بقلم: أماني موسى
مع إشراقة صباح مبهج وسعيد جديد في بلاد البهاليل على حدود استهلول الجنوبية استيقظ الأستاذ "بهلول المسئول" من نومه وثباته العميق، وكالعادة بدأ يومه بممارسة رياضة المشي بجانب سور فيلته المتواضعة لمدة نص ساعة –طبعاً مينفعش اكتر من نص لأنه مشغول ومسئول، وكلكم عارفين حجم مشغوليات المسئولين- وبعدما ما انتهى من ممارسة الرياضة الصباحية قام بالتهام فطوره المتواضع المكون من كل المواد الغذائية الصحية واللي طبعاً من الكيماويات والمواد المسرطنة خالية مية في المية.
دي صحة المسئولين يا جماعة مش هفية، ولازم الصحة تكون عال العال عشان المخ يجيب أفكار تخدم الشعب الغلبان وتخليه فرحان وأخر تمام، بس طبعًا وهو فايق ومركز مش في حالة توهان من كتر الإدمان.
وكان "بهلول المسئول" بيحب شعبه حب جنون ويحب دايمًا يسمع شكواهم ومتاعبهم (بالطبع أكيد عشان يحلها لهم) فبعد ما يخلص فطور كان يقرا كل الجرايد (الصفرا والحمرا) وطبعًا دة كان بيخليه يضحي كل شهر بجزء كبير من مرتبه -الكبير برضه- عشان يشوف شكوى حبايبه.
لكنه يا ولداه كان كل الأخبار اللي بيشوفها ويقراها مأساة من أزمات سكن وعمل وجواز والطوابير الكتيرة واللي بيها أصبحت مصر شهيرة من عيش لأنابيب حتى الغاز، دة غير البطالة والإدمان والجريمة وغيره وغيره من مآسي بكل الأحجام كبيرة وصغيرة.
فكان يستغرب من الأخبار دي وبسرعة يسأل طاقمه الخاص "عبده نفاق" و "مرسي إخفاق" أنتوا إيه رأيكوا في الكلام المنشور دة؟ وفين الأزمات اللي بيتكلموا عنها؟ ما الشوارع فاضية أهي ومفيش في المرور أزمة... واللحمة موجودة بوفرة وهي من أكل العامة.... وفين البطالة اللي بيتكلموا عنها والوظايف كلها مشغولة ومفيش شباب صايع على القهوة... والطوابير دي نظام مش أكتر لكنهم شعب جهلة... والجرايم والعنف دة أمر طبيعي في كل دولة... ووجودها عندنا بزيادة شوية مش معناه أنها أزمة يكتبوا عنها في كل حادثة ومناسبة.... ولا أنتوا إيه رأيكم يا "نفاق" و "إخفاق"؟؟؟
وبسرعة أجابوه وعلى بر رسوه ومن حيرته خلصوه (أصل الحكاية بسيطة مش محتاجة غير كلمتين نفاق عشان يداروا الإخفاق) وقالوا له: طبعًا دة كلام الحاقدين اللي يغيروا من إنجازاتك العظيمة الفخيمة (اللي مالهاش قيمة)، وبعدين دي مش أخطائك دي أخطاء أصدقائك المسئولين، أصحاب التكيات الآخرين وهما اللي مبعزقين فلوسهم شمال ويمين ومش بيصلحوا حاجة للشعب المسكين... عرفت بقى الغلط فين؟
أما أنت متفاني ومخلص وأمين وياريت يكونوا زيك كل المسئولين....
وانتهت جلسة "نفاق" و"إخفاق" بعد ما هدوا الأستاذ "بهلول المسئول" من نوبة البكاء والحزن اللي بتجيله كل ما يقرا جرنان، لكن المرة دي نوبة البكاء كانت أطول واضطروا يستدعوا الدكتور اللي كشف على قلب بهلول ولاقاه ضعف جداً (بس طبعًا مش أكل الفول) وقال له: يا بهلول بيه قلبك ضاق ومش مستحمل كم الأحزان اللي اتراكمت عليه من قراية الجرايد واللي فيها من مصايب وقدامك حلين يأما تحل مشاكل الشعب وترتاح ويرتاحوا يأما تسافر لبلاد برة نعمل لك عملية توسيع قلب عشان يقدر يشيل ما يستجد من كوارث.
فصمت بهلول للحظة وقال في آسى هضحي عشان الشعب وهسافر أعمل عملية في القلب (وأهو بالمرة أعمل شوبينج). |