مصر: انباء عن مقترح امريكي لمجلس انتقالي يتولى السلطة
يشهد ميدان التحرير وسط القاهرة تجمعا لحشود ضخمة من عشرات الآلاف من المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، حيث امضى آلاف منهم ليلتهم استعدادا لما بات يعرف بـ "جمعة الرحيل"، اي رحيل مبارك من السلطة.
ويقول مراسل بي بي سي انه عقب المواجهات الدموية التي شهدها ميدان التحرير والمنطقة المحيطة به، كثف الجيش من تواجده، وعزز القوة المنتشرة في انحاء مختلفة من الميدان.
وقال مراسلنا خالد عز العرب ان وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي قام بزيارة تفقدية قصيرة لميدان التحرير، وان المتظاهرين قابلوه بالترحيب بالجيش، ولكن بالاصرار على مطلبهم برحيل مبارك.
ويواجه الرئيس مبارك ضغوطا داخلية متزايدة مصدرها المظاهرات الضخمة المستمرة في القاهرة ومدن مصرية اخرى منذ نحو اسبوع، وخارجية مصدرها واشنطن وعواصم غربية اخرى، الا انه يصر على ان رحيله الآن سيعني الفوضى، وان جماعة الاخوان المسلمين ستستولي على السلطة في البلاد.
مجلس دستوري
وفي تطور لافت قال البيت الابيض انه يجري حاليا مناقشات مع شخصيات مصرية بارزة لضمان انتقال سلمي فوري ومنظم للسلطة.
وتشير التقارير الى ان احد الخيارات المطروحة الاستقالة الفورية لمبارك وتسليم السلطة الى مجلس دستوري من ثلاثة اشخاص.
ولم ينف المسؤولون الامريكيون هذا الخيار، لكنهم اكدوا على وجود خيارات اخرى قيد الدرس، وان كافة القرارات لا بد ان تصدر من الشعب المصري.
وقد تحدث نائب الرئيس الامريكي جو بايدن مع نظيره المصري عمر سليمان، ودعاه الى انجاز انتقال فوري الى حكومة ديمقراطية تحقق طموحات ورغبات المصريين.
من جانب آخر أعلن سليمان انه لن يصدر اوامر في اي وقت من الاوقات للجيش باستخدام العنف ضد المتظاهرين في ميدان التحرير.
كما ينتظر ان تشهد عدة محافظات مصرية مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة، وعلى الاخص الإسكندرية والسويس.
تصريحات سليمان جاءت في لقاء مع الصحفية كريستيانا امانبور، بثته شبكة إيه بي سي الأمريكية، التي اكد فيها أنه من المستحيل ان يلجأ الجيش للقوة لإجلاء المتظاهرين، قائلا "سنطلب منهم مغادرة الميدان ولكن لن ندفعهم إلى ذلك ، من المستحيل أن نقوم بذلك".
وأوضح أن السلطات ستطلب أيضا من أهالي الشباب المتظاهرين ان يحثوهم على مغادرة الميدان، وأكد سليمان أن القيادة المصرية بحثت مطالب المتظاهرين وقررت التجاوب معها إيجابيا.
كما أعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الأمريكية الأميرال مايك مولن الخميس ان قادة الجيش المصري أكدوا له مجددا أنهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين.
أسلاك شائكة
وقد أفاد مراسل بي بي سي فى القاهرة بأن قوات الجيش أقامت أسلاكا شائكة عند مداخل ميدان التحرير خاصة من جهة ميدان عبد المنعم رياض المجاور في إطار الاستعدادات للفصل بين معارضي الرئيس مبارك ومعارضيه.
ويأمل آلاف المتظاهرين المتعصمين في انضمام عشرات آلاف آخرين لهم في يوم تظاهر جديد بعد أكثر من عشرة أيام من الاحتجاجات وأعمال العنف التي راح ضحيتها نحو 300 قتيل.
وقال مراسلنا مصطفى المنشاوي إن الجيش أقام حواجز لتفتيش من يريد دخول الميدان. وأوضح أن ضباط الجيش طمأنوا المتظاهرين بأن هذه الإجراءات تهدف لحمايتهم وأنهم لو أرادوا السماح لمؤيدي الرئيس مبارك بمهاجمتهم لقاموا بذلك منذ عدة أيام.
وأقيمت الأسلاك الشائكة أمام بعض المتاريس الموضوعة عند مداخل الميدان استعدادا لمواجهات جديدة متوقعة، وقال مراسلنا إن حالة من التوتر تسيطر لى المتظاهرين المعارضين بينما دفع الجيش بالمزيد من التعزيزات.
ميدان التحرير
تصريحات مبارك
وكان الرئيس مبارك قد أعلن إنه مستاء جدا مما جرى في ميدان التحرير، واوضح في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الامريكية "لقد فاض بي الكيل بعد 62 عاما في الخدمة العامة واريد الرحيل".
واستدرك لكن "لا يمكنني ذلك خوفا من غرق البلاد في الفوضى" بحسب ما نقلت عنه الصحفية كريستيانا أمانبور.
وردا على سؤال حول الدعوات الأمريكية الى انتقال سريع للسلطة قال مبارك انه صرح لنظيره الأمريكي باراك اوباما "انكم لا تدركون الثقافة المصرية ولا ما سيحدث ان استقلت".
واكد مبارك مجددا على انه لايعتزم الترشح للرئاسة مرة اخرى او ان يخلفه نجله جمال.
المعارضة
وبينما قدم رئيس الحكومة المصرية أحمد شفيق اعتذارا عن أحداث العنف التي شهدها ميدان التحرير، اعلن حزب الوفد الليبرالي المعارض انه علق الحوار مع الحكومة.
وأوضح شفيق، في تصريحات ل بي بي سي العربية، قائلا: "لا أعتذر لأنني مخطئ ولكنني أعتذر عن الاحتكاكات التي وقعت".
من جهته طالب السيد البدوي رئيس حزب الوفد بإضافة مادة إلى الدستور تتيح لرئيس الجمهورية أن يدعو لانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد.
وقال في مقابلة مع بي بي سي إن ما طرحه الرئيس مبارك هو بداية الحوار وإن المعارضة سيكون لها رأي في الحوار مشددا على تعديل المواد 77و78و88 من الدستور المصري والخاصة بالترشح لرئاسة الجمهورية والإشراف القضائي الكامل على الانتخابات.
وأكد البدوي أن" قطار التغيير قد انطلق ولا يمكن إيقافه" وحذر من أنه في حالة عدم تعديل الدستور ستخضع البلاد للحكم العسكري لسنوات أخرى طويلة.
واكد البدوي ضرورة بقاء الرئيس مبارك في منصبه إلى نهاية فترته الرئاسية لإجراء التعديلات الدستورية المطلوبة، وقال إن البرلمان سيبحث تعديلات دستورية بعد حوار مع المعارضة بما يحقق مطالب الشباب مضيفا" لن نسرق انتفاضة شباب مصر".
كما أن جماعة الاخوان المسلمين والناشط السياسي محمد البرادعي رفضا دعوة الحوار، مؤكدين على رحيل الرئيس مبارك اولا قبل اي حوار.
وقال البرادعي، في تصريحات الخميس: "لقد رفضنا الاجتماع. اي مفاوضات ستكون مشروطة بتنحي حسني مبارك، ومشروطة بالوضع الامني في ميدان التحرير".
وقال محمد البلتاجي، عضو البرلمان السابق عن الاخوان المسلمين: "نرفض اي نتيجة يمكن يخرج بها هذا الاجتماع"، بين الحكومة وجهات معارضة، وان الجماعة تؤيد الشروط التي اعلن عنها البرادعي.
وقال المتحدث باسم الجماعة محمد المرسي في مقابلة مع بي بي سي إن الحوار يجب أن يكون على أسس واضحة.
وأصدر الإخوان بيانا قالوا فيه إن على الرئيس مبارك وحكومته التنحي تجنبا لمزيد من المصادمات مع المحتجين المطالبين برحيله وحكومته.
وقال البيان، "نطالب باسقاط هذا النظام، ونطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الجهات".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :