الأقباط متحدون - محمد الباز يكتب.. فتنة زواج الرسول من العذراء مريم فى الجنة
  • ١٢:٣٣
  • الثلاثاء , ٢٤ يناير ٢٠١٧
English version

محمد الباز يكتب.. فتنة زواج الرسول من العذراء مريم فى الجنة

مقالات مختارة | محمد الباز

٣٤: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٧

محمد الباز
محمد الباز

توقَّعت أن يتراجع الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف، عما قاله فى برنامجه «المسلمون يتساءلون» بشأن زواج الرسول، صلى الله عليه وسلم، من السيدة مريم العذراء فى الجنة.

انتظرت أن يتأمل ما بين يديه من كتب تراث متهافتة، فيراجعها وينتقدها، وينقِّيها مما لحق بها من هلاوسات مرضى.
آملت أن يُنزه النبى عما لم يقله بلسانه، لكنه لم يفعل، أخذته العزة بالإثم، فظل على غيه.

فى التقرير الذى نشرته الزميلة أميرة العنانى بـ«موقع الدستور»، سألت سالم عما قاله، فرد بإصرار أن الله سبحانه وتعالى كرّم السيدة مريم على العالمين، والإسلام كرمها كما لم يكرم امرأة من قبل، ومن تكريم الله لها أنها ستكون زوجة للنبى محمد خير العالمين فى الجنة، وذلك لا يتنافى مع قدسيتها فى الجنة.

كان لابد للشيخ سالم أن يستند إلى حجة، يلجأ إلى مبرر، فقال: نحن لا نغير القرآن كى نُرضى أحدًا، والأقباط منقسمون، بعضهم يرى أن السيدة مريم ستتزوج من سيدنا يوسف، ونحن نتحدث عن تكريم السيدة مريم فى القرآن الكريم وزواجها من أعظم خلق الله نبينا محمد.

حاول الشيخ سالم أن يدافع عن نفسه، فأوقع نفسه فى مغالطتين.

الأولى: قوله نحن لا نُغير القرآن كى نُرضى أحدًا، ولا أحد يقبل بتغيير القرآن، بشرط أن يكون ما يقوله من القرآن، ومبلغ علمى أن ما قاله عبارة عن تفسير لآية من سورة التحريم بإبدال النبى بزوجاته ثيبات وأبكارًا، وبعض أحاديث مشكوك فى صحتها، فهل جعل سالم كلام مفسرين ورواة مقدسًا قداسة
القرآن نفسه ولا يقبل تغييره؟
لماذا لم يفكر سالم عبدالجليل - والمفروض أنه باحث - ويفسر الآية على أن الله سيبدل زوجات النبى اللاتى أغضبنه بثيبات وأبكارًا فى الدنيا وليس فى الآخرة، وكان بهذا التفسير سيغلق بابًا للفتنة لم نكن فى حاجة له، لكنه يستسلم استسلام العاجز لما ورد فى كتب التراث دون مراجعة ولا تجديد.

المغالطة الثانية: جاءت فى كلامه عن انقسام الأقباط حول زواج السيدة مريم من سيدنا يوسف، ولا أعلم فيما قرأت أو سمعت عن هذا الانقسام، فالخلاف حول زواجها فى الدنيا من يوسف النجار، ثم إن هذا الخلاف نفسه لا يبرر ما ذهب إليه سالم، لأن السيدة مريم فيما أعلم ليست غنيمة حرب، يختلف المسلمون والأقباط عمن سيكون زوجها، ولن تكون عانسًا فى الجنة أيضًا حتى نبحث لها عن زوج.

يحتجُّ سالم وغيره من رجال الأزهر بأن الزواج سيكون تكريمًا للسيدة مريم فى الجنة، والسؤال: ألا يكفيها تكريم الله لها فى الدنيا بأن اصطفاها وطهرها
على نساء العالمين؟
كان يجب أن يكف سالم عن الَّلغو الذى قاله، وينزه عظته عن تُرَّهات السابقين، ويبعد الذهنية الجنسية عن الجنة.. لكن كيف نطلب منه ما لا يجيده، وهو
مجرد ناقل للتراث بكل ما فيه من أباطيل وضلالات؟
نقلا عن الدستور
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع