الأقباط متحدون | صناع سلام من مختلف العصور (24)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٣٠ | الثلاثاء ٢٥ يناير ٢٠١١ | ١٧ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

صناع سلام من مختلف العصور (24)

الثلاثاء ٢٥ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ٠٧ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم القس: لوقا راضي

الأنبا برسوم العريان
ولد هذا القديس في مدينة القاهرة سنة 973 ش الموافق 1257 م - وكان أبوه يطلق عليه في وظيفته اسم الوجيه (المفضل) وكان رجلاً هامًا من الموظفين فى عصر حكم الملكة شجرة الدر - وكان والديه محبان للفضيلة، سالكين بحسب وصايا الرب يسوع، ولم يرزقا بأطفال وواظبت الزوجه أن يهبها الرب نسلاً، وقدمت له أصوامًا وتقدمات كثيرة، فاستجاب الرب يسوع ووهبها ابنًا دعته برسوما وهي كلمة سريانية معناها "ابن الصوم"، وعلى الرغم من الغنى الكبير الذي كان يعيش فيه أبواه، إلا أن كان كل همهما أن يورثاه ملكوت السموات؟ فلقناه دروس السلوك بالروح، ودأب منذ صغره بدراسة الكتب المقدسة، وتابع حياة جهاد النساك وتبع سير الآباء القديسين.
وحدث أن انتقل والده بشيخوخه مهيبة مكملاً حياة كلها أمانة، وبعدها بعام ماتت الأم وعكف برسوم على حياة التعبد حتى قبل انتقال والديه، ولكنه زاد في أصوامه ونسكه بعد ذلك، وحدث أن أتى خال برسوم (شقيق أمه) يطالب بأن يكون الوصي على تركة أخيه ويضع يده على ثروه ابن أخيه برسوما من أرض ومال وعقار ونظر إلى خاله نظرة إشفاق ذاكرًا في نفسه ما قاله يوحنا فى رسالته الأولى "العالم يمضى وشهوته" (1يوحنا2: 17) كأنه قد اختبر الحكمة التي قالها سليمان الملك "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة للإنسان من كل تعبه الذى تحت الشمس كل الأنهار تجرى إلى البحر والبحر ليس بملآن" (جامعة1: 2- 7)، ولما كان القديس برسوم زاهدًا فإنه لم يلجأ لطلب حقه وغير مجاز عن شر بشر، ولما رأى أن محبه العالم متمكنه من خاله ترك له كل شئ وقال لنفسه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.. هكذا تجرد برسوم مما يقيده نحو العالم، وأخرج من داخله محبه العالم وخرج خارج المدينة، ولم يأخذ معه أي شئ لأن معه كل شئ، الذي هو الرب يسوع.
برسوم العريان باع كل شئ فى العالم واقتنى الرب يسوع رفيقاً له في حياته المقبلة. وخرج برسوم من المدينة وعاش على تلالها المترامية الأطراف خمس سنوات كاملة، ولم يخف من الوحوش الضارية، وبدأ يدرب حياته الجديدة في تعبد دائم وانشغل بالروح بالرب يسوع، الذي أحبه، وبدأ يدرب نفسه على الصوم، فنجح في أن يأكل كل يومين ثم وصل إلى أن يأكل مرة واحده كل أسبوع، وبدأ نسكه الشديد يظهر على جسده لدرجه أن جلده التصق بعضمه وأصبح هيكلاً آدميًا، وطلب من الرب أن يرشده إلى مكان تحلو فيه العشرة الروحية معه، فأرشده الرب إلى مغارة ليسكنها، وكانت هذه المغارة في داخل كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين في مصر القديمة.
ذهب برسوم إلى كنيسة أبي سيفين مبتهجًا، لأنه على موعد هناك للعشرة الروحية بالرب يسوع وقديسه أبي سيفين، ودخل إلى المغارة لا يحمل من متاع الدنيا شيئًا إلا عصاه، وفوجئ بثعبان سام وضخم يسكن المغارة، ووقف برسوم ثابتًا واثقًا بوعود الرب "تدوسون الحيات والعقارب"، ورشم علامة الصليب ثم انتهر الثعبان، فوقف ثابتاً لا يتحرك كأنه في انتظار أوامر أخرى من القديس.. ورفع رجل الرب برسوم يديه وصلى قائلاً: "يا ربي يسوع المسيح ابن إلهنا الحي.. أنت الذى أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو.. أنت الذي وهبت الشفاء لشعب إسرائيل الملدوغين عندما نظروا إلى الحية النحاسية.. فالآن أنا أنظر إليك يا من علقت على الصليب كي تعطيني قوة أستطيع بها مقاومة الوحش"، وتقدم برسوم إلى الوحش السام وهو يردد قول معلمنا داود: "تطأ الأفعى وملك الحيات وتدوس الأسد والتنين" و"الرب نوري وخلاصى ممن أخاف الرب حصن حياتى ممن أرتعب".. ثم صلى "يا ربي يسوع المسيح انزع من هذا الثعبان طبعه السام الوحشي وصيره أليفًا مستأنسًا آمين" وهنا وضع برسوم يده على رأس الثعبان وربض فوق رأس الثعبان وقال: "يا مبارك من الآن ليس لك قوة ولا سلطان ولا تؤذي أحدًا بل تكون مستأنسًا ومطيعًا لما أقوله لك" فأظهر الثعبان خضوعه وهز رأسه علامة على الطاعة الكاملة وتحول الثعبان إلى خادم.
لماذا أطلق الناس اسم العريان على القديس برسوم؟
ويذكر القس "يؤنس كمال": كان لبس القديس "برسوم بسيطا" فكان يستر جسده فقط بقطعه قماش من الصوف (عباءة صوف) لم تكن كبيرة لتستر جسده كله، وكان جزء من جسده مكشوفًا في حر الصيف وبرد الشتاء، ولهذا أطلق الناس عليه اسم العريان، وهناك تفسير آخر وهو أن للقديس أيقونة قديمة كانت توجد في كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين في مصر القديمة، ومكتوب أسفل الأيقونة: "القديس آفا برسوما العريان من الرزيلة والمكتسي بالفضيلة" فأخذ الناس الكلمة التى تلي اسم برسوم وتداولوها إلى هذا اليوم، وعندما كان يذكر اسم برسوم كانوا يقولون: "أنبا برسوم العريان"، وكان مصدر الماء الذي يشرب منه هو بئر، وكان طعمه مرًا فكان ينزل ليغتسل.. وحين يعطش يشرب منه وكان كثيرًا ما يخاطب نفسه قائلا: " لا تقلقي يا نفسي.. فشرب المر هنا أسهل من شربه هناك، وشر المر يؤهلك إلى ماء الحياة، الموضوع لك في السموات".
حياته مع الثعبان
وشاركه الثعبان حياته، وعاشا معًا في حياة آدم قبل سقوطه، فإذا أكل القديس برسوم أكل الثعبان، بل وصل الأمر أنهما كانا يأكلان من وعاء واحد، ولكن حدث أن كثير من الناس الذين يزورون القديس كانوا يجزعون ويفرون من رؤية الثعبان الضخم، وحين تكرر الأمر نظر برسوم للثعبان وقال له: "من الآن يا مبارك إذا أتى أي أحد فاختفي ولا تظهر إلا إذا مضى".. فهز الثعبان رأسه بالخضوع ولم يظهر منذ ذلك اليوم لمن يزور القديس.
المماليك يصدرون أمر بقفل الكنائس وعدم الصلاة فيها
وحدث أن صدر أمر من المسلمين بقفل جميع الكنائس ما عدا الإسكندرية، وإضطهاد المسيحيين الأقباط وإلزام جميع الأقباط بلبس العمائم الزرقاء، وأن لا يسير المسيحي عن يمين المسلم، وكان هذا فى أيام الوزير الأسعد شرف الدين الذي كان في أواخر أيام الملك قلاوون.. إلخ ولكن ظل القديس برسوم مقيما فى مغاره أبى سيفين، فتحرش به المسلمون، وتم القبض عليه وكانت التهمة: أنه يسكن في كنيسة القديس مرقوريوس دون إذن منهم (لأنهم أصدروا أمرًا بقفل الكنائس).. وبعد هذا الاتهام تجمع عامه المسلمين ورعاعهم بقيادة رجل (والي) اسمه السكندري وأمر بضرب القديس برسوم بالسياط.. ولم يخف القديس من كثرتهم وهجومهم عليه، وتحمل ضرب السياط وإهانتهم له، وأخذ يردد جزء من الصلاة الربانية الذى يقول: "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نخن للمذنبين إلينا".. ثم أمر الوالي بإيداع القديس برسوم السجن بعد أن عذبوه وشتموه.
هناك شهادة بسفك الدم وهناك شهادة بحرق الدم، وسجن الرجل البار أياما ولما يقدر أن يرجع إلى مغارته بسبب أمر المسلمين بغلق الكنائس، فذهب برسوم في خلوة.. فاختلى فوق سطح كنيسة القديس مرقوريوس أبى سيفين، باكيًا مصليًا، ومذلاً جسده لحر النهار وبرد الليل، لكي يتحنن الرب على كنيسته ويفتح أبوابها لشعبه، وبعد ابتهال وطلبات ودموع، وسمح الرب بزوال غم المسلمين وضيقاتهم وصدر أمر آخر بقتح الكنائس، ولكن ظل الأنبا برسوم ملازمًا سطح الكنيسة مصليًا طالبًا المراحم.
ووشي به مرة أخرى لأنه لم يلبس العمامة الزرقاء، فقد رفض لبسها فتعرض بالضرب بالسياط والحبس، ثم أفرج عنه ليذهب إلى "دير شهران" بجهة معصرة حلوان، وقال القمص تادرس يعقوب ملطي (راجع قاموس الآباء الكنيسة وقديسيها - القمص تادرس يعقوب ملطى سنة 1995م مطبعة الأنبا رويس العباسية ص 92 - 93 رقم الإيداع 1622 1996) وهناك عاش فى حياة نسكية شديدة، وكانت نعمة الله تسنده، ووهبه الرب يسوع عطية صنع العجائب، وكان كثير من المتضايقين يأتون إليه، وبصلاته رفع الرب الضيق.
نياحته
في 5 نسء سنة 1033 ش، الموافق 10 سبتمبر سنة 1317 م تنيح القديس برسوم العريان وهو فى الستين من عمره، وكان حياته مع الرب يسوع من صغره، وعندما ترك العالم قضى 5 سنين وراء التلال فلا مصر القديمة، وقضى فى المغارة 20 عاماً، وقضى فوق سطح الكنيسة في دير شهران 15 عامًا، وقضى بقية عمره في "دير شهران"، ولم يلبس أسكيم الرهبان، وظل كما هو وكان القس "يوحنا بن الشيخ" حاضرًا وقت نياحة القديس الأنبا "برسوم العريان" فسمعه يقول: "يقول العبد المملوك إن أعتق يصير حرًا، والآن قد تحررت من شقاء العالم المؤلم، فالآن يا سيد أطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك.." ثم تلا القديس الأنبا برسوم وهو يحتضر بعض مزامير معلمنا داود النبي ثم انطلقت روحه الطاهرة فاستحق أن ينال الطوبى، إذ جاهد الجهاد الحسن وأكما السعى فى العالم.
ويقول المؤرخون أن بابا الكنيسة القبطية البابا الأنبا يؤنس البطريرك الثمانون المعروف باسم "ابن القديس" رأس بنفسه الصلوات، وبعد الانتهاء من الصلوات دفنوه فى مقبرة الدير بكرامة إلى جوار رئيس الدير المعروف في ذلك الوقت بالقس "إسحق بن قرورة"، ولا يزال قبر القديس في "دير شهران" إلى هذا اليوم يستقبل زواره من الشعب المحب للمسيح لأجل التشفع به وطلب صلواته.

القديس عباس الغالي
هذا الرجل البار والقديس عباس جرجس الغالي، والشهير باسم "عباس الغالي"، والذي عاش في وقتنا الحاضر، ويعرفه كل أهالي بهجورة وما حولها، والتي تتبع مركز نجع حمادي بمحافظة قنا. لقد قدم كل حياته وصلواته وخدماته إلى الله المحب منذ طفولته وحتى مماته عام 1994، فقد عاش على الأرض نحو 91 عامًا، قضاها في خدمة ربنا وكنسيته المقدسة، لذلك أكرمه الرب فأعطاه مواهب إخراج الأرواح النجسة "والشياطين"، وموهبة معرفة الغيب، وشفاء المرض بالصلاة، وحبه للخدمة ورد الضالين وخلاص نفوس الكثيرين، وكان يرى دومًا الست العذراء ويتكلم معها، وتأتي إليه لكي تشفي المرضى والمتعبين، وشاهد أيضًا مارجرجس ورئيس الملائكة ميخائيل، وله حب كبير للفقراء والمساكين، وتأتيه التبرعات والتقدمات من المؤمنين، فيوزعها على المحتاجين، وهو الفقير ماديًا لكنه كان غنيًا في الروح، فقد استطاع بمعونة الله بناء كنيسة العذراء في بهجورة، وبناء ملجأ كبير للأيتام، وإنشاء مدرستين للتعليم، وتأسيس فصول لمدارس الأحد، ودار حضانة في قرية بهجورة، بل وامتدت خدماته أيضًا إلى القرى والعزب التي حول بلدته، فكان الجميع يعرفونه وبأنه رجل الله حقًا، ومن هذه الأماكن عزبة داود، وعزبة كامل وعيسى.
وعندما زار قداسة البابا شنودة الثالث -حفظه الله- بلدة بهجورة، وتقابل مع "الغالي" ظهر عامود من نور خارج من فم قداسة البابا، ويستقر على كل واحد أثناء العظة داخل الكنيسة، وقدر روى هذه القصة المهندس فايق أحد تلاميذ الغالي.
وقال عباس الغالي عن قداسة البابا أنه "فاتورة دهب" ويحكي عنه أنه عاهد الرب وهو في سن 15 سنة أن يعيش بتولاً كل أيام حياته، ولذلك حلت عليه قوة غير عادية من الروح القدس، وفي أحد الأيام عندما كان يعمل في محل تاجر اسمه "عدلي إبراهيم أبو عسل" أعطاه شخص مخطوطات قديمة منسوخة باليد، منها كتاب للقديس يوحنا ذهبي الفم، ومخطوط آخر للأنبا يوساب الأبح أسقف أخميم قديمًا، ومخطوطات عن الاعتراف والتناول، وقد شاهد هذه المخطوطات المهندس فايق أحد الشمامسة هناك، وبدأ الغالي يتتلمذ على هذه المخطوطات، ويعكف على قراءة الكتاب المقدس يوميًا حتى أنه كان يقرأ خمسون أصحاحًا كل يوم، وأيضًا يقرأ الكتب الروحية بانتظام، فكان له قانون خاص به في القراءة، حتى على لمبة جاز أو شمعة، ويذهب إلى الكنيسة مبكرًا ويجلس في آخر الصفوف مواظبًا على الاعتراف والتناول، لقد كان يقضى الليل كله في الصلاة والتسبيح حتى الصباح، وفي إحدى الليالي شاهدته أمه وهو يصلي وحول رقبته ثعبان ملفوف، وكان الثعبان يصرخ بصورة صعبة، فانزعجت أمه وقالت له باسم الصليب يابني، فرد عليها الغالى ده سطانئيل يا أمي اللى بيوقع الناس في الخطية، فرشم عليه علامة الصليب فصار فى الحال دخانًا.
وكثيرًا ما كانت تحاربه الشياطين وينتصر عليها بالصليب المقدس، وبطلب معونة الله، وعندما كان يعترف كان يشاهد الشياطين علانية، لأن الله كشف عن عينيه، لدرجة أنه حكى للمهندس فايق أنه في إحدى الليالي وهو يصلي بالمزامير، حاربته الشياطين بتقطيع أجزاء من رجليه ويديه، وكان يرشم الصليب عليهم فتهرب، ثم تعود ثاني يوم، ويداوم على رشم الصليب، وكان لا يخاف أبدًا، وصارت له تعزيات من السماء، والست العذراء تأتي إليه وتساعده، وعندما كان يزور أحد المرضى ويصلي له تحضر أم النور وتشفيه، وفي عام 1962 مرض عباس الغالي مرضًا شديدًا، وجهزوا له مستلزمات الدفن، ولكنه كان يشتاق ويتمنى بناء كنيسة العذراء في بهجورة مكان الجمعية، وحدث أن رجلاً كانت عينيه ضريرة في بلد اسمها أبو شوشة مركز فرشوط، جاءت إليه الست العذراء وشفت عينيه، وقالت له اذهب إلى عباس جرجس الغالي في بهجورة، وقل له ابني كنيسة العذراء ولا تخاف.
وعندما ذهب الى بهجورة وسأل عن الغالي، قالوا اذهب إلى جمعية العذراء وسوف تجده، وفعلاً ذهب إليه ووجده نائمًا على سرير بسيط، في حجرة بسيطة، وافتكر الغالي أنه جاء يطلب صدقة، فمد يده تحت المخدة وأعطاه ما فيه النصيب، لكن الرجل قال له "أنا جاي علشان أعطيك فلوس"، فقال له الغالي كيف؟ فقال له الست العذراء بتقولك "ابني الكنيسة ولا تخاف" وعندما نطق الغالي اسم العذراء قام معافى من المرض، بعد أن كان فى حالة الموت، وذهب إلى المهندس "إبراهيم فارس" وهو الذى بنى كنيسة العذراء بقنا، ومعه الرجل الذي ظهرت له العذراء، وحكى للمهندس ما قالته العذراء عن بناء كنيستها في بهجورة، وفعلاً تم بناء كنيسة العذراء، وحضر المطران الأنبا مينا -مطران جرجا سابقًا- ودشن الكنيسة، ورسم الغالي في رتبة الأرشيدياكون "رئيس شمامسة" عام 1962، وسماه عبد مريم. ويحكى المهندس فايق عن معجزة للسيدة العذراء على يد الغالي حدثت عام 1977، كان هناك شخص اسمه الخواجه جاد الرب في بهجورة، يعاني من حمى شديدة، لدرجة أن حرارته وصلت إلى 42°، وأشار الأطباء بوضع المريض في صندوق مملوء بالثلج، وذهب أهل المريض إلى الغالي وأحضروه إلى المنزل، فأخذ الغالي ركن في الحجرة، وأخذ يصلي للمريض، وبعد مرور وقت قال الغالي لشقيق المريض، يا شيخ عازر خلاص يا عم الست العذرا حضرت ومعاها الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، لأن المريض جاد الرب كان ناظر كنيسة الأنبا شنودة، وقال له العذراء أشارت للأنبا شنودة ورشمته بالزيت وبعدها وقف الخواجه جاد الرب (المريض) على رجليه حالاً وطلب طعامًا للأكل.
كان الغالي يحب الفقراء والمساكين وكان مخصصًا لهم يومًا أسماه "الرغيف الأسبوعي" -رغيف الفقراء- فأحضر ترسكلات لنقل الخبز واللحوم والأرز والذرة، ويلف بها على المناطق والبيوت يوم السبت من كل أسبوع ويوزعها على المحتاجين وأخوة الرب، قبل رفع بخور باكر يوم الأحد، والمال كان يأتيه من أماكن كثيرة، حتى من أمريكا وفرنسا وألمانيا.
وعن خدمته كشماس في الهيكل قال: "لو شافت الناس ايه اللي موجود داخل الهيكل أشياء عظيمة جدًا، لكن الناس مش دريانة"، فكان يرى الشاروبيم وأسرار رهيبة لا يقدر أن ينطق بها، وأي مشكلة تحدث يضع ورقه باسم المشكلة على مذبح الرب، وتحل في الحال وكان يخاف على الناس من العثرات، ففي إحدى المرات شاهد شخص ينظر نظرة غير طاهرة من الهيكل، وقال له لماذا تنظر النظرة الشريرة، إن داود النبي نظر نظرة شريرة فوقع في جريمتين الزنا والقتل، وأنت تكون امام رب المجد وتنظر هذه النظرة الشريرة، فتعجب الرجل لأن الغالى شعر به، وهذا الرجل كان شماسًا.
الرب معكم




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :