أخذ رجال غاضبون يكرون ويفرون وهم يحملون الحجارة والعصي بينما كانت الدبابات تحاول جاهدة الفصل بين الجانبين.
وبعيدا عن كاميرات وسائل الاعلام العالمية المركزة على ميدان التحرير تدور معركة سياسية شرسة لها أثر واسع النطاق على النفوذ الغربي في الشرق الاوسط وامداداته النفطية.
وتسعى الحكومة الجديدة التي شكلها مبارك تهدئة تلك الاحتجاجات التي تواصلت رغم تعهد الرئيس المصري يوم الثلاثاء الماضي بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة في سبتمبر، ويواصل مبارك تصوير نفسه على انه حصن ضد الفوضى او مجيء اسلاميين متشددين الى السلطة.

مواقف المعارضة
وتريد المعارضة اجراء انتخابات حرة لمكافحة الفساد والقمع السياسي وترى أنهما أصل المشاكل الاقتصادية المتنامية الموجودة في العالم العربي.
وقال محمد الصمدي وهو طبيب كان يعالج الجرحى في نقطة اسعاف متنقلة "حين جئنا الى هنا فتشنا (الجيش) بحثا عن اسلحة ثم سمح بدخول بلطجية مسلحين هاجمونا. نرفض الرحيل لن نترك مبارك يبقى ثمانية اشهر."
ويرى محللون ان الجيش يسعى للحفاظ على موقعه في وسط المجتمع المصري وأنه يرتب لاطاحة ناعمة بمبارك القائد السابق للقوات الجوية. ووصف الجيش يوم الاثنين مطالب المتظاهرين بأنها مشروعة وتعهد بألا يفتح النار عليهم مما دعم موقف المعارضة.
ويرى مراقبون أن فرص حل الأزمة سلميًا انحسرت عندما هاجم موالون لمبارك مسلحون بالقنابل الحارقة والعصي المحتجين في ميدان التحرير وكانوا يمتطون الجمال والخيول.
وقال متحدث باسم حركة كفاية المعارضة في تصريح لقناة الجزيرة القطرية إن ما حدث يوم الاربعاء جعل المحتجين أكثر تصميما على الاطاحة بمبارك ونظامه كله، وأضاف أنه لن تكون هناك مفاوضات مع أي شخص في نظام مبارك بعد ما حدث ومازال يحدث في ميدان التحرير.
لكن الدعوة لنظام جديد في مصر لا تحظى بتأييد كامل، فكثير من المصريين البالغ عددهم 80 مليون شخص سيتضررون من التغيير اما لانهم رجال أعمال يحققون مكاسب كبيرة في الوضع الاقتصادي الحالي أو عاملون في أجهزة الدولة وقواتها الامنية. كما يتزايد عدد من ينفد صبرهم من التوتر بعد عشرة أيام من الاحتجاج.
وقال وزير الصحة المصري أحمد سامح فريد للتلفزيون الحكومي ان ستة أشخاص قتلوا وأصيب 836 في الاشتباكات التي بدأت يوم الاربعاء. وذكر أن أغلب الاصابات وقعت نتيجة القاء الحجارة وهجمات بقضبان معدنية وهراوات.
ويقدر عدد القتلى حتى الان بنحو 150 شخصا وهناك احتجاجات في أنحاء البلاد. وقالت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ان ما يصل إلى 300 شخص ربما يكونون قد قتلوا.

وعلى الرغم من تناقص عدد المحتجين مقارنة بالايام السابقة ظل مستوى الغضب الشعبي غير مسبوق في الدولة البوليسية. وعلى الرغم من اعمال العنف التي حدثت ليلة الخميس مازال ميدان التحرير محور المظاهرات المطالبة بانهاء حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما تحت سيطرة المحتجين المناهضين للنظام.
وارتفعت أسعار النفط خوفا من انتقال التوتر الى دول أخرى في المنطقة من بينها السعودية أو التدخل في سير امدادات النفط من البحر الاحمر الى البحر المتوسط عبر قناة السويس




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :