الأقباط متحدون - بالفيديو والصور.. القصة الكاملة لعيد الشرطة.. يوم الصمود الوطني
  • ٢٣:٠٣
  • الثلاثاء , ٢٤ يناير ٢٠١٧
English version

بالفيديو والصور.. القصة الكاملة لعيد الشرطة.. يوم الصمود الوطني

٠١: ٠٦ م +03:00 EEST

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٧

الشرطة المصرية
الشرطة المصرية

ضباط مصريون واجهوا المحتل البريطاني.. ورفضوا الاستسلام حتى أخر طلقة

كتب - نعيم يوسف

وصل التوتر بين مصر وبريطانيا مطلع عام 1952، إلى أفق مسدود، بسبب الأعمال التي كان يشنها الفدائيون المصريون ضد معسكرات البريطانيون الذين كانوا يحتلون مصر في هذه الفترة، بالإضافة إلى امتناع المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة ثمانون ألف جندي وضابط بريطاني، وعندما علنت الحكومة عن فتح باب التسجيل للعمال الراغبين في ترك العمل بمعسكرات الإنجليز، سجل نحو 92 ألف شخص رغبتهم في ترك العمل.

بداية الواقعة
قررت الحكومة البريطانية المحتلة الرد على الاعمال الفدائية، بعمل استفزازي أخر، ووجهت لقسم شرطة الإسماعيلية مسؤولية اختفاء الفدائيين وحمايتهم، واستدعى "البريجادير أكسهام"، القائد البريطاني لمنطقة القناة صبيحة يوم الجمعة 25 يناير، ضابط الاتصال المصري، وطلب منه تسليم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها. والانسحاب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فى منطقة القنال.

بسالة في مواجهة المحتل
رفضت قوات الشرطة المصرية طلب الاحتلال البريطاني، وأرسلت إلى وزير الداخلية فؤاد سراج الدين -آنذاك- فأيد موقف ضباطه وجنوده، وطلب منهم الدفاع وعدم الاستسلام، فقامت القوات البريطانية بمحاصرة القسم بالدبابات والعربات المصفحة، ووجهوا مدافعهم إلى رجال البوليس المدافعين عن المبنى وأطلقوا نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة.

بنادق تواجه مدافع ودبابات
قوات الشرطة المصرية لم تكن مسلحة بشيء سوى البنادق العادية، وعددهم لا يزيد عن 800 في الثكنات و80 في المحافظة، بينما حاصرهم سبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، حيث استخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة.

معركة حتى النهاية
استمرت المعركة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 50 شهيدًا و ثمانون جريحا وهم جميع أفراد حنود وضباط قوة الشرطة التى كانت تتمركز فى مبنى القسم ، وأصيب نحو سبعون آخرون، وقام البريطانيون بأسر من تبقى، وأمروا بتدمير بعض القرى حول مركز الإسماعيلية.

غضب مصري واسع
انتشرت أخبار الموقعة في صباح اليوم التالي، فغضب المصريون وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم ، وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة، وتسببت هذه الأجواء الغاضبة في قيام حريق القاهرة ، وفي تدهور شعبية الملك فاروق لأبعد مستوى، مما مهد لقيام الظباط بحركة 23 يوليو بقيادة اللواء محمد نجيب في نفس العام.

عيد وثورة
وفي فبراير عام 2009 قرر الرئيس المصري محمد حسني مبارك -آنذاك- اعتبار هذا اليوم إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام المصري تقديرًا لجهود رجال الشرطة المصرية في حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن واعترافًا بتضحياتهم في سبيل ذلك وتم الإقرار به في فبراير 2009، وبعدها بعامين اختاره المعارضة المصرية ليكون شرارة البدء في مظاهرات ثورة 25 يناير، والتي أطاحت بنظام مبارك.