قنبلة السكان أخطر من قنبلة الطلاق
مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر
الاربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٧
كنت أتمنى أن يوجه الرئيس «السيسى» سؤالاً لرئيس الهيئة العامة للتعبئة والإحصاء النشط اللواء أبوبكر الجندى عن آخر ما سجلته الساعة السكانية وعن معدلات الإنجاب الأرنبية الرهيبة التى تلتهم أى تنمية فى مصر، كنت أتمنى أن يولى الرئيس نفس الاهتمام الذى أولاه لمشكلة الطلاق وارتفاع معدلاته ومحاولة البحث عن حل قانونى مثل الإلزام بالطلاق أمام المأذون أو أمام القاضى، كان لا بد أيضاً من البحث عن حل قانونى لهذه الكارثة التى تجعل أسراً مصرية ومعظمها يعانى من الفقر المدقع تنجب عشرة أطفال وأكثر!!، إنه جنون أن تنحصر كل حلولنا التى أقرأها فى تقارير المجلس القومى للسكان وغيره من المؤسسات المعنية فى مجرد حبوب منع الحمل، بالطبع وسائل تنظيم الأسرة فى منتهى الأهمية لمواجهة المشكلة، لكن أين القرارات والقوانين الأخرى؟!، لماذا لا نفعل مثل دول أخرى امتنعت عن تقديم الخدمات المجانية لمن ينجب أكثر من اثنين أو ثلاثة مثلاً، لن أقول طفلاً واحداً مثل الصين التى لا تمنع فقط بل تعاقب، وبالطبع لن يحدث هذا فى مصر، لكن على الأقل من ينجب عشرة ويتسول لقمة عيشه ويشكو من الفاقة ويحمل بطاقة تموين بهذا الرقم ويريد إنجاب المزيد، هل هذا من العقل؟، هل هذا مجتمع سيكتب له التقدم يوماً ما وهو يرتعش أمام الداعية الذى يصرخ من على المنبر «تناسلوا تكاثروا لكى نتباهى أمام العالم يوم القيامة»؟، مجتمع يترك الحبل على الغارب لإنجاب العشرة والخمستاشر، وللأسف هذه المعدلات الأرنبية فى الإنجاب أغلبها فى أوساط الفقراء والعشوائيات، يعنى النتيجة مزيد من الفقر ومزيد من العشوائية وتضخم سرطانى للجهل والفقر والمرض وجحافل أكثر من أطفال الشوارع يقتاتون من صفائح القمامة، والرد الجاهز على الدوام هو «كله بييجى برزقه وماحدش بيموت من الجوع»، وبالطبع هناك خطط استراتيجية لا بد منها مثل الخروج من الرقعة الزراعية الضيقة فى الدلتا وإنشاء المزيد من المصانع وتحويل الفم الذى يلتهم إلى يد تعمل وتبنى، لكن المهم وقتياً والآن التحكم فى هذه القنبلة السكانية المرعبة التى التهمت الأرض الزراعية فى الدلتا وحولتها إلى غابات خرسانية لاستيعاب هذا الطوفان البشرى وخلقت أخلاق الزحام المرعبة، قرار التحكم فى عداد هذه القنبلة السكانية أهم ألف مرة من تعويم الجنيه، إذا كان مبدأ عدم تأجيل المشاكل أو ترحيلها للأجيال التالية مبدأ لما بعد 30 يونيو، فلتكن هذه المشكلة على رأس أولوياتنا، وبلاش شعار «احيينى النهارده وموتنى بكرة»، والخوف من فزاعات مثل «الناس حتقول ده تدخل فى قدر ربنا أو الأزهر مش حيوافق» إلى آخر هذا الكلام، ببساطة ألف كوبرى وألف طريق وألف مدرسة لن يحلوا المشكلة، فأمام كل تختة مدرسة يولد ألف يريدون الجلوس عليها، وأمام كل فدان فى الصحراء يولد مليون فم يريدون التهام محصوله!!، الإيقاع مختل ومعادلة التنمية بايظة وفاشلة، وستظل كذلك طالما لا نحس أننا نجلس على قنبلة نووية اسمها القنبلة السكانية.
نقلا عن الوطن