الأقباط متحدون - الرئيس والكنيسة
  • ١٠:١٩
  • الجمعة , ٦ يناير ٢٠١٧
English version

الرئيس والكنيسة

مدحت بشاي

بشائيات

٢٣: ٠٧ م +02:00 EET

الجمعة ٦ يناير ٢٠١٧

بقلم - مدحت بشاي

في مبادرة ثمنها عالياً أقباط مصر وفرحوا بها فرحة عظيمة ، كانت زيارة الرئيس المؤقت عدلي منصور للتهنئة بالعيد بحضوره إلى المقر البابوي بالكنيسة المصرية باعتبارها الممثل السياسي والإنساني والروحي والاجتماعي الشرعي والوحيد لأقباط مصر ــ وافق الأقباط أو لم يوافقوا ـــ لحين إشعار آخر في زمن قادم يستطيع فيه أقباط مصر تكوين كوادر سياسية وتجمعات أو أشكال لها طابع مؤهل لتمثيل الأقباط ( رغم تحفظي على حدوتة أن يمثل أصحاب عقيدة ما سياسيا أحد منهم و إلا كان المطلوب مثلا عند وضع الدستور قصر مناقشة الأمر الخاص بأصحاب عقيدة ما على المنتمين لها فقط )ِ.. واقتصرت زيارة الرئيس المؤقت على تهنئة البطريرك بالمقر البابوي ليلة العيد ، و مثل ذلك الأمر حدثاً غير مسبوق في تاريخ الكاتدرائية واحتفالاتها ، ولكن مع صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي  إلى سدة الحكم كانت التهنئة داخل الكنيسة أثناء إقامة صلاة الاحتفال بليلة العيد ليشارك الجماهير فرحتهم بالمناسبة وتتعالى زغاريد النساء وهتافات الفرحة بتشريف الرئيس وعناقه لرأس الكنيسة ..  
 
واعتبر المواطن المسيحي تهنئة الرئيس رداً بليغاً وعملياً من قبل  رأس  الدولة على أصحاب فتاوى تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم ، بالإضافة إلى استمرار العمل بالقرار المباركي " 7 يناير أجازة رسمية " ..
 
ولكن يبقى السؤال لماذا التهنئة بعيد واحد فقط يا فخامة الرئيس ، ولماذا الأجازة عيد واحد فقط مع أن للأقباط عيد للميلاد وعيد للقيامة ، فهل مثل تلك القرارات تمثل مواقف لابد الإذعان لها من قبل المسيحي ، ويقول " بلاش طمع إحنا كنا فين أهم اعترفوا بعيد وتعالوا نحلم بيوم يعترفوا بالتاني ، وزغردوا وافرحوا بالتهاني وبلاش نكد " أو نقول مثلاً " تعالوا ياجماعة نفرح برمزية القرارات دي وإنها تنسحب على باقي أعياد السنة عند المسيحيين " أو نفهم الموقف على إنه حل وسط أهو نرضي الأقباط بعيد ونرضي أتباع " البرهامي " برفض عيد !!!
 
إنني أرى أن قرار منح الأجازة لعيد واحد والتهنئة أيضاً لعيد واحد حكاية مهينة تكرس الفكرة الذمية ، فلأن المواطن المسيحي في ذمة مواطن أخر فلا يمكن تهنئته ومشاركته فرحته وعطلته إلا إذا كان موافقاً على سبب الاحتفال بكل عيد حتى لو كان السبب يتعلق  بأمر عقائدي شديد الخصوصية للمواطن المسيحي !! 
 
أرى ، إذا كان أمر تصويب ذلك الموقف غريباً على اعتبار أنه بمثابة اعتراف بحدث مرفوض وغير معترف به من جانب عقيدة  الكفيل ، فلنعد لبروتوكلات الرئيس المؤمن والاكتفاء ببرقية تهاني تذاع في كل وسائط الميديا ، و يبقى العيد لأصحاب العيد فقط يعيدوا وينبسطوا وحدهم ، و هو أمر أفضل كثيراً حتى لو كان ضد كل مفاهيم " المواطنة الكاملة " لأن الشكل الجديد يمثل حكاية مهينة لأنها تؤكد على فكرة أن التهنئة ليست مشاركة وجدانية بفرحة الأخر ولكن لأن ثمة أسباب مشتركة مقبولة إلى حد ما متوفرة تجيز التهنئة فإذا لم تتوفر فلا يجوز التهنئة ..
 
أما سبب تفضيلي للوضع القديم أيضاً فهو محاولة الاقتناع كذباً أننا لم نقم بثورة ضد حكم الجماعة الإرهابية ودفعنا الثمن غالياً ، بل ولا كأننا مازلنا نسكب الدماء على أستار الكنائس وأفرولات الجندية ومدرعات أبطالنا بسقوط شهداء وضحايا كل يوم ، وكان الأقباط في مقدمة المشهد الوطني ، وما كارثة الكنيسة البطرسية ببعيدة الحدوث بحسابات زمن الشجن ومعادلات رفض قيم العدالة والتسامح والمحبة و رفع أيقونة " العيش المشترك"!!!
ويارئيسنا المحبوب ، لو هتهني الأقباط في "الميلاد" سننتظر تهنئتكم في "القيامة " ، ولا إيييييه ؟!! 

medhatbe@9gmail.com