فى مثل هذا اليوم .. اغتيال "راسبوتين"الراهب الروسى ..
سامح جميل
الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦
فى مثل هذا اليوم 30 ديسمبر 1916 م..
اقدم مجموعة من النبلاء الروس على اغتيال الراهب جريجورى راسبوتين بعد ان تصاعد نفوذه فى البلاط القيصرى ..
بما اصبح يمثل خطرا حقيقيا ﻻيمكن التغاضى عنه ..وكان راسبوتين فلااحا سيبيريا سكيرا دحالا ذات علاقات جنسية متعددة ..لكنه كان يمتلك قدرات خارقة..وروحية اضفت عليه هالة من القداسة وتربع فى قلب القيصر نيقولا ..وزوجته الكسندرا..بعد نجاح علاج ابنهما اﻻمبر من مرض نادر خطير ..وبفضل مكانته هذه تمتع بنفوذ واسع ...وقد نجا من عدة محاوﻻت ﻻغتياله ثم جاءت النهاية التى تنبأ بها القتيل نفسه قبل ايام من وقوعها ..وتنبأ ايضا بسقوط اﻻمبراطورية الروسية.. بعد موته وهو ماحدث بالفعل..
ومسيرة الراهب الدجال المولود 1869 تجسد ازمة روسيا القيصرية ..قبل الثورة البلشفية ..انهيار شامل متعدد اﻻبعاد وتخبط غير مسبوق ،،ومناخ يرحب بالخرافة ويغذيها ..ومؤشرات تنبئ بالترهل الذى يسبق السقوط الحتمى اﻻخير...
الظاهرة الراسبوتينية قائمة لم تنتهى بعد فى المجتمعات ..ذلك ان الماجن الذى ينتسب للدين ويدعى القداسة ..نموذج منتشر فى المجتمعات العربية واﻻسلامية..
وما اكثر الدعاة اﻻدعياء الذين يقفزون بنا الى المجهول ..ويشغلون الناس بما ﻻيستحق اﻻهتمام ..ويديرون ظهورهم للدنيا وينصب التركيز على قضايا وهمية ذات طابع اسطورى
ويدعموا هذا العك المدمر اعلاميون يبحثون عن اﻻثارة الرخيصة ..التى تزيد نسبة المشاهدة وغلة اﻻعلانات ..دون نظر اوتفكير فى اﻻثار الكارثية لشيوع وانتشار مفاهيم الخرافة التى يروجون لها..
ويمكن القول على نحو ما ان راسبوتين ..لم يمت كظاهرة ونموذج ..ولن يموت قريبا...!!