القضاء يعيد "الارض "في القاهرة ويحفظ قضية "العرض" في المنيا
سليمان شفيق
الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٧
السيسي يعتذر للست سعاد والنيابة تحفظ قضيتها
السيسي يبني كاتدرائية بالعاصمة الجديدة والامن يغلق كنائس بالصعيد
سليمان شفيق
تتعقد القضايا المصرية وتتعقد ، حكم القضاء الاداري بمصرية تيران وصنافير ، ، حفظ قضية الست سعاد سيدة الكرم ، ملف الكنائس المغلقة ، زيارة اللجنة الدولية الامريكية للحريات الدينية ،ذبح عم لمعي من الداعشي عسلية بتحريض شيوخ السلفية ، هواجس الاقباط من الذبح ، كل تلك القضايا تنبأ بالخطر ، علي سبيل المثال ،بعد نزاع استمر (108) يوما تطلب حسمة سبعة جلسات ، انهت المحكمة الادارية العليا الجدل القانوني حول تيران وصنافير برئاسة احمد الشاذلي ، قضت برفض طعن الحكومة المصرية في حكم بطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية ، وقضت بتأييد مصرية الجزيرتين ، وبهذا القرار ، حسمت المحكمة مجموعة من المسائل ،أولهما مسألة السيادة ، وخلصت الي ان قرار
الحكومة قرار اداري وليس سياديا ، الي ان الثورات المتعاقبة لمصر أقرت ان السيادة للشعب ، كما رفضت المحكمة المنازعة التي أحيلت الي المحكمة الدستورية ، وأضافت المحكمة أن " مصر ليست نقطة في خرائط الكون أو خطا رسمة خطاط ، انما من اقدم البلاد وأقدمها حضارة ، وجيش مصر حديثا وقديما لم ولن يحتل أرضا ليست تابعة لة ، حيث ثبت واستقر في وجدان المحكمة ، سيادة مصر مقطوع بها علي الجزيرتين ، وان الحكومة لم تقدم وثيقة تثبت أن الجزيرتين سعوديتان ، ولهذة الاسباب قضت المحكمة برفض الطعن ".
علي الجانب الاخر فوجئ الراي العام بحفظ قضية السيدة سعاد سيدة الكرم ، رغم ان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تقدم بأعتذار للسيدة سعاد وطالب بملاحقة المتهمين ، الامر الذي دعا المحامي ايهاب رمزي أن يعتبر ذلك "سابقة من قبل النيابة العامة ، تخالف كل اعراف العمل النيابي " موكدا علي ان النيابة لم تحقق في سبب تراجع شاهدة الاثبات عن شهادتها واحتمالية وجود ضغوط عليها من أجل التراجع ، مؤكدا أن الحكم علي مدي قوة الادلة وموازنتها هي صميم اختصاصات المحكمة وليس النيابة ، وهو ما يجعل قرار النيابة "سابقة نيابية" علي حد قولة .
كل ذلك جعل السيدة سعاد ثابت تقول :" ياريس انا بستغيث بك انك تجيب حقي اللي ضاع ازاي يحفظوا قضيتي وانا اتعريت واتبهدلت امام كل الناس وطلعت اجري في الشارع عريانة وفي الاخر حقي ضاع ياريس انت اللي هتجيب حقي دة ميرضكش ابدا دة بلدنا هل نمشي ياريس ونسيب بلدنا واحنا عايشين في ظلم بعد حرق بيوتنا وتعريتنا واحنا مش عارفين نعيش فيها "
ما اقرب المسافة بين القاهرة والمنيا وما ابعد احكام القضاء، تري ما هو تفسير التناقض بين احكام القضاء الاداري في القاهرة بحماية الارض واعادة تيران وصنافير لمصر ، وبين حفظ النيابة العامة لقضية تتعلق بالعرض والشرف في المنيا ؟
نفس التناقض في ليلة عيد زار الرئيس السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وهنأ الاقباط بعيدهم ووعد ببناء كاتدرائية جديدة في العاصمة الجديدة وتبرع لذلك واضاف : وانتهز تلك الفرصة واقول يارب أنا هنا في بيت من بيوت اللة احفظ مصر وأمن مصر ويارب الاستقرار لمصر وبلادنا ويارب اغنينا بفضلك عن سواك "
رئيس متحضر ومحترم تتناقض معة بعض اجهزتة مرتين ، يعتذر للسيدة سعاد ويأمر بمعاقبة الجناة فيقوم البعض من الاجهزة تحت ضغوط من نائب وشخصية قانونية كبيرة بتهديد الشهود وارغامهم علي التراجع عن اقوالهم ويصل الامر الي حفظ النيابة العامة للقضية ، وكما قال د ايهاب رمزي :" "سابقة من قبل النيابة العامة ، تخالف كل اعراف العمل النيابي "!!
الرئيس المتسامح المتحضر يهنأ الاقباط بالعيد في الكاتدرائية ويتبرع لبناء كاتدرائية في العاصمة الجديدة ، وتقوم بعض اجهزة الامن بعدم فتح الكنائس المغلقة أمنيا للاقباط للصلاة مما دعاهم للصلاة في خيمة بالاسماعيلية بمركز المنيا ، وعدم الصلاة في قرية اللوفي بسمالوط وفي قرية حجازة بقنا اضطروا للصلاة علي اطلال الكنيسة المحترقة والتي لم تبني حتي الان لتعنت السلفيين وصمت الامن !!
تري ما هو سبب هذا التناقض ؟ وهل يمكننا سد الثغرات حتي لا نعطي للمتربصين مثل اللجان الامريكية الفرص للولوج منها لادانتنا ؟
الاقباط يرفضون التدخل الخارجي خاصة الامريكي ، والرئيس ينصفهم في القاهرة وبعض افراد الامن يخالفون تعليماتة في الصعيد.
كل ذلك جعل قطاع كبير من الاقباط يفقدون الثقة في بعض الاجهزة ولا نستطيع لوم الضحايا اذا فعلوا ذلك .