الأقباط متحدون - الحل القاتل يؤدي لنفس المصير.. الأم تصبح سوابق
  • ١١:٢٥
  • الخميس , ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦
English version

"الحل القاتل" يؤدي لنفس المصير.. الأم تصبح "سوابق"

حوادث | الوفد

٢٩: ٠٩ م +02:00 EET

الخميس ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كيف سولت لك نفسك أن تفكر هذا التفكير الشيطانى.. ثم كيف تطلب منى أن أنفذه؟

صرخت بها فى وجهه وقد اعترتها ثورة اهتز لها جسدها بأكمله، بينما حاول هو تهدئتها قائلا:

- «صفاء».. حاولى أن تفهمينى ..إننا نمر بأزمة مالية لن يخرجنا منها إلا ان تفعلى ما قلته لك.

عادت لتصيح باستنكار:

- بالنصب على الآخرين؟!

زفر فى عصبية قائلا وهو يحاول تمالك نفسه :

- إنك كيميائية شهيرة والجميع يثق بك لمواقفك الشهمة مع الجيران والأصدقاء ولن يشك أحد فى الأمر للحظة ..فقط ستقنعينهم بأن لك علاقات بوزارة الإسكان ويمكنك أن توفرى لهم شققا بالتقسيط وستجمعين منهم مقدمات لها ...بعدها سوف نفر لنعيش بعيدا.

دفنت وجهها بين كفيها غير مصدقة وأطبق الصمت على رأسها وقد أحاطها الذهول، فاستغل هو صمتها ليقترب منها ويقول فى لهجة مستكينة:

- إننى سأسجن قريبا بتلك الشيكات التى وقعتها ،حاولى أن تنقذى أطفالك من التشرد ومن أن يصبحوا ذات يوم اولادا لمجرم من أرباب السجون.

قالها وصمت وهو يرمقها فى ترقب، بينما برقت عيناها وحولتها إليه فى نظرة غامضة وتمتمت:

- عندك حق.

<<<

سارت كالمأخوذة نحو حقيبة يدها، فتحتها وتناولت منها زجاجة صغيرة كتب عليها «سيانيد»، أمسكتها بأصابع مرتعشة واتجهت نحو علبة تمتلىء بالسكر أفرغت بها بعض ما تحويه الزجاجة والذى يشبه السكر فى اللون والملمس إلى حد بعيد فكان سهل الاختلاط به.

أحكمت إغلاق علبة السكر ووضعتها مكانها حيث أحد أرفف المطبخ، وبنفس الأصابع المرتعشة سكبت باقى زجاجة السيانيد فى زجاجتين صغيرتين تحويان مياها.

غادرت المطبخ وهى تحمل زجاجتى المياه، فصاح فيها أحد طفليها وهو يقف بجوار أخيه يرتديان زيهما المدرسى:

- لقد تأخرنا يا ماما.

ابتلعت ريقها وهى تشير إلي الزجاجتين بصوت مبحوح:

- كنت أحضر لكما الماء.

ثم وضعت الزجاجتين فى حقيبتى الطفلين، وودعتهما بنظرة دامعة، ثم أشاحت بوجهها حتى انصرفا ، فانهارت مغمغة:

- سامحونى يا أولادى.. ليس أمامى إلا قتله، وحتى لا تعيرا بأمكما القاتلة سأضطر لقتلكما وسأقتل نفسى فى النهاية.

ثم تناولت حقيبتها وصاحت بصوت عال:

- لقد تأخرت على عملى يا «أيمن»، لا تنس أن تعد لنفسك كوب الحليب.

فتحت باب شقتها ودلفت إلى الداخل وقد تثاقلت قدماها، تسارعت دقات قلبها وهى تتجه نحو المطبخ فى توجس ثم...

ثم تجمدت بمكانها عندما وجدت ما تبحث عنه، فقد تكومت جثة زوجها على الأرض وخلت من أى علامة للحياة.

انحنت تلتقط كوب الحبيب الفارغ من جانبه وتنظر إليه فى صمت ذاهل.

تذكرت طفليها، وتخيلت جثتيهما، فأسرعت تمسك سكينا وسددتها نحو قلبها و.... لم تستطع أن تكمل طريق السكين لتطعن نفسها، خانتها شجاعتها فأفلتت السكين من يدها واجهشت بالبكاء.

ثم أفاقت على صوت جرس الباب لتسرع بفتحه و...

صرخت فرحة عندما أبصرت ولديها أمامها، أدخلتهما فى لهفة وراحت تفتش حقيبتيهما فى جنون صارخة:

- الماء.. الزجاجتان.

قال أحد الطفلين فى حيرة:

- فى مكانهما يا ماما.. لم نشرب منهما فلم نحس بالعطش اليوم.

رفعت إليهما وجها أغرقه الندم والفرحة معًا، ثم تذكرت جثة زوجها فاتخذت قرارها.

تناولت محمولها واتصلت بالشرطة ..و..

واعترفت بكل شىء.