عفواً عزيزي المستثمر لا تستثمر هنا1-2
د. مينا ملاك عازر
السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦
د. مينا ملاك عازر
مع ظني أن الأمن يفهم أنه ليس فقط الإرهاب هو الجبان ولكن أيضاً رأس المال جبان، ظني هذا جاء من انتشار السادة اللواءات في كل مجالات الحياة، يعملون ويعبثون بها، فظننت أنهم على دراية بكل شيء حتى الاستثمار ناهيك عن فهمهم الأمني الذي بات محل للشك بعد نجاحات العمليات الإرهابية المتزايد، اعود لما أظنه أن الأمن يعرف أن رأس المال جبان، ومع هذه المعرفة رفع لأصحاب رؤوس الأموال المستثمرين لافتة يقول فيها ما جاء بعنوان المقال، وهذه اللافتة لا تشير للأسف إلا إلى مصر!!!.
حينما أُسقِطت الطائرة المصرية، القادمة من مطار شارل ديجول لم تعلن أي جهة عن وجود متفجرات بها ولا هذه الاحتمالية، وقد أشرت من قبل أن فرنسا سترفض إعلان مثل هذا في توقيت سقوط الطائرة بسبب أنها اقتربت من تنظيم كأس الأمم الأوربية، ما يعني أنها ستبات مهددة وهي مقبلة على تنظيم رالي باريس، أي أن الحكومة الفرنسية والأمن الفرنسي حريصان على التكتم لعدم ضرب موسم السياحة الصيفي وعدم إلغاء أي احتفالية أو مناسبة مزمع انعقادها على أرض بلاده للحفاظ على سمعة البلاد الأمنية
أما أمننا بدلاً أن يعلن للعالم أمن بلاده وأمانها ويؤكد على هذا ويحاول أن يداري على فضيحة تفجير البطرسية وتفجيرات الكمائن الأمنية، قرر أن ينح المستثمر الأجنبي أياً كانت جنسيته بأن ينصرف عن مصر، ويصرف النظر عن الاستثمار فيها، وذلك بإراحة الأمن نفسه وإبقائه على حالة الاسترخاء الأمني التي يحلم بها، ولماذا نأتي لأنفسنا بوجع القلب وقلة الراحة ونؤمن معرض le marcher؟ لماذا والحل سهل، فلنلغي المعرض ولنعلنها صريحة وضاحة أن أسباب أمنية تقف وراء إلغاء المعرض، وليخسر المستثمرون ما يخسرونه كله يهون في سبيل ألا نخسر نحن راحتنا.
الأمن المصري يلغي لأسباب أمنية معرض للأثاث صُرف عليه عشرات المستثمرون دم قلبهم من دعاية وإنتاج ومضاعفة ساعات عمل للإيفاء بالتزامات العرض في المعرض، وكل هذا فليذهب للجحيم، ليس هذا وحده الذي سيذهب للجحيم وإنما أيضاً كل جهود بُذِلت في سبيل إقناع المستثمر العالمي لجلب استثماراته لبلادنا، وعليه فالمستثمر وهو مطمئن يعرف أن هذا البلد وبشهادة أمنها بلد غير آمن، ولا يجب الاستثمار به، ولا داعي للسياحة فيه في موسم من المفترض تنشط فيه السياحة.
من الآخر كده، الأمن خربها وقعد على تلها، ودعك من ادعاءات عدم الالتزام بشروط الدفاع المدني لأنها لو كانت صحيحة لأعلنت في العلن وبوضوح لكن المسألة باتت منصبة على رغبة الأمن في تريح باله، ولولا أن أعياد الأقباط ضرورة لألغاها، ولولا أن الذهاب للأعمال ضرورة لألغاها، وأبقى الجميع في بيوتهم لكي يناموا مقري العيون، مرتاحي البال، فالأمن الذي ألغى الحضور الجماهيري بالمباريات لكي يريح دماغه هو ذاته الذي ألغى المعرض، الههم إلا إذا أن هناك أسباب أخرى تقف وراء إلغاء المعرض كالتي سنلتقي بها المقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر.
المختصر المفيد اعملوا .