الأقباط متحدون - هيئة الكتاب والتصنيع الثقافى الثقيل
  • ١٣:٥٩
  • الأحد , ٢٢ يناير ٢٠١٧
English version

هيئة الكتاب والتصنيع الثقافى الثقيل

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٢٢ يناير ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 من حسن حظى أننى كنت عضواً فى اللجنة المسئولة عن اختيارات مكتبة الأسرة التى كانت تعقد اجتماعاتها فى هيئة الكتاب، أتاحت لى تلك الزيارات الاطلاع على كم النشاط والمطبوعات التى تصدرها الهيئة، عرفت الأيادى البيضاء لهيئة الكتاب على الثقافة المصرية، وتساءلت وأنا أشاهد كم العناوين الرهيب الرائع الذى تصدره الهيئة كل عام، ماذا لو اختفت هيئة الكتاب من حياتنا، وتم بيعها لرجل أعمال مصرى أو عربى وتحكم فيها رأس المال الخاص تحت بند الاستفادة من ثمن المبانى والأرض....

إلى آخر هذا الكلام الذى يتكرر كلما أرادت الدولة التخلص من مشروع إعلامى أو ثقافى تعتبره إرثاً ثقيلاً على كاهلها؟!، الإجابة لو حدث هذا لن يقرأ أكثر من 80% من هذا الشعب الذى لا يقرأ أصلاً والكاره للقراءة فى المدرسة والجامعة والعمل والبيت!!، هيئة الكتاب تقوم بما يطلق عليه التصنيع الثقافى الثقيل، صناعة الحديد والصلب الفكرى، إصدارات هيئة الكتاب لا يستطيع ولا يرغب فى إصدارها ونشرها دور النشر الخاصة، تتصدى هيئة الكتاب لإصدارات وعناوين فى علوم الاجتماع والنفس والفلسفة والأعمال الكاملة لأدباء مصر الكبار وترجمات أدباء من أمريكا اللاتينية والصين وأفريقيا.. إلخ، تنشر كتباً فى الفن التشكيلى وتعيد نشر كتب التراث ومخطوطاته، هذا هو التصنيع الثقافى الثقيل الذى تتحمله هيئة الكتاب، لو ناقشنا الأرباح والخسائر بلغة البيزنس فإننا سنكون بذلك نمارس عبثاً، المكسب الثقافى من هيئة الكتاب ليس أرصدة بنكنوت ولكنه أرصدة وعى ومستقبل وتغيير، وهذا التقييم وتلك النظرة هى ما يجب أن يحكمنا حين ننظر مثلاً إلى ماسبيرو، فكل الفضائيات الخاصة لن تقدم هذا التصنيع الثقافى الثقيل، هل هناك فضائية خاصة تقدم برنامجاً يتناول الفن التشكيلى أو الموسيقى الكلاسيك أو الباليه أو المسرح أو القراءة السينمائية أو استعراض أحدث إصدارات الكتب؟، هل هناك فضائية خاصة تقدم برنامجاً علمياً أو حتى عالم الحيوان أو الفن الشعبى أو الموسيقى العربية؟!، هذا هو ما أقصده، نظرة إلى هيئة الكتاب وماسبيرو وقصور الثقافة ومتاحف الدولة والأوبرا، نظرة إلى كل تلك الأبنية والهيئات الثقافية، دعمها هو فى نفس أهمية دعم الخبز، لذلك أرجو من كل رواد وزائرى معرض الكتاب التوجه لجناح هيئة الكتاب خاصة الشباب، فمن السهل واليسير جداً أن تشترى من هناك بمائتى جنيه مكتبة أو بذرة مكتبة رائعة فيها كافة اتجاهات وصنوف الفن والثقافة، أكاد أجزم بأن 80% من المصريين الذين يملكون الآن مكتبات فى بيوتهم بدأوها بمكتبة الأسرة أو بكتب من هيئة الكتاب، لكنى أتمنى من د. هيثم الحاج ضرورة الاهتمام بفروع مكتبات الهيئة فى الأقاليم وتدريب موظفيها وعمل بعض الدعاية لتعريف أهل المحافظة بمكان المكتبة الذى غالباً يقع فى مكان مجهول من المدينة، برجاء بعض التنسيق للمكتبات وعمل بعض حفلات التوقيع فى المحافظات واستغلال تلك الفروع لعمل ندوات ثقافية، مطلوب بعض التفكير خارج الصندوق، أمنياتى بمعرض كتاب قوى هذا العام يضم جميع أطياف مصر والعرب الثقافية.

نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع