بالصور.. تعرف على دور وتوجهات وزراء الخارجية الأمريكية تجاه مصر.. من "دالاس" إلى "تيرلسون"
نعيم يوسف
الجمعة ٢٧ يناير ٢٠١٧
"رايس" تبنت نظرية الفوضى الخلاقة.. و"هيلاري" نفذتها.. و"كيسنجر" هندس عملية السلام
كتب - نعيم يوسف
وصف الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات، الولايات المتحدة بأنها تملك 99% من أوراق اللعبة السياسية في العالم، وربما كان الرجل محقًا وقتها حيث يُرجع البعض ما يحدث في دول الشرق الأوسط -ومن بينها مصر- إلى السياسات الأمريكية، ولعل منصب وزير الخارجية له دور هام في رسم وتنفيذ هذه السياسات، ونعرض في التقرير التالي أبرز وزراء الخارجية الأمريكيين وتوجهاتهم ناحية مصر.
جون دالاس
عام 1956 شارك "جون فوستر دالاس"، وزير خارجية إدارة الرئيس الأمريكي "أيزنهاور" في لندن مع نظيريه الفرنسي والبريطاني، للتباحث في تبعات قرار الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، ورغم رفض "أيزنهاور" للقرار المصري إلا أنه أرسل "ميرفي" مساعد وزير الخارجية إلى لندن، بخمسة تعليمات أهمها "عليك أن تبلغ "إيدن" -رئيس وزراء بريطانيا آنذاك- أنني لا أرى داعياً لكل هذه الهستيريا التي تبدو في التصرفات البريطانية"، وأيضا: عليك أن تحذر الفرنسيين من محاولة الخلط بين استيلاء "ناصر"على القناة وبين الصراع العربي الإسرائيلي.
ورغم الدور الأمريكي في الضغط لوقف العدوان الثلاثي إلا أن "دالاس" عارض سياسة عدم الانحياز -التي كان ينتمي لها ناصر- و سحب تمويل مشروع السد العالي في مصر.
هنري كيسنجر
عندما اندلعت حرب أكتوبر عام 1973، بقرار من الرئيس محمد أنور السادات، كان "هنري كيسنجر"، قد تولى حقيبة وزارة الخارجية الأمريكية بقرار من الرئيس ريتشارد نيكسون منذ شهر واحد فقط، ويقول في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام عن التلفزيون الإسرائيلي: "كان القرار الذي اتخذناه في الساعات الأولى للحرب، هو عدم السماح بهزيمة إسرائيل وعمل كل ما يلزم لتجنب ذلك، كنا مصممين أيضا على أن تكون هناك مبادرة سلام في أعقاب الحرب، شريطة ألا تأتي تلك المبادرة بعد هزيمة إسرائيلية ، لهذا عندما طلب تل أبيب وقف إطلاق النار رأيت أن هذه فكرة غير حكيمة، لكن بعدها اقترحنا على طرف ثالث أن يقترح هو وقف النار بدلاً من إسرائيل ، عرضنا على بريطانيا هذا الدور ورفضت ، و وافقت استراليا لكن السادات رفض"
نفذ "كيسنجر" بالفعل تصريحاته عندما عينه الرئيس جيرالد فورد وزيرا للخارجية للمرة الثاني في الفترة من 1974، حتى 1977، حيث لعب دورا بارزا في هندسة اتفاقية كامب ديفيد، بين مصر وإسرائيل، بعد جولات مكوكية كثيرة بين بلاده والقاهرة وتل أبيب.
مادلين أولبرايت
تُعتبر "مادلين أولبرايت"، أول سيدة تتولى منصب وزير الخارجية بالولايات المتحدة، وذلك عام 1997، ورغم الهدوء النسبي الذي ساد فترة رئاسة "بيل كلينتون" -وقتها- إلا أن "أولبرايت" ظهرت بعد ثورة 30 يونيو حيث طلبت لقاء الرئيس المصري -مع كيسنجر- عبدالفتاح السيسي لاستطلاع رأيه بشأن القضايا، كما حضرت عقب انتخاب البرلمان المصري في زيارة إلى القاهرة على رأس وفد لبحث علاقات بلادها مع القاهرة.
وعقب لقاءها مع السيسي صرحت بأنه يتفهم المشاكل والتحديات التى تواجه بلاده ويسعى لتقديم الحلول، مشددة على أنه يتفهم جيدا المشاكل ويسعى لتقديم الحلول، موضحة أن مصر مفتاح لبعض الحلول، ويجب تشغيل الشباب ودفع التعليم لكى تعود مصر لدورها الريادى إقليمياً وعربياً.
كولن باول
تولى "كولن باول" وزارة الخارجية الأمريكية من 20 يناير 2001 حتى 26 يناير 2005 في الفترة الرئاسية الأولى من عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وهي التي شهدت غزو العراق، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، وتطورها، وقد كان له العديد من اللقاءات مع الرئيس المصري آنذاك محمد حسني مبارك لبحث قضايا المنطقة.
كوندوليزا رايس
كوندوليزا رايس التي تولت المنصب في الفترة من 26 يناير 2005 إلى 20 يناير 2009، تبنت مفهوم "الفوضى الخلاقة"، وأوضحت لصحيفة "واشنطن بوست" عام 2005 أنّ الولايات المتحدة ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلّاقة في الشرق الأوسط، في سبيل إشاعة الديمقراطية، موضحة "الفوضى الخلاقة" نظرية ترى أن وصول المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى متمثلة بالعنف والرعب والدم، يخلق إمكانية إعادة بنائه بهوية جديدة، وهو ما يرى الكثيرون بأنه تحقق في "الربيع العربي".
عندما استمع الجيش المصري إلى مطالبات الجماهير بعزل محمد مرسي، لم يعجب هذا التصرف "رايس" وقالت في تصريحات صحفية وقتها: إنه أمر غير مشروع وأمر محبط، مضيفة: سواء وصفته بالانقلاب أم لا، فإن تدخل الجيش يوم أسود لمصر.
هيلاري كيلنتون
"الحيزبونة".. هكذا يصف المصريون هيلاري كلينتون التي تولت وزارة الخارجية في الفترة منذ عام 2009 وحتى عام 2013، فإذا كانت "رايس" تبنت نظرية الفوضى الخلاقة، فإن الكثيرون ينسبون لـ"كلينتون" وإدارة الرئيس باراك أوباما، تنفيذها على أرض الواقع.
جون كيري
عقب فترة "كلينتون" تولى جون كيري، وزارة الخارجية، وقد حاول أن يخفف من حدة التوتر بين واشنطن والقاهرة، وقد شدد في وقت سابق على الدور الهام الذي تضطلع به مصر في دعم جهود التسوية السياسية للازمة السورية، وما تتمتع به مصر من مواقف متوازنة من شأنها أن تعزز من الجهود المبذولة لدعم الحل السياسي للازمه السورية، والإسهام الايجابي في قدرة اجتماع لوزان على تحقيق أهدافه.
ريكس تيرلسون
يتوقع الكثيرون خلال الفترة المقبلة تعاونا كبيرا بين مصر في عهد السيسي، وإدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة، والذي عين "ريكس تيرلسون" وزيرا للخارجية، حيث أكد الأخير في تصريحات أمام الكونجرس الأمريكي أهمية القضاء على جماعة الإخوان، وقال، إن القضاء على تنظيمى داعش والقاعدة الإرهابيين يفسح المجال أمام بلاده لمحاربة الجماعات المتطرفة الأخرى، مثل جماعة الإخوان وبعض العناصر داخل إيران.