ثورة المزود

ماجدة سيدهم
هنا في بلل  العتمة المصلوبة  على  سياج المدينة ..بين كومات الصقيع وصدأ المزابل الكثيفة..يرقد الحالمون في سلات التشرد  التى لاتصلح  للبقايا أو للمحاولة  ..بينما يرشق المدججون  بأفعى التقوى كل محاولات الأنين المطلة من نوافذ الوريد حتى فتات الغم .. حتى  مشاوير الأحذية العارية من دفء الأرصفة..

 هكذا يصنع الموتى من المخاوف  اشلاءً متناثرة ..يذبحون الحلم  على أعمدة البلادة وفتاوى الموت المبين ..وفي مطلع كل نصل يهللون  بنعيق الأكبر.. سافك هيكل العشاق ..هاتك أفخاذ الصبيات  "هلموا نشيد من المدينة صقيعا باردا  .. نخترع من الأسود ذاك التشوه المشبع لمناسكنا ..ونضيء الطرق الوحشية  بإطالة الحبل السري من رحم الرطوبة وحتى ولادة الجوع و تكاثر الخرب.." ..

هكذا يفعل  نسل الأفعى المطعونة  بفقه الخرافة..حين يصيبون  هدفا  في تابوت الدماء الشهيدة ..وفي عيون المسرة  يكحلون  الحلم بالفزع ..فاحالوا الأوطان إلى  فوضى دراسة أصول القيء حيث تتخثر الدماء فوق أنات  كل روح  ..

 هكذا أصبح الوطن معتما ..مرزولا ..مرعبا ..مزودا هائلا من  شقاء ونحيب وغلظة وتشرد..

 وهكذ أصبحت المدينة  مهيئة  لانتهار العتمة .. لإطلاق صيحة ولادة الحياة  واستقبال دوي  موسيقا الخلاص ..هكذا أصبح الحيز كله جديرا بافتتاح ملكوت النور .. بالرقص ترتج جبال الأرز ..بينما  تبهر أشجار الزيتون  الفضاء بالقناديل  ..تفرح  ضفاف الأردن من جديد فيما ينظرون  نشيد  أخناتون  "ومن مصر دعوت ابني .."..

 تنحني كل  الجباة  ..تسقط القامات جميعها مرتعدة .. ومن أمامه يركض العويل ..

شكرا لكل من ساهم وشيد وعجل ببناء الوطن المزود ..

شكرا لكل  من دعم وشدد ودفع بالفاعلين أن يتمموا المشورة المخربة..

شكرا للشر.. لولاه ماتأصل  الرجاء وما ترسخ  اليقين  بثورة  في المزود تقوم..

شكرا أيها المطاردون  التعساء فقد اسهمتم ببراعة  في  البناء المستحيل اللائق  للخلاص..نعم هو كذلك  ..فحيثما  ترتفع الرداءة  هكذا يولد  صهيل الحب
.. وإن كان فيه  ماينقصه من بذاءة فعجلوا به  كما يليق بصرخة النداء  الحي ..حيث يكون زوالكم .. حين ترتطمون بالضوء وتباعا تتهاوون في ذات  الوهم الذي طالما صدقتموه وتبعتوه عميانا ..ومن أجله سفكتم  الكثير والجميل من  كل أخضر وكل نبض ..شكرا أجدتم صنع المزود المبهرالذي  يليق حقا   بقيامة العهد الجديد الذي للفرح حيث لا مزعج ثانية ..

كل عام أيها الأشرار وأنتم محض سطور في حكايا التاريخ ..حتما سيكون ..

ولم ينته بعد