"تأمل عن الميلاد "
داليا إميل
الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦
داليا إميل
و فى ملء الزمان وُلد سر الأسرار ,, و نور الأنوار
ملك الملوك و رب الأرباب , مشتهى الأمم و عريس السماء , , الكلمه الأزلى والقدوس الأبدى
إنه الله الظاهر فى الجسد , بسر عظيم للتقوى !
ولد يسووع ...
فتهللت السماء , و أضاء جند الملائكه العلويه بحللّهم النورانيه .. وفوق المغارة , أعلنوا الأفراح و البشارة , وبوًّقوا بالأخبار السارة, ....
عزفوا على قيثاراتهم الروحيه أعذب الألحان و التسابيح و الأناشيد .
تزينوا بالحسن و الورود ,, وقدموا الإكرام للطفل المولود . و رنموا تسبحه الخلود
" المجد لله فى الأعالى و على الأرض السلام و بالناس المسرة "
رقصت الأشجار و تمايلت .. و تلألأت النجوم بالحسن و ترصعت , أضاءت القناديل .. و هفهف النسيم العليل , ولد عمانوئيل ,
ولد طفلاً مقمطاً بالأقمطه , و ملتحفاَ بالقُدرة , ومضجعاً فى مذود ,فتقدس المذود بالميلاد الالهى ,
و صار أعظم من قصور الأمراء , إزدان بالنور والبهاء , و إلتحم بعرش السماء ..
صار كرسياً لملك اليهود , و بات مهداً للرب المولود .
ولد بين الحملان و الذبائح , و كان هو حمل الله , رافع خطيه العالم .. كان ذبيحه الصليب و هو الابن الحبيب
ولد الاله طفلاً فأعطى الطفولة معناها و براءتها , و جمالها و بهجتها و سموها و عذوبتها , و طُهرها و عفتها ..
ولد رضيعاً يُناغى البشريه و يداعب النسيم . فأورَقت الزهور و لبست حلتها و ألوانها , غردت الطيور على الأشجار . و ترقرقت مياه البحار و الأنهار .
هدهدته الملائكه بحنان ... و تزينت السماء بالالوان .. داعبته النسيمات .. و أحاطته الحيوانات .
و بعطر طيوبه تعطرت الحياه .. و أملت فى الخلاص والنجاه .
ولد برعما قدسياً أزهر بين يدى العذراء مريم , تلك الفتاة الناصرية , كاملة البتولية
فحملته بشغف و قمطته برفق و أرضعته بتحنُن , حملته على ركبتيها وضمته لصدرها ... وسهرت على راحته و أمنه و أمانه
فكانت بحق أم الله "ثيؤطوكوس " نبع الطهر و الحنان و مستودع الكلمه ,و المعمل الالهى .
بميلاده , سطع فى الأفق نجماً مكللاً بالأمل والرجاء و محملاً برسائل السماء ..
إبتسم لوجه الأرض وأقتاد الأمم
سجد أمامه المجوس الأغنياء , و الرعاة الفقراء , فبميلاده قد إجتمع اليهود و الامم و تاقوا الى الخلاص .
و شهدوا المواعيد , و تبركوا بالطفل الوليد .
بميلاده أرخ التأريخ و وضع نقطه البدء للعهد الجديد .. بميلاده رفع البشريه و خلّصها من نير العبوديه ... بميلاه بدأ طريق الجلجثه ., و أولى خطوات المصالحه مع السماء . بميلاه تحققت النبوات و العهود و الوعود
.. بميلاده هلل سكان الجحيم , و أملوا فى العتق من الأسر والصعود الى النعيم
إنه إبن العلى ..الله الظاهر فى الجسد يسوع المسيح الله مخلصى الصالح ..