ينضم طه البالغ من العمر 24 عاماً ومعه العديد إلى حركة حركة شبابية غير مسيسة اساسا تهدف لإسقاط الرئيس مبارك.
عمرو طه شاب مصري لا ينحدر من عائلة مسيسة ولا ينتمي الى حزب سياسي. وحتى 25 كانون الثاني/يناير لم يشارك ذات يوم في تظاهرة. ولكن طالب طب الاسنان البالغ من العمر 24 ومعه ملايين من الشباب غير المسيسين سابقا مثله، يقفون منذ تسعة ايام في صدارة حركة شبابية التنظيم اساسا عقدت العزم على اسقاط الرئيس مبارك.
ولد طه ونشأ في القاهرة لكنه درس الثانوية في ولاية فرجينيا الاميركية. ويقول موقع تايم الالكتروني انه واحد من نحو 250 متطوعا شابا يساعدون المنظمين الـ 25 الرئيسيين للاحتجاجات اليومية في ميدان التحرير. ويتولى طه قسم المفقودات.
ولكن هذا هو الواجب المكلف به في حين القت الانتفاضة مهمة أخرى على عاتقه. فهو يمضي كل يوم في الميدان وبات الليالي الأخيرة في ميدان التحرير متحديا حظر التجول، لينام في خيمة أو على ارض مسجد قرب الميدان. انه واحد من آلاف في حركة شبابية تعتز بكونها بلا رأس يمكن ان تنسق مع جماعات معارضة أخرى مثل الاخوان المسلمين أو حركة "كفاية" العلمانية لكنها لن تمتثل لها.
يقول طه "ان غالبيتنا لا ينتمون الى اي جماعة وان كل واحد منا تعرض الى شكل من اشكال الظلم أو وحشية الشرطة أو انعدام حرية التعبير". لا ينتمي طه الى الطبقات المسحوقة ولكنه يقول انه يحتج على نظام إذا لم تكن لديك واسطات فيه "تبقى فقيرا لا حول لك ولا قوة".
يخوض طه الذي لايختلف في مظهره عن اي شاب في العشرين صراع ارادات سياسي. وبدأ وعيه السياسي بعدما انضم الى جماعة فايسبوك تطلق على نفسها اسم "كلنا خالد سعيد"، فتحت صفحتها احياء لذكرى الشاب الذي قُتل على ايدي الشرطة، كما يُفترض. وأصبحت الصفحة بؤرة تعبئة لمصريين شباب محبطين يبحثون عن متنفس يصبون عبره جام غضبهم على ثلاثين عاما من حكم الرئيس حسني مبارك وبطشه بالمعارضة، بحسب تقرير تايم.
وسرعان ما بدأت الجماعة تتعاون مع جماعات أخرى مناوئة للحكومة على الانترنت ليتكلل هذا التعاون بدعوات الى تنظيم "يوم غضب" في 25 كانون الثاني/يناير. ويقول طه ان "الحكومة ظنت اننا مجرد اولاد لا نستطيع تنظيم شيء" معترفا بأنه هو ايضا كانت لديه شكوكه في نجاح التحرك.
إثر نجاح يوم الغضب والتظاهرات الجماهيرية التي خرجت في 25 كانون الثاني/يناير دعا شباب تويتر وفايسبوك الى يوم غضب مماثل بعد صلاة الجمعة. ولكن الحكومة عزلت هذه المرة 80 مليونا من مواطنيها عن العالم بتعطيل شبكات الهاتف الجوال والانترنت في محاولة لشل القدرة التعبوية للمواقع الاجتماعية ومنع العالم من رؤية ما يجري على الأرض.
خرج طه لحضور صلاة الجمعة في جامع رمسيس قبل المشاركة في التظاهرات. ولكنه لم يتمكن من المشاركة. فقد اعتقلته الشرطة مع العديد من اصدقائه خارج المسجد وبات ليلته في القسم مع مئات آخرين. واثار اعتقاله غضب والديه اللذين قالا له بعد الافراج عنه "عد الى الاحتجاجات يوم السبت". ويقول طه "اننا لم نعد نخاف" مضيفا ان والدته انضمت اليه في التظاهرة.
يعبر طه عن موقف هؤلاء بالقول "انا هنا اليوم وآمل ان يرحل اليوم. بالأمس كنتُ آمل ان يرحل يوم أمس. وغدا سأكون هنا آملا ان يرحل حينذاك. فنحن لا يمكن ان نعيش في ظل هذا النظام بعد اليوم. انه اهانة لذكائنا".