دموع الصليب.. من شاعر مسلم
مقالات مختارة | عباس الطرابيلى
الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦
هموم مصرية
انفعل كل المصريين، وبكوا.. حزناً علي أشقاء لنا من المسيحيين سقطوا ضحية إرهاب أعمي.. الكل بكوا.. والكل رفضوا.. ولكن الشعر الشعبي لم يكن بعيداً.. وهذا شاعر شعبي مصري، مسلم مصري، انطلق يعبر ويرفض بكلمات نابعة من القلب، ليس من قلبه وحده، بل من قلوب كل المصريين، شاعر ربما لا يعرفه أحد، ولكن هزتني كلماته.. وزلزلتني تعبيراته الرافضة لهذه الجريمة.. اسمه عماد حمدي سعدالدين، من أبناء شارع شاهين بالعجوزة بالجيزة.. أري كلماته أفضل تعبير عن المشاركة في الوطن، لم يعرف يوماً الفرق بين مصري مسلم.. ومصري مسيحي.. يقول في هذه القصيدة، بعنوان «دموع الصليب»:
مصاب أليم وحادث جلل
وشيء مش طبيعي وغير محتمل
أخويا وصديقي وصاحبي الحقيقي
رفيقي في طريقي وافاه الأجل
في يوم حد عادي كباقي الآحاد
11 ديسمبر دا كان المعاد
موافق ولادة نبينا الكريم
وصوم النصاري لعيد الميلاد
عقارب ساعاتنا ل عشرة تشير
وافتنا قناتنا بحادث خطير
وعبر الفضائي وعبر الأثير
سمعنا وشفنا مشاهد شداد
في صحن الكنيسة ووقت الصلاة
خلايق ترنم في حب الإله
وطفلة بتضحك في وش الحياة
وحاضنة بإيدها هدومها الجداد
وقمص بيوعظ في مشهد مريح
ويوصف سماحة وعدل المسيح
و(أبارقة) في مذبح بيشفي الجريح
وكل اللي يشرب ينول المراد
وفجأة في قاعة صلاة الحريم
بيدخل في خلسة عليهم لئيم
لا عنده لا ذمة ولا ملة ولا دين
وينسف حزامه ما بين العباد
وصارت كنيسة (البطارسة) دمار
وماتوا العذاري وماتوا الكبار
وطارت جتتهم تهد الجدار
وفضلت دموع الصليب ع الولاد
وتجري الدماء الذكية تسيل
وبين الإصابة وبين القتيل
أفاجأ بجثة صديقي نبيل
بيسبح فى دمه ما بين السواد
وأكدب عيوني وأقول مش صحيح
نبيل لسه عايش نبيل مش جريح
وتكتر دموعي وتنزل تسيح
وأحس إني عاجز قصاد الفساد
وأفكر في زوجته وابنه الوليد
وآخر اجازة سافرها الصعيد
يودع بناته وابنه الجديد
ويعمل لفادي شهادة ميلاد
بدون فعل آثم وذنب جناه
بيفقد حياته في بيت الإله
وتفضل لفادي شهادة وفاة
بختم الخيانة ولون الحداد
نقلا عن الوفد