اغتيال السفير ومستقبل العلاقات الروسية التركية
مقالات مختارة | سليمان شفيق
الاربعاء ٢١ ديسمبر ٢٠١٦
الدب الروسى لن يسمح بفض تحالفه مع أنقرة ولن يتركها دون عقاب
ترى ماذا يريد البعض من وراء اغتيال السفير الروسى فى أنقرة؟ بالتأكيد ضرب التحالف التركى الروسى بعد أن استطاع الروس اختراق تركيا «عسكرى درك حلف الأطلنطى»، وللعلم تركيا صارت مرتعا لكل مخابرات العالم وكذلك سوريا، ويكفى أن نتوقف أمام ما أكدته مصادر سورية، بأن من يسموا بقوات حفظ السلام لن يأتوا من الخارج، لأنهم يعيشون وسط «44» ألف مسلح أجانب وعرب، وفى هذا الإطار يضيف المصدر «لقد أبلغونا فى البداية أن الذين سيغادرون من شرق حلب «2000» مقاتل، ولكننا اكتشفنا أنهم «15» ألف مسلح وإذا أضفنا عائلاتهم سيكونون «44» ألفا، وعرفنا أن من بينهم أكثر من مائة ضابط مخابرات لدول أجنبية «أمريكيون وسعوديون وأتراك وقطريون وغيرها من الجنسيات».
بالطبع اندهش العالم الغربى من التحالف الروسى التركى، ووفق أول رد منى أدركت أنه ربما يكون وراء اغتيال السفير الروسى أجهزة مخابرات دولية، ألا أن الدب الروسى لن يسمح بفض تحالفه مع تركيا ولن يتركها دون عقاب. ومازال الإعلام الغربى يضلل ويزيف الحقائق، ويرد على ذلك الجنرال السورى عمر معربونى قائلا: «مئات الآلاف الذين نزلوا إلى شوارع حلب للاحتفال بالنصر ليسوا روس ولا إيرانيين، بل من السوريين، الذين استشهد منهم «12» ألف، أكثر من %70 منهم من قوات الجيش ورغم ذلك مازالت أكاذيب وعهر الغرب يتداول.
وتحت عنوان: «الحقيقة الأخرى فى قصة حلب «روبرت فيسك - فى الإندبدنت - الأربعاء 14 ديسمبر كتب» حان الوقت لقول الحقيقة الأخرى بأن الكثير من المتمردين الذين دعمناهم فى الغرب، هم من أكثر المقاتلين قسوة فى الشرق الأوسط. ففى الوقت الذى كنا نعبر عن رفضنا وانزعاجنا من شناعة داعش خلال حصار الموصل، وهو الحدث المشابه جداً لحلب، علماً بأنك لن تتلمس ذلك فى قراءة روايتنا للقصة، تجاهلنا عمداً سلوك المتمردين.. فى حلب سيكون على السياسيين والخبراء والصحفيين الغربيين أن يعيدوا كتابة قصصهم فى الأيام المقبلة من جديد، وقد استعاد جيش بشار الأسد السيطرة على حلب الشرقية.. سنكتشف ما إذا كان المدنيون الـ250 ألفاً المحاصرون فى المدينة كانوا فعلاً بهذا الكم. وسنسمع المزيد عن عدم قدرتهم على المغادرة حين قصفت الحكومة السورية وسلاح الطيران الروسى الجزء الشرقى من المدينة. وسنعرف المزيد عن المتمردين الذين نحن فى الغرب، الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى جانب حلفائنا فى الخليج، قمنا بدعمهم. قبل أسابيع قليلة فقط قابلت إحدى العائلات المسلمة التى هربت من شرق حلب خلال الهدنة. أخبرنى الوالد أنهم أبلغوه بأن المتمردين سيقومون بإعدام شقيقه، لأنه اجتاز الخطوط الأمامية مع زوجته وابنه، لقد اتهم المقاتلين بإقفال المدارس وتخزين الأسلحة بالقرب من المستشفيات، علماً أنه لم يكن موالياً للنظام، بل إنه كان من المعجبين بسلوك داعش فى الأيام الأولى للحصار.. هؤلاء المسلحون هم الذين قاموا بعد احتلالهم لتدمر بذبح عالم الآثار البالغ من العمر 82 عاماً الذى حمى كنوزها، ثم وضعوا له نظارته على رأسه المقطوع.
اغتيال السفير الروسى غالبا تمت بمعرفة دوائر من الأمن التركى المعادية للحكم الأوردغانى والموالية ربما لأجهزة مخابرات دولية، وهى أرادت أن تضرب عصفورين بحجر واحد، ضرب التحالف الروسى التركى من جهة، ومحاولة استعادة تركيا مرة أخرى لبيت الطاعة الأمريكى، خاصة بعد توتر العلاقات بين البلدين عقب الانقلاب الذى اتهمت تركيا فية أمريكا بإيواء المتهم بتدبير الانقلاب فتح الله جولن، حتى أن رئيس الوزراء التركى حينذاك قال: «الدولة التى تستضيف مدبر الانقلاب فى حرب مع تركيا وليست صديقة»، وأخيرا فالرابح الأساسى من كل هذه الأحداث هو بشار الأسد والشعب السورى.
نقلا عن اليوم السابع