رفضوا فكرة مصر بإنشاء قوة مشتركة.. واستعانوا ببريطانيا لحماية الخليج
مقالات مختارة | دندراوى الهوارى
الأحد ٢٥ ديسمبر ٢٠١٦
مصر بطل تدشين حلم توحيد العرب من ناصر للسيسى.. ودول خليجية حطمته
فى 29 مارس 2015 قرر مجلس جامعة الدول العربية، الموافقة على الفكرة التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإنشاء قوة عربية مشتركة، هدفها حفظ وصيانة الأمن القومى العربى، وصدر قرار الموافقة رقم 628.
وتقرر إعداد بروتوكول مكتوب، يتضمن 12 مادة، يحدد تعريفا كاملا لمهام القوة، وجاء فى المادة الثانية ما يلى:
- التدخل العسكرى السريع لمواجهة التحديات والتهديدات الإرهابية التى تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومى العربى.
- المشاركة فى عمليات حفظ السلم والأمن فى الدول الأطراف، سواء لمنع نشوب النزاعات المسلحة، أو لتثبيت سريان وقف إطلاق النار واتفاقيات السلام، أو لمساعدة هذه الدول على استعادة وبناء وتجهيز قدراتها العسكرية والأمنية.
- المشاركة فى تأمين عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين فى حالات الطوارئ الناجمة عن اندلاع نزاعات مسلحة، أو فى حالة وقوع كوارث طبيعية تستدعى ذلك، وحماية وتأمين خطوط المواصلات البحرية والبرية والجوية بغرض صيانة الأمن القومى العربى ومكافحة أعمال القرصنة والإرهاب، وعمليات البحث والإنقاذ، بجانب أية مهام أخرى يقررها مجلس الدفاع.
هذه الفكرة اللامعة، التى تقدمت بها مصر، فى شخص رئيسها عبدالفتاح السيسى، كان هدفها حماية الأمن القومى العربى، وأن يكون للعرب قوة عسكرية قادرة على الحماية والردع، وتتخلص الأمة من شراء الحماية والأمان بالمليارات، لكن دولا محورية قررت ضرب الفكرة فى مقتل. وخرجت أفكار مطاطة تفتقد لآليات التنفيذ والقدرة، ومنها التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب، وهو حلف عسكرى أُعلن عنه فى 15 ديسمبر 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية، يهدف إلى «محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيا كان مذهبها وتسميتها» حسب بيان إعلان التحالف، حينها، ويضم 40 دولة مسلمة، ويملك التحالف غرفة عمليات مشتركة، مقرها الرياض. كما يعمل التحالف على محاربة الفكر المتطرف، وينسق كل الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية، من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية، وترتكز مجهودات التحالف على قيم الشرعية والاستقلالية والتنسيق والمشاركة، وسعى إلى ضمان جعل جميع أعمال وجهود دول التحالف فى محاربة الإرهاب متوافقة مع الأنظمة والأعراف بين الدول.
والسؤال: أين هذا التحالف «الوهمى»؟ لم نسمع عن أى دور له فى ظل تحديات خطيرة تواجه الأمتين العربية والإسلامية، ولماذا لجأت دول الخليج فى اجتماعها الأخير إلى بريطانيا طلبا للحماية؟ ولو كانت الدول العربية قررت تنفيذ الفكرة المصرية وسارعت الخطى بتشكيل القوة، كان الأمر سيختلف كثيرا حيال معظم الصراعات الخطيرة الدائرة حاليا فى الوطن العربى.
فكرة الرئيس السيسى بتشكيل قوة عسكرية عربية، لم تكن هى الفكرة «الحلم» الأولى، ولكن سبقتها أفكار رائعة من عينة الوحدة العربية والسوق العربية المشتركة، وأيضا فكرة الراحل العظيم جمال عبدالناصر تأسيس قوة عسكرية واقتصادية تكون رقما صحيحا وصعبا فى معادلة القوة الدولية، وتستطيع التأثير فى كل التوازنات العالمية، بجانب تصديها للمخططات الرامية لإسقاط الدول العربية فى بحور الفوضى، والمحافظة على استقلالها ووحدة أراضيها.
ووقفت نفس الدول، موقف العداء من أفكار عبدالناصر حينذاك وأحبطت كل أحلام الوحدة والتكامل والتعاون الفعال، وأبرزها إنشاء القوة العسكرية العربية، ولو تم تنفيذ هذه الأفكار، ما وصل العرب إلى هذه الحالة من التردى والتقزم، وما أصبحوا مطمعا للقاصى والدانى.
نقلا عن اليوم السايع