الأقباط متحدون - تأمل عن الميلاد
  • ١٣:٣٩
  • الجمعة , ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦
English version

"تأمل عن الميلاد "

داليا إميل

مساحة رأي

٠٩: ٠٥ م +02:00 EET

الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

داليا إميل
و فى ملء الزمان وُلد سر الأسرار ,, و نور الأنوار
ملك الملوك  و رب الأرباب , مشتهى الأمم  و عريس السماء ,   , الكلمه الأزلى والقدوس الأبدى
إنه الله الظاهر فى الجسد , بسر عظيم للتقوى  !

ولد يسووع ...
فتهللت السماء , و أضاء جند الملائكه العلويه  بحللّهم النورانيه .. وفوق المغارة  , أعلنوا الأفراح و البشارة , وبوًّقوا  بالأخبار السارة, ....
عزفوا على قيثاراتهم الروحيه أعذب الألحان و التسابيح و الأناشيد .

 تزينوا بالحسن و الورود ,, وقدموا  الإكرام للطفل المولود . و رنموا تسبحه الخلود  
 " المجد لله فى الأعالى و على الأرض السلام و بالناس المسرة "

رقصت الأشجار و تمايلت .. و تلألأت النجوم بالحسن و ترصعت , أضاءت القناديل .. و هفهف النسيم العليل , ولد عمانوئيل ,

ولد طفلاً مقمطاً بالأقمطه , و ملتحفاَ بالقُدرة  , ومضجعاً فى مذود ,فتقدس المذود بالميلاد الالهى ,
و صار أعظم من قصور الأمراء , إزدان بالنور والبهاء , و إلتحم بعرش السماء ..

صار كرسياً لملك اليهود , و بات مهداً للرب المولود .

ولد بين الحملان و الذبائح , و كان هو حمل الله  , رافع خطيه العالم .. كان  ذبيحه الصليب و هو الابن الحبيب

ولد الاله طفلاً فأعطى الطفولة معناها و براءتها , و جمالها و بهجتها و سموها و عذوبتها , و طُهرها و عفتها ..

ولد رضيعاً  يُناغى البشريه و يداعب النسيم . فأورَقت  الزهور و لبست حلتها و ألوانها , غردت الطيور على الأشجار . و ترقرقت مياه البحار و الأنهار .

هدهدته الملائكه بحنان ... و تزينت السماء بالالوان .. داعبته النسيمات .. و أحاطته الحيوانات .
و بعطر طيوبه تعطرت الحياه .. و أملت فى  الخلاص والنجاه .

ولد برعما قدسياً أزهر بين يدى العذراء مريم , تلك الفتاة الناصرية , كاملة البتولية
 فحملته بشغف و قمطته برفق و أرضعته  بتحنُن ,  حملته على ركبتيها وضمته لصدرها ... وسهرت على راحته و أمنه و أمانه
فكانت بحق أم الله "ثيؤطوكوس " نبع الطهر و الحنان و مستودع الكلمه ,و المعمل الالهى .

بميلاده , سطع فى الأفق نجماً مكللاً بالأمل والرجاء و محملاً برسائل السماء ..
 إبتسم لوجه الأرض وأقتاد الأمم

سجد أمامه المجوس الأغنياء , و الرعاة الفقراء , فبميلاده قد إجتمع اليهود و الامم و تاقوا الى الخلاص .
و شهدوا المواعيد , و تبركوا بالطفل الوليد .

بميلاده أرخ التأريخ و وضع نقطه البدء للعهد الجديد .. بميلاده رفع البشريه و خلّصها من نير العبوديه ... بميلاه بدأ طريق الجلجثه ., و أولى خطوات المصالحه مع السماء . بميلاه تحققت النبوات و العهود و الوعود

.. بميلاده هلل سكان الجحيم , و أملوا فى العتق من الأسر والصعود الى النعيم
إنه إبن العلى ..الله الظاهر فى الجسد يسوع المسيح  الله مخلصى الصالح ..