"الموساد" يطلق حملة بالعربية لتجنيد "الجاسوسات".. وخبراء: الإعلان "رسالة مشفرة"

رجح الدكتور أحمد حماد، أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة عين شمس، أن يكون الإعلان رسالة مشفرة يوجهها المتحدث باسم رئيس الوزراء لأحد الأشخاص لتنفيذ أمرا ما، باعتباره شيء متبعا في إسرائيل كالرسالة المشفرة لاستدعاء ضباط الاحتياط لديهم، أو أنه وسيلة لشغل الإعلام العربي وإرباكه.

 

وكيل المخابرات العامة الأسبق: النساء الأكف في التخابر عن الرجال.. والموساد يجند الأشخاص بشتى السبل

وقال حماد لـ"الوطن"، إنه لم يتم إطلاقا من قبل الإعلان عن حملة لتوظيف الجاسوسات عبر الانترنت في تاريخ المخابرات، فهي السابقة الأولى في تاريخها، حيث يمنع نشر الإعلانات عن طلب التوظيف للعمل الإداري فيها، وهو ما وصفه بـ "تهريج وشيء لا يصدق".

 

وهو ما أكده اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، أن تلك الإعلانات غير مسموح بنشرها حتى في الصحف، لكي لا يتم معرفة الجواسيس بشكل علني، وهو ما يعتبر أمرا غريبا وجديدا على الموساد الإسرائيلي، على حد قوله.

 

"الموساد تنظيم كهفي يصعب معرفة تفاصيله".. هكذا يرى العميد صفوت الزيات، الخبير العسكري، إعلان جندلمان، موافق في الرأي سابقيه، مؤكدا أن الأخير على دراية بأن ذلك الأمر سيكون محل سخرية وانتشار شديدين، كونه لا يتمتع بمصداقية العمل المخابراتي.

 

ويجد الزيات أن الإعلان بمثابة "الطعم" للأفراد الراغبين في المادة والمال أو للعب دور معين من الفئات الشبابية السهل جذبها، ليتتبعها ويدرسها الموساد الإسرائيلي لفترة ثم يبدأ في فرزهم وتجنيدهم بالفعل، وهو ما يشبه "المستنقع" لجذب الشباب، على حد وصفه.

 

رواد التواصل الاجتماعي يردون على المتحدث الرسمي: كان على عيني بس أي دونت هاف تايم

منذ إنشاء جهاز "الموساد"، في عام 1949، الذي يترأسه حاليا يوسي كوهين، يتبع مباشرة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، و40% من العاملين فيه مؤخرا من النساء، بينهن 24% يعملن في مناصب رئيسية، بحسب ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقريرها اليوم، لافتة فيه إلى أن تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، والقيادية الآن في حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض هي "أشهر عميلات الموساد"، حيث خدمت في الفترة ما بين 1980-1984.

 

لذلك لم يكن الإعلان موجه للإناث محل تعجب للكثيرون، وهو ما أيده اللواء أسامة همام، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، وخبير الأمن القومي، بأن الموساد يستخدم السيدات بنسبة عالية في العمل الجاسوسي، مشيرا إلى أن أحد الأجهزة المخابراتية 70% من العاملين به من النساء، لذلك فهو أمرا معروفا ومتبعا في مختلف أجهزة المخابرات بالعالم لكون النساء لديهن قدرات أعلى في التخابر عن الرجال لامتلاكهن الصبر والحيلة.

 

وعلى خلاف سابقيه، يرى همام أن الإعلان ليس بغريبا لكون الموساد يقوم بتجنيد الأشخاص بشكل علني في شوارع قبرص واليونان من خلال مجموعة "التجنيد الجماعي" التابعة له، ويسعى طوال الوقت لضم المزيد منهم بكل السبل المتاحة، كما حدث مع جاسوس "الفخ الهندي" الذي تم القبض عليه في مصر.

 

وأضاف: "مواقع التواصل الاجتماعي سبيلا لتسهيل الفرز في عملية البحث عن جواسيس، كونه يوفر العديد من المعلومات الشخصية عن الأشخاص المتاحة بشكل مجاني من خلاله، ومن ثم ينقلهم إلى مرحلة الدراسة والمقابلة بطريقة أسرع، كما يهدف لإرهاب وإرباك الفلسطنين ونشر الفتن والشكوك بينهم كونه موجه لهم بشكل خاص وللعرب بشكل عام".