د. رأفت فهيم جندي
الجنائني الماهر يعرف ان زهوره قد اكتمل نموها وصارت في أجمل صورها، فيقطفها ليصنع منها باقة جميلة، وهكذا يفعل بنا رب الارباب الذين نحن غرس يديه.

حادثة الكنيسة البطرسية مؤلمة لنا نحن الاحياء ومؤلمة لأهل الضحايا بالأكثر، ولكننا لا نرى الجانب الآخر المفرح فيها لهؤلاء الذين انطلقت ارواحهم للسماء وقد تم نضجهم الروحي وهم يسبحون "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي" فاستجاب لهم الرب الإله وسمح لهم بالانطلاق في هذا الوقت تماما للدهر الآتي الذي ليس فيه حزن او كآبة.

بالرغم من وجيعة الأحياء فيمن فقد احباؤه، فالبعض يختلف معهم في إطلاق لقب شهداء على حوادث الاغتيال، لان الشهيد هو من قدم حياته برضاه التام ولم ينكر السيد المسيح مثل شهداء ليبيا الذين ُخيروا لترك ايمانهم ليعلنوا اسلامهم لينجوا من الموت، فرفضوا انكار السيد المسيح. هؤلاء تكللوا بإكليل الشهادة، اما من يقتل منا بسبب أجرامي سواء في الكنيسة ام غيرها فمنهم من هم ابرار سمح لهم الرب ان ينتقلوا وهم في أحسن حالة لحياتهم الروحية. ولكن البعض الآخر يرى ان كل من قتل بسبب مسيحيته هو شهيد على الهوية.

اشعر بالأسى بالأكثر على من فجرهم لأنه الوحيد وسط كل هؤلاء الذي انطلق إلى الجحيم حيث لا حوريات ولا ولدان مخلدون لا ينزفون كما خدعوه وصوروا له، ولكن كل من خدعه له خطيئة أعظم، بداية ممن وضع له آيات شيطانية واوهمه انها من عند أبى الانوار.

احيى رئيسنا السيسي الذي كان على رأس الحادث ولم يستعلى عن المشاركة فيه مثلما فعل مبارك في حادث كنيسة القديسين، وليس أيضا هناك أي شبهة في مشاركة الدولة في صنعه مثلما كان حادث القديسين.

لابد من مراجعة التدابير الأمنية المتراخية، بالرغم من أنه مهما كانت تدابير الأمن في أي مكان فمن الممكن ان تفلت منها حادثة او اخري كما يحدث في جميع بلدان العالم، ولكن العيب أن تدابير امننا تكون مرتخية مثلما يحدث حتى في كمائن الشرطة. ولقد جلست ذات يوم مع ضابط قريب لي في احدى هذه الكمائن بعد مقتل السادات ورأيت ان هذه الكمائن هي وضع استهدافي سهل لقتل رجال البوليس مع ان المفروض انها نقط حراسة وليست استهدافا لهم.

هل سماح الرب الإله بانتخاب ترامب هو وضع حد لشيطان الشرق الوسط الإسلامي؟ هذا الذي قيل عنه في سفر الرؤيا "يحل الشيطان فترة يسيرة" والذي يذكر عندما قابل أوباما قداسة بابا الفاتيكان كانت أحد الصور التي صورت بالصدفة بها قرنان على رأس اوباما يشبهان قرني الشيطان، ولكنها لم تكن صدفة لنا بل إشارة نفهمها.

ولقد أعلن ترامب انه سيكون ضد هذه المنظمات الشيطانية وسيوقف التدخل الأمريكي لتغيير نظام الدول وسيساند النظم التي تعمل ضد المنظمات الإرهابية وبالتأكيد أن اولهم مصر.

ونحن نحتفل هذه الأيام على الأرض بتجسد السيد المسيح في شخص يسوع ليكون المسيح عيسى بن مريم، احبائنا المنطلقين من وسط كنيسة البطرسية أقتطفتهم يد الرب ليكونوا معه في السماء في كنيسة المنتصرين في عيد تجسده وهم ابرار وفي أحسن حالتهم الروحية.

فلنطلب منهم أن يصلوا لنا نحن الغرباء في هذا العالم في كنيسة المجاهدين.