العذراء .. سلم يعقوب

عرض/ سامية عياد
اختارها الله من بين نساء العالم لتحمل فى احشائها مخلص العالم ، أمنا العذراء التى رآها أبونا يعقوب مثل سلم مرتفعا الى السماء ، والرب المخوف عليه ، هى السلم الذى نزل عن طريقه الرب الى عالمنا الأرضى ، حاملا لنا السلام والبركة والخلاص..

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "نفسى مرتفعة الى السماء" يقف قليلا أمام عبارة غاية فى الروعة وهى وصف أمنا العذراء بأنها سلم حى له نفس تسمو وتحلق وترتفع حتى تصل الى السماء ، والرب جالس ومستريح بمجد عظيم على هذه النفس ، هذه القطعة الثامنة من ثيؤطوكية السبت التى تتحدث عن سلم يعقوب ، فالعذراء إنسانة ارتفعت بقلبها وكل حواسها الى السماء ، فاستحقت أن تكون مكانا يستريح فيه الرب .

ارتفاع النفس لا يعنى التعالى على الأخرين ، بل السمو فوق كل رغبات العالم والاهتمامات الأرضية ، لكى تصل النفس الى الله وتتحد به ولا يمكن أن نتصل بالله بدون هذا الإرتفاع وتجاوز هموم العالم ومشغولياته "ارفعوا قلوبكم" أى نرتفع بقلوبنا حتى نلتقى الله طارحين عنا كل أفكار الخواطر الشريرة ، ومشتركين فى التسبيح مع القوات السمائية ، وإذا أردنا أن نكون مثل أمنا العذراء مرتفعين الى السماء ، لابد أن نتخلى عن الأمور التى تشغلنا عن الله ونهتم بما يقربنا منه ، يأتى هذا عن طريق قراءة الإنجيل والتأمل فيه ، أيضا التسبيح والترنيم ، التوبة المستمرة ، خدمة الأخرين ، الصلاة المستمرة ، حضور القداس والتناول كل هذه الأمور ترفعنا الى فوق .

النفس المرتفعة الى السماء هى نفس مملوءة بالسلام تستمد فرحها وقوتها من وعود السماء وبركات السماء ، فلا تزعجها أحداث الأرض ولا اضطراباتها ..