الأقباط متحدون - عفواً عزيزي المستثمر لا تستثمر هنا2-2
  • ١٩:١٧
  • الاثنين , ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦
English version

عفواً عزيزي المستثمر لا تستثمر هنا2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق عند احتمالية وجود أسباب أخرى لتدفع الأمن أيضاً لإلغاء معرض الأثاث لو مارشيه، وقد لجأنا لتلك الفكرة ليس رغبة منا في تجميل صورة الأمن لكن لمناقشة كل شيء بوضوح ودون مواراة، فمسألة الدفاع المدني التي أُشيعت كسبب لإلغاء المعرض غير مقبولة، لأنه كان الأفضل إعلانها بشكل رسمي وبوضوح، وحينها سنتساءل لماذا الاهتمام اليوم بالدفاع المدني؟ اليوم فقط، ولماذا لم يهتم الأمن بالدفاع المدني حين احترقت قاعة المؤتمرات، ولماذا لم يهتم بالدفاع المدني من وقت حريق قاعة المؤتمرات حتى الآن؟ لذا نحن اليوم بصدد طرح أفكار أخرى لعلها أسباب حقيقية وراء إلغاء أو تأجيل المعرض، وسواء إلغاء أو تأجيل ففي الحالتين الخسارة فادحة لو تعلمون، وهي خسارة ليست للعارضين، ولكن لعشرات المهن العاملة مع العارضين، كالعاملين مثلاً في مجال الدعاية والطباعة وغيرها.

المهم الآن الأسباب، هل تم إلغاء المعرض كنوع من أنواع لي ذراع وخنق لعنق السيد طارق نور مالك شركة إبيك المنظمة للمعرض؟ وواحد من هؤلاء الخاسرين لإلغاء المعرض أو تأجيله، بل لعله أهمهم ولا داعي هنا أن أذكر بأن السيد طارق نور هو أيضاً مالك لقنوات القاهرة والناس التي يعمل بها الأستاذ إبراهيم عيسى وهو واحد من أهم بل أهم من يجابهون فشل البرلمان والأمن والحكومة في مصر، ولا داعي هنا أن أشرح ابعاد تلك الفكرة المطروحة للبحث بوضوح خاصةً أن السيد إبراهيم عيسى قد توقف عن عرض برنامجه لأيام تزامنت مع أزمة المعرض هذا.

وإذا علمت سيادتك أن ثمة معرض آخر سيقام في نفس المجال في الشهر القادم والأمن يوافق عليه، والمعرض اسمه furniture والمعروض به أثاث أيضاً، وهذه المعلومة قد تؤيد الفكرة السابقة من أن المعرض الذي ينظمه نور يوقفه الأمن لحسابات أمنية أو برلمانية أو حكومية أو جميع ما سبق معاً أو
أن معلومة انعقاد معرض آخر بموافقة أمنية تعزز فكرة إلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة لمدة أسبوع أو أقل ثم نعود نلغي القرار، وتعود
الجمارك، ما أسفر كما قالت الشائعات من مكاسب هائلة لأحد المستوردين، فهل إلغاء المعرض من باب تقديم هدايا أخرى لأحد المستثمرين المزمع وجوده أوالمنظم أن الذي له صلة ما بمعرض furniture للأسف لم يعد هذا ببعيد عن حكومتنا الرشيدة، في ظل عدم وجود شفافية وانعدام الثقة بيننا وبينها.

على العموم انعقاد معرض آخر في الشهر التالي يجعلنا نتساءل لماذا ولماذا يمنع ذاك؟ أليس كلهم سيعرضون في نفس المكان صاحب نفس الظروف الأمنية من ناحية الدفاع المدني، هذا أمر محرج حقاً للقيادات الأمنية التي ادعت أن أسباباً أمنية تمنع هذا المعرض وستزول لينعقد الآخر!!.

في كل الأحوال، ومع كل الأسباب المنطقية والسياسية وغير السياسية والغير منطقية والمقبولة والمرفوضة والشفافة والمعتمة، لقد قدم الأمن المصري شهادة وفاة للاستثمار في مصر، وبات كل ما يقوم به الرئيس السيسي ويسعى لأجله في مهب الريح بسبب الأمن والمواءمات والتفاهمات التي تتخذ من الأمن ستار لأفعاله ومواقفه وخطواته، وللأسف لا أحد يحاسب ولا أحد يراقب، ما دام كل هذا في اتفاق وإطار تفاهم بين الجهات المعنية والمستفيدة من هذه الخطوة الأمنية الفاشلة.

المختصر المفيد مصر فوق الجميع.