الأقباط متحدون - التهجير القسري للاقباط
  • ٢٢:٤٤
  • الجمعة , ٢٠ يناير ٢٠١٧
English version

التهجير القسري للاقباط

لطيف شاكر

مساحة رأي

١٣: ٠٨ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لطيف شاكر
عرفت البشرية في تاريخها ظاهرة "التهجير القسري" التي يعدها القانون الدولي ضمن جرائم ضد الإنسانية،  وتعرض الاقباط    بشكل كبير لهذا النوع من التهجير، بداية من الاحتلالات العربية ، حتي  اليوم.

ويعرّف التهجير القسرى بأنه "ممارسة ممنهجة تنفذها حكومات أو قوى شبه عسكرية أو مجموعات متعصبة تجاه مجموعات عرقية أو دينية أو مذهبية بهدف إخلاء أراض معينة وإحلال مجاميع سكانية أخرى بدلا عنها"

ويكون التهجير القسري إما مباشرا أي ترحيل السكان من مناطق سكناهم بالقوة، أو غير مباشر، عن طريق دفع الناس إلى الرحيل والهجرة، باستخدام وسائل الضغط والترهيب والاضطهاد.

وهو يختلف عن الإبعاد أو النزوح الاضطراري أو الإرادي، باعتبار أن التهجير يكون عادة داخل حدود الإقليم، بهدف تغيير التركيبة السكانية لإقليم أو مدينة معينة لاسباب قهرية.

ويعرف القانون الدولي التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

ووفق ما ورد في نظام روما الإنساني لـ المحكمة الجنائية الدولية، فإن "إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين يشكل جريمة ضد الإنسانية".

كما أن المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 حظرت النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص، أو نفيهم من مناطق سكناهم إلى أراض أخرى، إلا في حال أن يكون هذا في صالحهم  .

وعرف التاريخ البشري العديد من حالات التهجير القسري لأسباب متعددة، من بينها النزاعات الداخلية المسلحة، والصراعات ذات الطابع الديني أو العرقي أو المذهبي أو العشائري

وينص  الدستور المصري في المادة رقم (63) يحظر التهجير القسري التعسفى للمواطنين بجميع صوره وأشكاله، ومخالفة ذلك جريمة لاتسقط بالتقادم
وبالرغم من المواد الدستورية والدولية التي تمنع منعا باتا تهجير المواطنون الا انه في غضون الايام الاخيرة حدثت عمليات  تهجير قسري باشرف ومساعدة الامن المصري ونذكر علي سبيل المثال وليس الحصر

الاولي حفظ تحقيق تعرية سيدة الكرم وهذه السيدة بعد ان عروها حرقوا بيتها حتي لاتعود الي قريتها ورغم ان القوات المسلحة  اعاد  بناء البيت الا انها لاتستطيع هي وزوجها وابنها  واحفادها العودة الي قريتها خشية من  تهديداهم بالقتل  لان اساس المشكلة ابعاد الاقباط من قراهم فافتعلوا هذا الفعل الدنئ .

اما الحادثة الثانية كانت بسبب مشاجرة بين طفلين في شبين القناطر احدهما مسيحي والاخر مسلم لابن مؤذن احدي مساجد القرية   وعليه امر واصر المؤذن الي طرد الاسرة المسيحية بالكامل من  قرياهم وبيتهم  وترك رب الاسرة عمله وتم  تهجيرهم   بمساعدة  واشراف الامن  رغم بكاء  الاسرة وتوسلاتهم .

سبق هذه الحوادث  كثير من اعتداءت   مسلمين علي الاقباط في  دهشور والعمرانية وفي عدة قري بالمنيا وبني سويف وانتهي الي   تهجيرهم   من بيوتهم   وتركها او بيعها بارخص  الاثمان  بمساعدة  الامن والجلسات العرفية  المعروفة ببيت العائلة وتم تهجير عدد من الاسر القبطية

وخشية من قتل الاقباط و حرق بيوتهم  اضطروا اسفين الي الرضوخ لاوامر الامن وتهديده بعدم حماية ابناءهم  من الخطف او القتل

وليس من السهل  ان تجد العائلات المطرودة  اماكن تأويهم  فالبحث عن مسكن اصبح من الصعب بل المستحيل لعائلة تفتقر الي المال ولا يجد العائل عملا يغطي معيشته واسرته  وتكون النتيجة ضياع الاسر بالكامل في الشارع 

والتاريخ يعيد نفسه فمنذ الاحتلال العربي لمصر كان كل هم المحتل  العربي تهجير الاقباط من وطنهم  وذكرياتهم  ليستقلوا بالوطن وحدهم  ويكون الوطن للمحتل دون اصحاب الوطن  ونري في الاحداث التالية مثالا لذلك
 
ففي عهد المعز الدين الفاطمي  خير المعز  البابا ابرام السرياني

1) إما تنفيذ الآية الايمانية  التى قالها  السيد المسيح  " لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل ، لكنتم تقولون لهذا الجبل أنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ، ولايكون شئ غير ممكن لديكم " ( مت 17 : 20 ) .  ونقل الجبل الشرقى (المقطم بعد ذلك )

  وإما أعتناق الإسلام ، وترك الدين المسيحى لبطلانه .

  وإما ترك البلاد المصرية والهجرة إلى أى بلد آخر .

  أو الأبادة بحد السيف .
 
 وفي ايام الحاكم بامر الله  حيث خير الاقباط بين اعتناق الاسلام او الخروج من مصر  بعد ان  امر  بهدم كل كنائس مصر والشام حوالي 30 الف كنيسة و هدم كنيسة القيامة  مما اضطر الشعب القبطي واساقفتهم  ان يبكوا  مستغيثين  الي الحاكم  يسالونه العفو والصفح ولم يزالوا في طريقهم يقبلون التراب الي ان وصلوا الي مقره وهم في تلك الحال  فعفي عنهم  , وفي عهده عذب الاقباط عذابا شديدا وسجن بطريركهم وسامه الخسف والهوان حتي يضطرهم الي اعتناق الاسلام لتنسج المسلمين علي مثاله ولكن بقي الاقباط متحملين  كل عذاب يمارسون عبادتهم في بيوتهم وفي الكهوف والمغارات والجبال ويقابلون كل اضطهاد بصبر وجلد عظيمين ادهشا الحاكم بامر الله حتي قال "ان ويلات العالم وضروب الزمان لاتقوي علي هدم الديانة المسيحية في مصر" وفي نهاية حياته  اعتنق الدرزية  وفي مرة صعد  الي جبل المقطم للتأمل في الافلاك كعادته ولم يعد  ربما ويقال ان  وحش افترسه .
 
  في  وفي عهد المماليك : قرر المماليك قتل جميع أقباط مصر وتم وضع علامات على جميع منازل الأقباط من النوبة الى الإسكندرية وأنقذت العذراء الشعب بظهورها   للبابا متاؤس بعد صيامه سبعة  ايام وقالت له اغسل وجهك، وقتل السلطان الذي يريد قتل الشعب المسيحي وحضر السلطان برقوق يقدم اعتذار لقداسة البابا
 
وفي  عهد  الخديو عباس باشا   الذي حكم مصر بين عامي" 1848- 1854" و يعتبر عهده رمزاً للتخلف والرجعية لكراهيته للعلم فأغلق الكثير من مدارس مصر وقام بتسريح الجيش   . »

وكان من مؤيدي المنهج السلفي في جزيرة العرب حتي أنه دعم شيخ الوهابية محمد بن عبد الوهاب مؤسس المنهج الوهابي في الدولة السعودية الأولى وقام بتهريب إبن عبد الوهاب من أسره  واول من أقام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر.
 
وحظيَّ الأقباط بالنصيب الأعظم من الكراهية وتعصب وصل به الأمر حد تضييقه الحياة والعيش عليهم وطردهم من دواوين الدولة.   .
و وصل الأمر بكراهيته حد إقصائه كل الأقباط إلى السودان حيث ما يعرفوا اليوم ( بأقباط السودان) 

وقبل أن ينفذ مخططه الشيطاني بساعات قليلة لم يمهله  الله لتنفيذ قراره حيث وُجدّ مقتولاً شر موتة في قصره بمدينة بنها. لينتهي معه عهداً مظلماً من السواد ضد الأقباط و بأسوأ خاتمة لحياته  .
 
ومنذ قيام انقلاب 52 سجل التاريخ في صفحات سوداء موقف الاخوان  كمال الدين حسين وحسين الشافعي،  والسادات  .

واتسم هذا العهد  بمحاولة  اضطهاد و طرد الأقباط من ساحة العمل العام ، وكان من الطبيعي  وبسبب الكراهية والإفراز الذي بدأ يتعرض له الأقباط ,سمع الأقباط  صيحات كمال الدين حسين "إلى الحبشة يا أقباط"، وخطف البنات واسلمتهم باوامر من حسين الشافعي  ثم وعود السادات بإبادة الأقباط، وتحويلهم إلى ماسحي أحذية وانه رئيس مسلم لدولة مسلمة.

ورغم انتهاء حكم الاخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي الذي كان  التخلص من الاقباط بكل الوسائل  اهم مرادهم وغايتهم ,الا ان هذا لم ينهي حالات تهجير الاقباط  من قراهم ومنازلهم او خطفهم لاسلمتهم او ذبحهم كما يحدث الان  .

وكم يدهش المرء ان الجهات المناط بها حراسة الدستور هم الذين  يخالفون الدستور ويهدمونه

وصدق قول  المؤرخة الانجليزية  لويزا بوتشر :
لااشك  ان الاقباط قد ابقتهم العناية الالهية ليكونوا معجزة الدهور بعد اضطهاد شديد استمر حتي تاريخه من ظلم مهول وعذاب شرحه يطول ..... 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع