نظرة حب من شعب ودود ... للعسكري الواقف علي الحدود
نبيل المقدس
الاربعاء ١١ يناير ٢٠١٧
نبيل المقدس
يقولون أن الشعب المصري الأصيل والذي يأتينا من أعماق التاريخ القبطي الجميل , بأنه شعب ودود وِد النيل .. أحب جيشه بنفس القيمة والمقدار التي أحب بها أرضه السمراء .. هذا الشعب كان يعرف وعلي دراية واسعة أن حب أمن وطنه لا يقل بل يتساوي مع حبه لأرضه .. كان المصري الأصيل .. هو نفسه الجندي عنه ظليل .. و لا يفكر عنه بالرحيل .. و بالرغم كان سلاحه لا يزيد عن الرمح والخيل , إلاّ أنه كان واقفا في حرارة اليوم وبرودة الليل .. هذا هو الجندي المصري النبيل .. وهذا هو حال شعب مصر القبطي الذي إنفرد بصناعة الفن والعلوم وإقامة اروع وأجمل التماثيل .
وعندما نسترجع تاريخ مصر نجد أن جيشه هو اول وأقدم جيش نظامي في العالم .. تأسس قبل 7000 سنة .. وقد كان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالي عام 3200 ق.م ... فقبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة فرعون مصر. وقد كان الجيش المصري أقوى جيش في العالم وبفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وقد كان ذلك هو العصر الذهبى للجيش المصري. كان المصريون هم دائماً العنصر الأساسي في الجيش المصري.
و الجيش المصرى يلعب دورا كبيرا فى الدفاع عن الحضاره والثقافة والفن والهوية المصريه ضد أي عدو يريد طمسها , فعلى مر العصور قدم الفكر العسكرى المصرى أرقى مفاهيم و تقاليد الجنديه , و خاض الجيش المصرى معارك كبيره ضد جيوش ضخمه هاجمت مصر او جهزت لمهاجمتها. من المعارك الكبيره الخالده اللى خاضها .. ومن مميزات مصر طول تاريخها أن تعداد سكانها كبير , مما أعطاها قدره على تكوين جيوش ضخمة ، حتى أنه فى حالات الانتكاسات العسكريه كانت تستطيع أن تتجاوز الازمة و تكوّن فى وقت قصير جيشا كبيرا يستطيع أن يدخل حرب جديدة كما حدث في نكسة 67 , وحول هذه النكسة إلي إنتصارات تكلم العالم عنها , وأخذت من تكتيكاتها دروسا يتم تدريسها في كثير من الأكادميات العسكرية علي مستوي العالم.
عناصر الجيش المصري هم من أبنائها المصريين .. حتي انه يُشترط الدخول في التجنيد أو الكليات العسكرية أن يكون الفرد من جذور مصرية أبا عن ام . كما ان من مميزات الجيش المصري هو المساهمة في الأعمال المدنية .. فنجد ان مصانعها لا تبخل في إنتاج السلع المدنية , وبقيمة أقل من المصانع المدنية .. كما ان مستشفيات الجيش بجميع فروعها مفتوحة للمدنيين قبل العسكريين , بمقابل نقود رمزية . كما ان جيشنا العظيم يلبي طلبات الإحتياجات المدنية والتي هي بمثابة إعادة الحياة لكثير من الخدمات المدنية مثل إقامة الكباري ورصف الشوارع والتصدي للكوارث الطبيعية .. كل هذه الخدمات لم تأخذه من واجباته الرئيسية وهي الدفاع عن الوطن خارج الحدود وداخلها .. كما فعل في الوقوف وراء شعبه في طرد عصابة الإخوان من السلطة .
ما جعلني أكتب عن جيش بلادي .. هو هذا البرود الذي يسري حاليا من بعض الشعب المصري وهم ليسوا بالقليل إلي المؤسسة العسكرية .. مما إنعكس علي قبولهم للرئيس السيسي بصفته من خلفية عسكرية . وعلي الطرف الأخر نجد باقي الشعب وهم ليسوا بالكثير يميلون ويتشرفون بجيشهم وبعناصرها .. ولا ينسوا أن لولاهم كان زمانهم يتسكعون في هذا الجو البارد علي شواطيء الأوربية يواجهون الخزي والعار والذل .. وتصبح مصر من لقب" قد الدنيا " إلي "قاع الدنيا ".
ينسي أو ربما يتناسي الشعب المصري أن مصر مُحاطة من اربع جهاتها بمجموعات ارهابية من بعد 30 – 6 – 2013 لكي يعيدوا الحكم الفاشيستي مرة أخري .. حتي ان أحد قادة هذه العصابة أعلن " إما نحكمكم أو نقتلكم " .. وفعلا فهم الأن ينفذون ما قالوه .. ولولا جيشنا والقوات الأمنية لأصبحت مصر تتكون من عدة امارات إسلامية , يتولي كل امارة واحد منهم .
الأن يقوم الجيش بالمشاركة في التعمير بجانب الحرب ضد هذه العصابات الإرهابية .. وكم من ابنائنا يستشهدون من أجل حياتنا ومن أجل وطنا مصر .. اتمني أن تتغير نغمة الكره بين الشعب وافراد الجيش .. فهم يبذلون اقصي جهد حتي الإستشهاد في سبيل مصر وفي سبيل المصري نفسه.
فعلينا أن كل جيل يسلم لجيله الذي يليه عما يفعله الجيش في زمانه من معجزات في الدفاع والتعمير .. فعظمة الجيش والسيرة الذاتية والمستمرة له يشير إلي مدي عمق تاريخ البلد .. وعمق حضارتها وثقافة شعبها . يقول الرب علي فم داود :
" .. أَمِيلُوا آذَانَكُمْ إِلَى كَلاَمِ فَمِي. أَفْتَحُ بِمَثَل فَمِي. أُذِيعُ أَلْغَازًا مُنْذُ الْقِدَمِ . الَّتِي سَمِعْنَاهَا وَعَرَفْنَاهَا وَآبَاؤُنَا أَخْبَرُونَا. لاَ نُخْفِي عَنْ بَنِيهِمْ إِلَى الْجِيلِ الآخِرِ، مُخْبِرِينَ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ وَقُوَّتِهِ وَعَجَائِبِهِ الَّتِي صَنَعَ. أَقَامَ شَهَادَةً فِي يَعْقُوبَ، وَوَضَعَ شَرِيعَةً فِي إِسْرَائِيلَ، الَّتِي أَوْصَى آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِهَا أَبْنَاءَهُمْ، لِكَيْ يَعْلَمَ الْجِيلُ الآخِرُ. بَنُونَ يُولَدُونَ فَيَقُومُونَ وَيُخْبِرُونَ أَبْنَاءَهُمْ " مز78 : 3 – 6 .
فنظرة حب يا شعبنا الودود ... لرجال جيشك وأمنك الواقف علي الحدود .. !!