- الفنان "جميل راتب" من ميدان "التحرير": أنا ضد أن تكون الشريعة الإسلامية مصدرًا للدستور
- "حبيب": خطابات الخامئني ونصر الله نابعة عن حب للمصريين، و"فكري": خطاباتهم تحريضية ومطامعهم واضحة
- ظهر اليوم.. وقفة أمام ماسبيرو تدعيمًا للسياحة
- مظاهرة حاشدة أمام "ماسبيرو" للمطالبة بدولة مدنية وبإقالة حكومة "شفيق"
- تكريم أسر شهداء ثورة 25 يناير بـ "قصر الدوبارة"
"جبران خليل جبران".. الفنان والشاعر العاشق والإنسان
بقلم: تريزة سمير
في قرية "بشرى" بـ"لبنان"- وهي قرية تعلو عن سطح البحر بنحو ألف وأربعمائة متر- وبين هوائها العليل، وجوها وأهلها الذين يميلون إلى الطرب واللهو، ومن حولها الزرع والشجر.. في هذا الجو العامر بزرعه وجماله، نشأ "جبران" ينظر ويسمع..
نشأة "جبران" في "لبنان"
في شهر ديسمبر 1883 وُلد "جبران" في أسرة صغيرة متوسطة، كان والده سكيرًا وأمه "كاملة" متدينة؛ علَّمته التدين في سنوات عمرة الأولى، وكانت الدافع له على القراءة واكتشاف ما حوله، وحين قرأ كثيرا بدأ يعلم وحين كتب كثيرًا بدأ يتدرب.. شجعته أمه على الدراسة، فالتحق بمدرسة التصوير، ودخل مدرسة الحكمة ودرس فيها أربعة سنوات أصول العربية والفرنسية، وبعد أربعة سنوات أصبح له رأي في التجربتين اللتين كونتا فكره، وهما تجربة الحب والغربة.
الأديان و"جبران"
رأى "جبران" أن الإنسان تحوطه الألوهية بهالة من القداسة، فالإنسان في رأيه يأتي من السماء إلى العالم الأرضي سنوات يعود بعدها إلى الله من جديد. أما الأديان فهي روابط تشد الإنسان إلى أخيه البعيد، وأنها مع الاختلاف دين واحد. ومع ايمانه بوحدة الأديان، يهمس إلى كل مواطن يعيش في العالم العربي: "أنت أخي، وأنا أحبك، أحبك ساجدًا في جامعك، وراكعًا في هيكلك، ومصلِّيًا في كنيستك؛ فأنت وأنا دين واحد، وهو الروح".
عقيدة "جبران" في الوجود
غنَّى "جبران" للإنسان والطبيعة والحب والحياة. فايمانه بالطبيعة ايمان بمجموعة من الكائنات الحية يحس بها في حركتها ويتبينها في روح الحب النابعة من جميع المرئيات والمحسوسات التي تربط الطبيعة برباط الأمومة، ومزج بين الطبيعة والإنسان مزجًا ذاب معه كل منهما في كيان الآخر. فالإنسان هو الطبيعة والطبيعة هي الإنسان، فهو لا يؤمن إلا بأصل واحد وخليقة واحدة وقانون واحد، وحب واحد أبدي لا نهائي "الأرض الطيبة السوداء".. كانت هذه الكلمات دائمًا على لسان "جبران"، فكان يحب الأرض والتراب..
كتب ومؤلفات "جبران"
"جبران" شاعر وكاتب لبناني أمريكي درس فن التصوير وكتب العديد من الكتب باللغة العربية منها: "دمعة وابتسامة"، و"الأرواح المتمردة"، و"الأجنحة المنكسرة"، و"العواصف"، و"البدائع والطرائف". وباللغة الإنجليزية: "النبي"، و"المجنون"، و"رمل وزبد"، و"يسوع ابن الإنسان"، و"حديقة النبي"، و"أرباب الأرض".
ويعتبر كتاب "النبي" لـ"جبران" حديقة من الزهور المختلفة ذات الألوان البديعة، ومنها حديثه عن الحب، والزواج، والأطفال، والعطاء، والمأكل والمشرب، والعمل، والفرح والحزن، والبيوت، والثياب البيع والشراء، والجريمة والعقاب، والقوانين، والحرية، والعقل والعاطفة، والألم، ومعرفة النفس، والتعليم، والصداقة، والكلام، والزمن، والخير والشر، والجمال، والدين، والموت. فقد تحدَّث "جبران" عن الحب قائلاُ: "إذا أومأ الحب إليكم فاتبعوه، وإن كان وعر المسالك زلق المنحدر، وإذا بسط عليكم جناحيه فاسلموا له القيادة، وإن جرحكم سيفة المستور بين قوادمه.
الحب
وقال عن الحب أنه لا يعطي إلا ذاته، ولا يأخذ إلا من ذاته، والحب لا يملك، ولا يملكه أحد، فالحب حسبه أنه الحب.. ولا تظن أنك قادر علي توجيه مسرى الحب، فإنما الحب يقودك إن وجدك خليقًا به.
العطاء
وتكلَّم "جبران" عن العطاء بكلمات قوية، فالعطاء من الذات هو أهم من أي عطاء آخر.
كما حث على أهمية العطاء بدون أن يُطلب ذلك منك في جملة "جميل أن تعطي من يسألك، وأجمل منه أن تعطي من لا يسألك، وقد أدركت عوزه"..
والكثير من الزهور تجدونها في كتاب "النبي" لـ"جبران"..
المرحلة الأخيرة من حياة "جبران"
بدأ المرض يدب في جسم "جبران" منذ صدر له كتاب "النبي"، وقد حال هذا بينه وبين صدور كتابه الأخير "موت النبي"، فأصدر بدلاً منه "أرباب الأرض". وقد قاوم كثيرًا المرض وحاول التغلب على العلة، إلا أنه مات عام 1931.
تغيَّر تفكير "جبران" وأمانيه وسلوكه في المرحلة الأخيرة- أي قرب وفاته- فبعد أن كان يقسو في نقده علي بني وطنه، أخذ يتمنى لو عاد إلى "لبنان"، ونجا من مظاهر المدنية الغربية في "أمريكا"، كما ندم علي عدم استقراره وأن يكون زوجًا سعيدًا ورب أسرة يعول أفرادها، ولكن الفرصة كانت قد مضت، فكانت هذه لحظاته الأخيرة بعد سلسلة من المحن والآلام..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :