بقلم: فاضل عباس
تنقل وسائل الإعلام المختلفة تزايد الاحتجاجات الشعبية في العديد من الدول العربية، وقد تسبب الوضع الاقتصادي المتردي بحالات انتحار عديدة في عدد من الدول العربية وهي شكل جديد من الاحتجاج لم يألفه العالم العربي سابقا.

الأزمة الاقتصادية التي تعيشها عدد من الدول العربية هي نتيجة لحالة الأزمة المالية العالمية والتي بدورها أدت إلى ركود اقتصادي وانهيار في عدد من الاقتصاديات في العالم من بينها اليونان لذلك عملت هذه الدول على معالجة هذه الأزمة الاقتصادية عبر تقشف في المصروفات وتقليل الدعم لبعض السلع هذا أدى بدوره إلى زيادة الضائقة المالية لدى المواطن فكانت الاحتجاجات الشعبية التي عبرت عن جوانب اقتصادية وسياسية.

لكن هناك دول عربية عديدة تعلمت الدرس مما حدث في الدول المجاورة فاتخذت عددا من الخطوات التي تخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية، لذلك لجاءت ليبيا إلى تخفيض وإلغاء الرسوم الجمركية على العديد من السلع لتخفيض قيمتها في السوق وكذلك الجزائر التي زادت من الدعم للسلع الأساسية وذلك بغرض تخفيض قيمة هذه السلع والمواد الأساسية. 

لا احد يختلف على الأزمة المالية العالمية ولكن الخطوات التي قامت بها ليبيا والجزائر وغيرها تعطي وتوصل للمواطن بان الحكومة تقدر الضائقة المالية وانخفاض مستوى المعيشة لدى المواطنين في هذه البلدان، وهي بالتالي توقف حالة الاحتقان وان كانت ترتب على الدولة أعباء مالية ولكنها في النهاية تحفظ الاستقرار الأمني والسياسي.

باقي الدول العربية عليها أن تخطو خطوات الدول العربية التي زادت من الدعم للمواد الغذائية الأساسية على اعتبار أن الشعب في بعض الأقطار العربية لا يستطيع تحمل أعباء إضافية كما أن المواطن العربي لا يشعر بحالة رخاء عندما تزداد واردات الدولة فمن غير المعقول تحمله لأعباء الأزمة المالية العالمية.
طابع الاحتجاجات الشعبية يبدأ اقتصاديا وسرعان ما يتحول إلى طابع سياسي نتيجة عدة عوامل منها مستوى حرية التعبير في ذلك القطر العربي ودور الأحزاب ومدى فاعليتها في تبني هموم الشعب وبالتالي يلجأ لها المواطن العربي للشارع والخروج في مظاهرات.

في الكثير من الأحيان يكون النظام مس‍ؤولاً عما يحدث من أعمال العنف التي تصاحب الاحتجاجات نتيجة عدم السماح بخروج المظاهرات بشكل سلمي أو محاولة قمعها عند خروجها، بينما الحقيقة لو ترك المجال للشعب للخروج بمظاهرات للتنفيس عن حالة الغضب فهي تفتح ثغرة يتنفس منها الشعب ويزيل حالة الاحتقان.