القمر نشأ من أقمار أصغر تدور في فلك الأرض
منوعات | إيلاف
الاربعاء ١١ يناير ٢٠١٧
لندن: نشأ القمر نتيجة اندماج 20 قمراً أصغر منه بعد أن تعرضت الأرض إلى وابل من الكويكيبات التي تساقطت عليها في بداية تكوينها، كما توصلت نظرية جديدة.
وظل أصل القمر دائماً لغزاً محيراً للعلماء. والنظرية المقبولة منذ السبعينات عن نشوء القمر هي نظرية "التصادم العملاق" التي تقول إن جسماً بحجم المريخ اسمه "ثيا" اصطدم بالأرض قبل نحو 4.31 مليار سنة متسبباً في انفصال سحابة هائلة من الأنقاض الكونية التي التحمت في النهاية لتكوين القمر.
ولكن هناك مشاكل في هذه النظرية.
فالتحليلات الكيمياوية للتربة والصخور التي جلبها رواد فضاء من القمر تبين ان تكوينه مطابق تقريباً لتكوين الأرض، أي ليس هناك أي أثر للجسم الكبير الذي ضرب الأرض على ما يُفترض.
الآن قدم باحثون في اسرائيل نظرية بديلة تقول ان "قصف" الأرض بعدد من الكويكبات الأصغر حجماً ربما أتاح نشوء "قميرات" من انقاض الأرض المتناثرة اندمجت بمرور الزمن لتكوين القمر.
ويعني هذا ان القمر الذي نراه ليلا ليس قمر الأرض "البكر" بل هو قمرها الأخير في سلسة من الأقمار الأصغر التي كانت تدور في فلك الأرض.
وقال الدكتور هاغاي بيريتس من معهد اسرائيل للتكنولوجيا "تكنيون" ان النظرية الجديدة التي يطرحها فريقه تذهب الى "ان الأرض القديمة كانت تستضيف سلسلة من الأقمار كل قمر منها تكون نتيجة اصطدام مختلف مع الأرض الفتية".
واضاف "ان المرجح ان تكون مثل هذه الأقمار الصغيرة أُطلقت لاحقاً أو اصطدمت بالأرض أو ببعضها البعض لتكوين اقمار أكبر". ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن بيريتس قوله "نحن نعتقد بأنه كانت للأرض عدة اقمار سابقة وبالتالي من الجائز ان قمراً سابق النشأة كان موجوداً عندما حدث تصادم علاق آخر يؤدي الى نشوء قمر".
ولدراسة الظروف الملائمة لنشوء مثل هذه الأقمار الصغيرة أو "القميرات" صمم الباحثون 800 تصادم تحاكي الاصطدامات التي حدثت مع الأرض في بداية تكوينها.
وقال الدكتور غاريث كولنز من قسم علم الأرض والهندسة في كلية امبريال في لندن "ان البحث يبين كيف أن القمر الذي يتكون بالأساس من مادة اصلها الأرض قد يكون نتيجة طبيعية لبناء القمر من عدد من القميرات التي تكونت من سلسلة اصطدامات كبيرة وليس نتيجة اصطدام واحد".
ولاحظ كولنز ان نظرية "التصادم العملاق" اصبحت منذ طرحها في اواسط السبعينات "التفسير المفضل للطريقة التي ولد بها القمر" وان فريق الباحثين أحيا السيناريو الذي يقول ان سلسلة من الاصطدامات الأصغر والأكثر شيوعاً أدت الى نشوء القمر وليس اصطداماً عملاقاً واحداً.
واضاف ان الحكم النهائي يعتمد على قوة الأدلة التي يقدمها كل طرف.