حنان فكري : مناضلة صحفية ونقابية واكاديمية
سليمان شفيق
الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٧
سليمان شفيق
حنان فكري صحفية وقاصة ، نقابية وشاعرة ، ولكي تكتمل الدائرة اصبحت اكاديمية بعد حصولها على درجة الماجستير عن رسالتها «تقويم المعالجة الصحفية لقضايا الحق فى جودة الحياة» ، كانت المناقشة اقرب الي المبارزة بين لجنة المناقشة وبينها حول الضغوط السياسية من الدولة علي حقوق الانسان وحرية التعبير .
لم تبتعد الدراسة عن حنان المناضلة والصحفية وعضوة مجلس النقابة ، وهكذا شعرت ان هذة الدراسة تعبر عن "البحث المناضل " الذي يطرح هموم صحفية من منطلق المواطن المتلقي وحقة في الحياة الكريمة من خلال منظومة قيم مهنية حيث أثبتت النتائج وجود ضغوط سياسية فى مسألة حقوق الانسان كما أن الخبر هو القالب الأكثر تركيزاً على القضايا محل الدراسة باعتباره الأقل فى التفاصيل والمساحة مما يعنى عدم الاهتمام بتخصيص مساحات كافية لهذه القضايا.
قدمت استمارة تحليل المضمون الإجابة عن أهم تساؤل فى الدراسة وهو هل وُفقت الصحف فى معالجة قضايا الحق فى جودة الحياة؟، وحسمت النتائج الإجابة بالنفى إذ لم تقدم الصحف مستوى موفق لمعالجة قضايا الواقع الاقتصادىوالاجتماعى المترتبة على توفير أو غياب - الحقفى جودة الحياة وعناصره.
.كما أثبتت نتائج الدراسة الارتباط الجوهرى بين تأثير الظروف المحيطة وتناول الصحفى لقضايا الحق فى جودة الحياة، كذلك تأثُرالصحفى بالمناخ السياسى حيث جاء مؤثرا بنسبة 70 % ،والمناخ الادارىفى الصحيفة التى يعمل بها، وطبيعة الملكية التى تتبعها الصحيفة 53.3%، وضغوط سياسات التحرير التى بالضرورة تتبع الملكية، حيث جاءت مؤثرة بنسبة 59.3% من اجمالى العينة، كذلك ثبت التناسب العكسى بين غياب حرية تداول المعلومات وما ينتج عنه من ملاحقات أمنية، وبين جودة المادة التى ينتجها الصحفى. حيث اختار 93 صحفيا- من مجموع 150- بما يوازى نسبة 62% الاجابة بنعم عن سؤال حول تعمد المصادر اخفاء الارقام والحقائق الدالة على الحصول على الحق فى جودة الحياة.
وانتهت الدراسة إلى ضرورة التركيز على ربط مفاهيم حقوق الانسان بالجيل الثانى من الحقوق " الاقتصادية والاجتماعية جنباً لجنب مع الجيل الأول المتعلق بالحقوق السياسية والمدنية" وتوعية القائم بالاتصال بذلك.
وقدمت الدراسة مجموعة من المقترحات من خلال نتائج الدراستين الميدانية والتحليلية ،جاءتكالتالى:
- دمج ابعاد قضية الحق فى جودة الحياة فى كافة الأشكال التحريرية " المقال – التحقيق – الحوار – الخبر – الكاريكاتير.. إلخ " وبهذه الطريقة تتسع رقعة المساحة المخصصة لقضايا الحق فى جودة الحياة .
- تفعيل ميثاق الشرف الصحفى وتعديله بما يعجل بدورة فحص الملفات التأديبية نقابيا كبديل عن الملاحقات القضائية فى قضايا النشر.
- فصل الملكية عن ادارات التحرير فى الصحف
- التواصل مع صناع القرار ونواب البرلمان من اجل التعجيل بمناقشة واصدار قانون تداول المعلومات ،حتى يتسنى للصحفيين الحصول على المعلومات بدون مواجهة صعوبات أو ملاحقات أمنية.
- ضرورة تشجيع المؤسسات الصحفية على رفع القدرات المهنية لصحفييها لوقف انعكاس حالة الاستقطاب السياسى على ما يتم نشره من مواد صحفية وبالتالىالتخلى عن الميول الذاتية،والاقتراب من الموضوعية أثناء التغطيات الصحفية المتعلقة بجودة الحياة بعيداً عن الأهواء أو الضغوط السياسية أو المصلحة الشخصية.
- العمل على بناء جسور مع المؤسسات التشريعية لتعديل القوانين المحلية وتطبيقها بما يتوافق مع الإعلان العالمى لحقوق الانسان والعهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية .
- التعاون بين الحكومة من جهة والمجتمع المدنى والجمعيات الأهلية من جهة اخرى لتحقيق جودة الحياة للمواطن المصرى
أشرف علي الدراسة كل من الدكتور محمود حسن إسماعيل الأستاذ بقسم الإعلام بمعهد الطفولة جامعة عين شمس والدكتور فيصل ذكى عبد الواحد الأستاذ بقسم القانون المدنى بكلية الحقوق جامعة عين شمس.
وتكونت لجنة المناقشة التي انعقدت الجمعة الماضية بقاعة الدكتور عبد العظيم الحمادى بمعهد الدراسات والبحوث البيئية من الدكتورة نجوى كامل أستاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة والدكتور محمد السعيد رشدى الأستاذ بكلية الحقوق جامعة بنها.
مبروك يا حنان رغم توالي المعارك وتتابعها استطعتي ان تمتلكي ذهنية قادرة علي التركيز والبحث ، وخرجتي بدراسة علي مثالك تجمع ما بين المهنية والاكاديمية والسياسة ، الامر الذي تجسد في حضور عدد كبير من الصحفيين في مقدمتهم نقيب الصحفيين يحيى قلاش وعدد من أعضاء مجلس النقابة، وسياسيين وكتاب وباحثين .. وستظل هذة الدراسة نموذجا للباحثين عن العدل والحرية والمهنية .